اجواء من الحزن والقهر والانهيار والارباك، تخيم داخل منزل اهل الشيخ احمد الاسير وافراد عائلته، عند آخر طلعة المحافظ في الهلالية بالقرب من بناية البرج في عبرا الجديدة. والده هلال الاسير، الذي كان يرفض اجراء اي حديث صحافي طوال فترة ظهور ولده احمد، قرر بعد توقيفه الحديث عبر "النهار"، ليطلق باسم العائلة صرخة طالب فيها الجهات المسؤولة في الدولة بإجراء محاكمة علنية وشفافة لنجله. ونبّه المسؤولين من ان "الشيخ احمد مصاب بمرض الروماتيزم في القلب ومرض السكري والاعصاب، وكل ساعتين بحاجة لأن يأكل". اما والدته الشيعية، اقسمت على ان "ابنها احمد الذي تفتخر به، لم يطلق رصاصة واحدة على اي عسكري في الجيش اللبناني"، وأبدت أسفها وحزنها على عدم تمكنها من لقائه في مبنى المديرية العامة للامن العام في بيروت، خلال توجّهها مع زوجها لأخذ عيّنات من الدم وإجراء فحص الـ DNA.
اراد نصرة المظلوم
ويقول والده "الشيخ احمد لا يخاف ولا يخشى الا من الله، ولا يمكن الا ان ينطق بالحق، وكل ما كان ينادي به ويسعى اليه كان بالعلن، اراد نصرة المظلوم، وان يكون السلاح فقط بيد الدولة، وان يعيش جميع أبناء الوطن بجميع طوائفه سواسية وشركاء، وعلى اساس من المساواة والعدالة، لذلك ادعو باسم كل العائلة ان تكون محاكمته علنية وشفافة، وطبعا سنبحث في موضوع توكيل محامين للدفاع عنه، علما ان بإمكانه الدفاع عن نفسه وخاصة لجهة عدم تورّطه في اطلاق النار على اي عسكري او رجل امن".
وتابع "نحن كما الشيخ احمد، لا نريد إلا مرضاة الله، ويبدو ان كلمة الحق اصبحت ممنوعة على الناس. واكثر شيء آلمني وأبكاني وجعلني أفكر بالهجرة من هذا البلد او ان نقتل ونموت جميعا، هو ان جدارا واحدا كان يفصل بيني وبين ابني في مبنى الامن العام، ولم يسمحوا لي ولزوجتي بمقابلته ولو لدقائق معدودة علما ان المسؤول ابلغني ان وضعه الصحّي جيّد، ولم يتعرّض لضربة كفّ واحدة وأنه أدى صلاة الظهر في الغرفة".
ما تتسرع يا احمد
وكشف والده انه كان دائما يوجه النصيحة لنجله، قائلا له "ما تتسرع، وما توثق بكل الناس، وهيدا البلد كله مستنقعات، وبس توقع كثيرين بيتخلوا عنك، وبيغسلوا اياديهم، امور كثيرة كانت تعرض على الشيخ وكان بإمكانه أن يمشي عا سجاد احمر، وابني ما حمل سلاح الا بعد ما قتللوه اثنان من كوادره في محلة التعمير التحتاني، وما حدا تجرأ يحاسب القاتل وهنّي معروفين، وحطولوا قبال المسجد شقتين لسرايا المقاومة المسلحة في عبرا. وبس خلصوا المعركة ما سمحوا لحدا يفوت عا منطقة المسجد قبل ما يجيبوا سلاح تقيل ومتفجرات، ويقولوا هودي تابعين للشيخ الاسير واتباعه".
أنا فخورة بابني وعندي ثقة بأنه لم يطلق رصاصة واحدة
والدته التي انهارت لحظة سماعها الخبر، قالت لـ"النهار" "عندما سمعت خبر توقيف ابني في المطار اصبت بانهيار، وفي نفس اليوم، اتصلوا بنا من الامن العام، وطلبوا منا التوجّه الى بيروت، لإجراء فحص الحمض النووي، ولأنني كنت في حالة انهيار كلي، طلبت منهم ان نذهب يوم الاحد، واشترطت عليهم قبل اخذ عينة من الدم، السماح لنا بمقابلة الشيخ، ووافق الضابط الذي كان يتصل بنا وقال لنا من حقنا ان نقابله، وعلى هذا الاساس توجّهنا ظهر يوم الاحد من صيدا الى بيروت، مقر الامن العام، وبعد وصولنا، طلبنا السماح لنا بمقابلة الشيخ كما وعدنا الضابط في صيدا، وكان الجواب ان ذلك مستحيل، قبل أخذ اذن من القاضي، واليوم يوم أحد، وعندما رفضت السماح لهم بأخذ عينة من دمي، قبل مشاهدة ابني الذي لم أشاهده منذ سنتين وشهرين، هدّدوا بتوقيفي مع زوجي، وبعد نحو ثلاث ساعات من الانتظار، حضرت طبيبة وأخذت مني 3 أنابيب صغيرة من دمي، ثم عاودت الكرة طبيبة ثانية، وقبل خروجنا من المكان، تمنيت على المسؤول اعطاء الشيخ سندويش وعلبة صغيرة من البسكويت، احضرناها معنا على الطريق، لكنه رفض قبل فحصها في المختبر، وقلت له هناك أُمّ بالعالم بتفكر تسمّم ابنها. انا ابني افتخر به واتمنى ان اكون حاضرة خلال محاكمته العلنية".
الجلاد واحد
وقبل مغادرة المنزل، أصرّت احدى قريبات الاسير ان تعبر عن رأيها وتقول: "اذا حكينا او ما حكينا واذا صار في محاكمة علنية او ما صار، هيدي الدولة محسوبة على "حزب الله"، الجلاد واحد والسجان واحد، حاولنا اول يوم نعبّر عن رأينا بالشارع، شفتوا كيف هجموا علينا، ليش ما بدهم يحترموا كلمة اهل السنّة، ونحنا راح نتحمل كل شي، واي شي في سبيل الله يهون علينا".