مفارقة عجيبة وغريبة أن نجد كاتبا في صحيفة تستمد تمويلها من جهات شيعية يغرد عبر صفحته قولا يسيء لمرجع شيعي كبير، ويزول العجب عندما نعلم ان هذه الجريدة هي جريدة الأخبار المدعومة من أموال "حزب الله" وإيران" المؤيدين لسياسة المالكي الذي يرفض السيستاني الدفاع عن فساده وفسقه.
وعلى ما يبدو أن جريدة الأخبار لا تمانع ان تفتح أبوابها لمن يسيء إلى المراجع الكبرى أمثال معتوه كالفورنيا أسعد أبو خليل الذي كتب على تويتر :"قرأت أن فقيه الإحتلال الأميركي علي السيستاني إستقبل قبل أيام محمد حسن "الأمين.السؤال:متى يستقبل السيستاني شارل جبور؟
واللافت أن المتهم بالعمالة المزدوجة يلصق بزعيم الحوزة الدينية إتهامات المفترض أن تكون له هو. أما إن كان في الكلام الموجه محاولة لإقحام المرجع الأعلى في أغراض سياسية، إلا أننا ننوه بما قاله، حيث أن إعتبار كل رجل يسعى لإصلاح البلد بعيدا عن السماح لأي تدخلات قد تكون إيرانية أو غيرها عميلا فإننا نقبل بهذا الإتهام.
فالسيد السيستاني لم يكن ولن يكون يوما أحد أتباع أسياد الجهات الخارجية إنما هو سيد نفسه ومسؤولا عن شعب برمته يعاني من ظلم القوة الشيعية الحاكمة.
ومهاجمة كاتب لرجل دين وقف في وجه الفساد والمفسدين، مدافعا عن حقوق شعبه ومستخدما الموضوعية والحيادية في قراراته، عبر رفع الغطاء عمن سرق مبالغ مالية كبيرة وسلم بلاده إلى "داعش" على طبق من فضة، يدل على مدى قلة الثقافة والوعي في فهم الحياة السياسية.
وبين قيادة العراق إلى الإنفجار إختار الإعتدال فدعم العبادي ودعا إلى نصرته وأيده في مكافحة الخائنين امثال المالكي المدعوم من السياسة الإيرانية، وبين كفتي الشيعة إختار ووقف ودعم لمن فيه خير مصلحة البلاد.
وفي سياق الهجمة المتعلقة باللقاء الذي حصل في ذكرى مرور أربعين يوما على وفاة فقيد العراق والعالم العربي العالم السيد محمد بحر العلوم، فإنه لمن الطبيعي أن يلتقي شخص مثقف لديه هذا الإهتمام بأحوال الطائفة الشيعية على الصعيد الإقليمي رجل بمثابة السيد محمد حسن الأمين البعيد كل البعد عن ثقافات الموت والإنخراط بحروب تؤذي أبناء الطائفة إن كان في لبنان أو العراق وغيرها.
وهنا ما علينا سوى ان ننوه بهكذا رجال يضعون مصلحة الأوطان فوق اعتبار ويبذلون الجهد في إبعاد أبناء الطائفة الشيعية عن آتون الحروب والفتنة والموت آملين أن يكون يخطو كل رجل دين خطواتهم كي لا نقع في مستنقع الطائفية وما علينا أن نقول لأسعد أبو خليل : شكرا .. شكرا لأنك حقا أعطيت الرجل العظيم حقه ولم تنسبه إلى العمالة الإيرانية وكلنا نفخر أن يقال عننا أميركيون إن كنا معتدلين،خائفين على مصلحة الوطن والطائفة.