في بهائك شمسٌ عاملية من تراب الجنوب ، وقمرٌ من ليل رجالٍ لا تلهيهم تجارةٌ أو بيعٌ عن ذكر الله وعن ذكر الناس والمحرومين ...
سيدي موسى الصدر أجلوك في خاطري صورةٌ في سراج الوطن ، وأصطفيك لنفسي وقلبي سراً من أسرار الغياب، بهاؤك أبهى من وجوهنا المقنَّعة بابتساماتٍ ملوَّنةٍ ، وأشرق من شموسنا المعتَّمة ، لأنها تغادرنا وهي تصطلي منك دفئاً كلما قررنا العودة إلى حضن الوطن.......
ما زال زرعك في ثلوم أرض الجنوب يروي عطش المحرومين، ونياط قلوب الفقراء، وشغف أرواح المجاهدين والمزارعين ...
في ذكراك سيدي موسى الصدر ترهقنا الذكرى، فأمسينا كما الحطَّاب في غابة الأرز ، يدفعنا فقرنا وأرقنا إلى قطع شجرة، وتمنعنا عيوننا من قتل جمال ما رأت ....
سيدي يا إمام الوطن سنبقى معك في ذاكرتنا ، وفي أقلامنا الحرَّة ، وفي دفترنا اليومي ، ندوِّن ما كتبنا على ألواح القلوب بطبشور الحب والمحبة والتسامح والتعايش والعيش الواحد ،ونرسم ظلالاً كثيفةً على أطلال العمر في وطننا الحبيب لبنان ...
موسى الصدر أقسم بأنك أقرب الناس إلينا وإلى كل إنسانٍ ،لأنك من جبَّلة كريمةٍ ، ومن طينةٍ وفطرةٍ سليمةٍ فطرك الله عليها ، من طينة الفقراء والمحرومين ، ومن بهاء جبل الشرف ،التي تنام فيه قرىً من أكواخ الشهداء والمعذَّبين ....
سيدي بعد غيابك لم نرَ إلاَّ أمواتاً ينقلون من ظهر الأرض إلى بطنها، أماَّ أنت موسى الصدر حيَّاً حياةً حقيقيةً فكان غيابك حياة ....
أين قطرات الدموع التي يريح بها الباكون أنفسهم ، أو قطرات المحتشدين من قطرات الحياة التي أراقها موسى الصدر في وطنه وأمته ....
سيدي ما زالوا يتكلمون ، فعلِّمهم كيف يصيحون ليعرفوا أنَّ آذان السياسة لا يخترقها إلا الصوت الجهوري بأن لا نترك محروماً واحداً.....
سيدي فليجثُوا فوق رمال الوطن وبين صفائحه المبعثرة المتهدِّمة أرباب المطامع في الحياة ،وطلاب المجد والعظمة خاشعين ومتسكعين وخافضي رؤوسهم إجلالاً وخشية ...
سيدي علِّمهم كي يخفَّوا في أعماق نفوسهم إبتساماتٍ مزدريةٍ مترقرقة على شفاههم ، وليعلموا أن طريق المجد والعز والكرامة والعظمة تمرُّ من طريق الفقراء والمحرومين ..
موسى الصدر يا أيها الكوكب المطل من علياء السماء ، إنك أنرت لنا أرض لبنان وسهله ووعره ...
فهل لك أن تشرق في نفوسنا من جديد لتنير ظلمتنا ، وتبدِّد ما أظلَّها من سحب الهموم والأحزان .
معذرةً سيدي موسى الصدر