لا تزال التحقيقات مستمرة مع احمد الاسير في ظل تكتم شديد حول المعلومات التي ادلى بها رغم بعض التسريبات التي تؤكد انه اعترف بامور خطيرة توصل الى خيوط الشبكة اللوجستية التي تساعد وتموّل الاسير، والتي ادّت اعترافاته حتى الآن الى توقيف اشخاص من هذه الشبكة.
وقد افادت معلومات انه خلال التحقيق اكد الاسير انه لم يطلق النار في عبرا على الجيش بل اطلق النار عليه ولديه صور وفيديو تثبت صحة اقواله.
واستنادا الى هذه الاعترافات سيُعاد التحقيق مجدداً معه، ويمكن ان يُسلّمه الامن العام لمخابرات الجيش اللبناني للتوسع اكثر في التحقيق ومواجهته مع خالد حبلص لمعرفة كيفية انتقاله الى الشمال وعما اذا قاتل ضد الجيش هناك.
العمليات الامنية والمخابراتية من مداهمات واعتقالات تتكثف في مختلف المناطق اللبنانية وتحديداً في الجنوب حيث كان يختبئ، وكل المؤشرات تؤكد ان اسماء المتورطين معه في معركة عبرا اصبحت في حوزة الامن العام، اضافة الى معلومات اخرى قد تؤدي الى فضح كل الخفايا الغامضة في مسيرته التحريضية.
اللواء عباس ابراهيم، تفقد امس مكتب شؤون المعلومات في المديرية العامة للامن العام واطلع على سير التحقيقات، ثم انتقل الى المطار وجال في اقسام دائرة امن عام المطار واجتمع بالضباط والعسكريين وهنأهم على الانجاز الامني الذي تحقق بتوقيف الاسير، ونوه بجهودهم التي ادت خلال السنتين الاخيرتين الى كشف (1663) وثيقة سفر وتأشيرة دخول مزورة لدول عربية واجنبية وحضهم على المضي في مهامهم الهادفة الى حفظ الامن والاستقرار وصون الوحدة الوطنية.
هذا، وفيما المواطنون لا يزالون يدفعون الثمن من صحتهم جراء جبال النفايات المنتشرة في كل شوارع لبنان، يبدو ان لا مجلس وزراء هذا الاسبوع ريثما تنضج الاتصالات والمشاورات كي لا يتكرر سيناريو الجلسة الماضية حيث خرجت الحكومة بقرارات صفر.
وكل المعطيات تشير الى ان الاتصالات تنصبّ فقط لايجاد حلّ لملف النفايات الذي يُصيب كل اللبنانيين بمن فيهم المسؤولون الذين يصرّون على تسيسه ومذهبته كل حسب مصلحته الشخصية، رغم تداعياته السلبية على الصحّة والبيئة، الا انه يبدو ان مصالح السياسيين اهمّ من صحة المواطن.

التحقيقات

واكدت المعلومات ان التحقيقات الاولية مع الاسير مستمرة لدى جهاز الامن العام، وقد ادت حتى الآن الى توقيف مطلوبين، وقد داهمت امس شعبة المعلومات في الامن العام محلاً للالكترونيات في صيدا واوقفت المدعو ح.ر للاشتباه بارتباطه بالاسير.
كما اوقفت دورية تابعة لمديرية المخابرات في الجيش اللبناني في مدينة صيدا المواطن محمد النقوزي، لارتباطه بمجموعة الاسير، ولاعترافه بلقاء مجموعات ارهابية والتخطيط لاستهداف مراكز الجيش.
مصادر قضائية قالت انه بعد الانتهاء من التحقيق معه، يحال الى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر ليتخذ في ضوئها القرار، فاما يحيله على مديرية المخابرات في الجيش للتوسع بالتحقيق معه، واما يحيله الى المحكمة العسكرية الدائمة اذا لم تتضمن افادته اي جديد في احداث عبرا او الادعاء عليه بالجرائم الجديدة، التي قد تكون تضمنتها افادته.
وتقول المعلومات ان الاسير اعترف انه قرر مغادرة لبنان قبل اشهر بعد ان استشعر انه مراقب وقد انتقل من صيدا الى عين الحلوة حيث تم اعداد اوراقه المزورة.
وكشفت المعلومات التي تناولت مراحل التخفي التي لجأ اليها الشيخ الارهابي احمد الاسير وتنقلاته بين مخيم عين الحلوة وصيدا القديمة والهلالية ومجدليون في شرق صيدا وصولا الى منطقة جدرا في ساحل الشوف، ان سائق السيارة الذي تولى نقله من طرف مخيم عين الحلوة الى مجدليون، تقاضى اجرة بلغت عشرة آلاف دولار اميركي، وهي مسافة لا تتجاوز الاربعة كيلومترات، علما ان سائق السيارة التي نقلته من جدرا الى مطار بيروت ، تقاضى اجرة عادية لم تتجاوز الـ 50 ألف ليرة لبنانية.

ـ تطابق الحمض النووي ـ

واكد المدعي العام التمييزي القاضي سمير حمود ان نتائج فحص الحمض النووي للاسير جاءت مطابقة للعينات التي اخذت من والديه.

ـ فضل شاكر بحماية «جند الشام» ـ

مصادر فلسطينية في عين الحلوة اكدت ان القيادات داخل المخيم علمت بمكان الاسير من الجيش والاجهزة اللبنانية بعد القبض عليه حيث كان بحماية الارهابي بلال بدر ويقيم في حي الطوارئ، واعربت المصادر عن اعتقادها «بان القوى الاسلامية في المخيم كانت تعلم بمكان وجود الاسير ومن بينها جمال خطاب وابو طارق السعدي».
وعن حليفه الفنان المعتزل فضل شاكر قالت المصادر: لقد اختفى منذ القاء القبض على الاسير، وقد يكون بحماية بلال بدر في جامع الصفصاف وبحماية «جند الشام».

ـ المستقبل يستعجل المحاكمة ـ

وتشير المعلومات الى ان تيار المستقبل يستعجل بمحاكمة الاسير رابطاً في ذلك ما تمّ تداوله في الفترة الاخيرة عن صفقة التبادل مع العسكريين، لانه قانونياً، المقايضة تجري على المحكومين ولا تصحّ على الموقوفين التي يتخذ فيها الادعاء الشخصي للمتضررين.

ـ تحرك من دار افتاء صيدا ـ

هذا وعقد لقاء في دار الافتاء في صيدا، ضم المفتي سليم سوسان ووفدا من «هيئة علماء المسلمين»، من بينهم مشايخ من «الجماعة الاسلامية» ومشايخ فلسطينيين، خصص للبحث في ملف الشيخ احمد الاسير الموقوف.
وعلى عكس البيان الموزع عن اللقاء، والذي التزم الضبابية في المواقف التي خرج بها، وهو لقاء عقد «في ضوء اعتقال الشيخ احمد الاسير»، وفق ما جاء في بيان اللقاء الذي دعا «الى احترام الكرامات وحقوق الناس»، واللافت دعوة اللقاء الى «لم الاوضاع واستقرار مدينة صيدا التي ما تخلت عن مشروع الدولة».
وغاب عن بيان اللقاء اي اشارة الى الملف القضائي والحكم الصادر عن الاسير، على خلفية تورطه في استهداف الجيش اللبناني الذي سقط في صفوفه من الضباط والجنود 24 شهيداً و120 جريحاً، في مدينة صيدا وبلدة عبرا في شرق صيدا في حزيران العام 2013.

ـ اوساط سلام: لا جلسة حتى لا نزيد احباط الناس ـ

وحول الوضع الحكومي اكدت اوساط قريبة من رئيس الحكومة تمام سلام ان لا جلسة لمجلس الوزراء هذا الاسبوع حتى الآن، الا اذا طرأت متغيرات ايجابية تؤدي الى تغيير مسار انتاجية عمل مجلس الوزراء.
الا ان الاوساط اوضحت انه في ضوء عدم حصول اي جديد في مواقف بعض الاطراف من جدول اعمال مجلس الوزراء وفي ضوء استمرار المواقف على ما كانت عليه الاسبوع الماضي، ولان نتيجة اي جلسة ستفضي الى نفس نتائج جلسة الاسبوع الماضي ما يعني مزيداً من الاحباط للناس، ولذلك ارتأى الرئيس سلام عدم توجيه جلسة للحكومة هذا الاسبوع، فربما تؤدي الاتصالات الى حلحلة خلال الايام المقبلة على الاقل بما خص ملف النفايات ورواتب القطاع العام بعد ان وصلت الامور في هذين الملفين الى الخط الاحمر.
وبات لزوماً اتخاذ موقف في مجلس الوزراء يفضي الى حل مؤقت لملف النفايات بانتظار انجاز التلزيمات للمحارق والمعامل، وكذلك اتخاذ قرار حول الرواتب المهددة بالتوقف نهاية الشهر المقبل.
واشارت الاوساط الى وجود اتصالات ولو في حدود بطيئة لايجاد مخارج لهذه الامور، لكن حتى الآن لا شيء واضحاً او نهائياً بهذا الخصوص.
وأكدت مصادر وزارية لـ «الديار» أن لا جلسة نهائياً هذا الأسبوع، طالما أن الأجواء التي كانت سائدة قبل جلسة الأسبوع الماضي لا تزال على حالها، مشيرة إلى أن لدى رئيس الحكومة تمام سلام قناعة راسخة بأن لا جدوى من أي جلسة وزارية تحصل في أجواء سلبية مسبقاً بين مكوّنات الحكومة، لافتة إلى أن سلام يرفض تكرار سيناريو الجلسة الأخيرة في مجلس الوزراء، وهو لذلك يفضّل إفساح المجال للمحاولات والإتصالات الجارية لتهيئة الأجواء لانعقاد جلسة منتجة الأسبوع المقبل.
ونقلت اوساط الوزير بطرس حرب المعتكف اجواء الرئيس سلام بعد لقائه امس، واشارت الى انه يتريّث في توجيه الدعوة لمزيد من الدرس، وقد يقررها اليوم.

ـ جنبلاط والحريري ـ

وعن علاقة رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط والرئيس سعد الحريري فقد اشارت اوساط الحزب التقدمي الاشتراكي ان جنبلاط قد يوفد الوزير وائل ابو فاعور لمتابعة البحث في المواضيع التي تمّ عرضها خلال اللقاء الاخير الذي حصل بينه وبين الحريري، وخصوصاً الوضع الحكومي بعد الاتصالات التي اجراها جنبلاط بعيداً عن الاضواء مع الرئيس نبيه بري والذي وضعه في صورة اجتماع باريس، حيث كان هناك توافق على الخطوط العريضة بالنسبة للوضع الحكومي.
وكشفت اوساط مقربة من جنبلاط بانه تمنى على الحريري تخفيف النبرة العالية تجاه حزب الله خصوصاً في هذه المرحلة.

ـ موفد فرنسي في بيروت ـ

كشفت اوساط نيابية على صلة بالخارجية الفرنسية ان هناك موفداً فرنسياً قد يصل بيروت في اي لحظة، وقد يكون الموفد الرئاسي فرانسوا جيرو في مهمة تتطابق وتتناغم مع زيارة وزير الخارجية الايراني محمد ظريف.
واللافت ان سفير فرنسا في لبنان بدأ يطلق مواقف سياسية بناء على توجيه من الخارجية الفرنسية محورها الاستحقاق الرئاسي والوضع في سوريا.