المفاوضات التي شهدتها مدينة اسطنبول التركية بين الفريق المفاوض عن مقاتلي الزبداني والفريق الآخر المفاوض عن النظام السوري المدعوم مباشرة من إيران وحزب الله حول مدينة الزبداني بريف دمشق وبلدتي كفريا والفوعة بريف إدلب والتي تمّ التوصل خلالها إلى هدنة بين الطرفين استمرت لأيام قليلة أعلن بعدها عن فشل تلك المفاوضات ، فسقطت الهدنة وذلك مساء يوم الجمعة الماضي .
وفي المعلومات أنّ الفريق المفاوض عن النظام السوري كان يقوده الإيرانيون بشكل مباشر في محاولة منهم للحفاظ على أرواح السكان في بلدتي الفوعة وكفريا الشيعيتين وضمان عدم تعرضهما للقصف والتدمير من قبل مقاتلي بعض فصائل المعارضة السورية مقابل توقف قصف الزبداني ومحيطها .
وقد أكدت مصادر مقربة من مقاتلي الزبداني أنّ فشل الهدنة كان بسبب إصرار الايرانيين على مشروع التغيير الديموغرافي الذي يقضي بإخراج المقاتلين والمدنيين من الزبداني والقرى المحيطة بها في مقابل نقل أهالي كفريا والفوعة إلى بلدة القصير بريف حمص الحدودية مع مناطق سيطرة حزب الله في لبنان .
وأضافت المصادر أنّ بلدة القصير التي سيطر عليها حزب الله في صيف عام 2013 فارغة حالياً من أهلها ، وإيران تريد ملء المناطق الفارغة بتركيبة سكانية تغير من الطبيعة الديموغرافية لسوريا ، الأمر الذي رفضه فريق المعارضة السورية المفاوض لأنه يمس بسوريا ووحدتها .
وبالتالي لا يريد لأهالي الفوعة وكفريا ترك قراهم ومنازلهم التي عاشوا فيها مئات السنين ، وما تطرحه إيران يمهد لمشروع تقسيم سوريا طائفياً .
وأكدّت المصادر أن إيران لم تقدم ضمانات بعودة أهالي الزبداني إلى المدينة في حال خروج المقاتلين منها ، في حين أن طرح مقاتلو الزبداني كان ينص على التهدئة كمرحلة أولى ومن ثم إدخال المساعدات الإنسانية إلى المدينة .
ومن الطروحات التي قدمها مقاتلو المعارضة السورية خروج عناصر حزب الله المقاتلة من منطقة الزبداني وتراجع قوات النظام وميليشياته إلى النقاط التي كان متواجداً فيها قبل بدء الحملة وعلى أن تتم إعادة فتح دوائر الدولة فيها باستثناء الدوائر الأمنية وإعادة دورة الحياة إلى الزبداني .
وفي السياق عينه قال عضو الإئتلاف الوطني السوري جواد أبو حطب أن إيران من خلال طروحاتها تحاول إنشاء دولة شيعية مكونة من القلمون ودمشق والزبداني وجزء من حمص وطرطوس وأجزاء من اللاذقية متصلة بمناطق لبنانية ذات أغلبية شيعية .
وأشارت المصادر الى أنّ المعارك التي أعلن عنها بعد فشل الهدنة في مناطق غوطة دمشق الشرقية ودرعا وكفريا والفوعة ستساهم في زيادة الضغط على قوات النظام السوري وعلى إيران وهو ما يرجح عودة المفاوضات والإتفاق على هدنة ثانية تكون أطول من الهدنة الأولى وربما تكون لمدة أسبوع ولكن وفق قواعد جديدة تحفظ الثوابت الأساسية ولا تسمح بالتغيير الديموغرافي لسوريا ..