المجازر التي يتعرض لها الشعب السوري على أيدي قوات النظام وحلفائه ، وخصوصاً تلك التي يتسببها الطيران من خلال إلقائه بالبراميل المتفجرة على رؤوس الناس والتي تودي بحياة المئات من المدنيين وآخرها مجزرة الغوطة التي ذهب ضحيتها أكثر من مائة وثلاثين قتيلاً بينهم أطفال ونساء .
هذه المجازر الدموية وإن كانت مأساوية إلا أن الأكثر مأساوية هو موقف المجتمع الدولي من هذه الجرائم ، إذ أنّ البيانات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي تفتقد حتى إلى إدانة هذه الجرائم الوحشية .
فالدول الغربية الست وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية بذلت قصارى جهدها لمنع إيران من الحصول على القنبلة الذرية لكنها لا تكترث كثيراً بل لا تبالي بما يرتكبه الرئيس السوري بشار الأسد بمساعدة النظام الإيراني من مجازر ببراميله المتفجرة التي يلقيها الطيران على الشعب السوري منذ انطلاقة الثورة السورية في العام 2011 .
فالإدارة الأميركية تكتفي بالتدخل العسكري في سوريا بقصف وضرب مراكز ومواقع الدولة الإسلامية داعش لأنّها تشكل الخطر الأكبر على مصالحها وعلى العالم ، فيما مجازر النظام السوري وجرائمه بالقتل والتهجير والتدمير لا تشكل أي تهديد لأي دولة طالما أنّ النظام السوري لا زال يضمن الأمن والاستقرار على حدود دولة إسرائيل .
أما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فهو يصر على بقاء الأسد في السلطة ، إذ أنّ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أصدر موقفا أكثر تشدداً عندما أكدّ على أنّ مغادرة الأسد في نهاية المسار السياسي الإنتقالي للحل في سوريا شرط غير مقبول .
فروسيا تريد بقاء الأسد مستفيدة من عدم إهتمام الرئيس الأميركي باراك أوباما بما يجري داخل سوريا.
يبقى موقف المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا وهو الشخصية الدولية المرموقة ولكنه يبقى عاجزاً عن إتخاذ أيّ موقف أو مبادرة تشكل نقطة انطلاق نحو الحل السياسي في سوريا بسبب الموقف الأميركي المتردد والموقف الروسي المتشدد ، وهو بالتأكيد لن يصل إلى أيّ حل طالما هناك شلل في مجلس الأمن الدولي إزاء ضرورة خروج بشار الأسد من السلطة .
وعليه لا يبدو في الأفق السوري ما يشير إلى احتمال بوادر حل سياسي طالما أنّ بشار الأسد لا زال يحظى بدعم روسي وإيراني ومحمي من الرئيس بوتين والمرشد الأعلى السيد علي الخامنئي وحزب الله في لبنان ، ومأساة الشعب السوري مستمرة وتتجدد يومياً مع نظام متوحش ومجرم وفي ظل مجتمع دولي متخاذل حتى يقضي الله أمرا كان مفعولاً .