إرتفعت في الآونة الأخيرة ظاهرة إرسال التحيات من قبل مقاتلي حزب الله في معارك الزبداني وغيرها إلى أصدقائهم وعائلاتهم وإلى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وبحجة أنهم يحق لهم إرسال الصور وأن يطمئنوا اهاليهم عنهم بهذه الطريقة، كان التبرير لمنتقدي هذه الرسائل الكرتونية، حيث أن بعض من جمهور الممانعة وجد أن هذه التصرفات أصبحت "جلق وزادت عن حدها"، وان المقاومة تحتاج للسرية خصوصا أن الأمر وصل بالعناصر إلى إرسال تحيات للفنانين والممثلين وبات كل عنصر يستعرض خطه في الكتابة فاشتعلت الحرب الكرتونية عبر مواقع التواصل بين المؤيدين لهم والمعارضين.
ووالجدر ذكره أن مجرد رؤية عنصر يحمل كرتونة تسارع الفئة المؤيدة لهذه الأفعال إلى تداولها عبرمواقع التواصل الإجتماعي ونجد المعجبين بهم يفرحون بما يروه دون أن يبحثوا في معاني هذه الخطوات وأبعادها حسب علم النفس.
وإن تمعنا بهذه الظاهرة بحسب علم النفس الإجتماعي نجد معنى أن تصوير العناصر نفسهم وهم جانب الدبابات أو الصواريخ أي بمعنى آخر السيلفي مع أدوات المعركة إنما هو إنعدام ثقة بالنفس والشعور بالضبابية والتهميش ومحاولات البحث عن أدوار ولفت النظر كما المعنى الآخر الذي يحمله معنى التصوير هو حب الحياة فنحن نستخدم الكاميرا لتبقى هذه اللحظات موجودة لا تموت وهذا ما يدفع المقاتل إلى إستخدام أسلوب التصوير ليبقى مذكرا الآخرين بأنه موجود يريد الحياة ولا يريد أن ينتقل إلى مرحلة ثانية قد لا يكون موجودا فيها.
إذًا، حب الحياة والشعور بالضبابية من أحد الأسباب التي تدفع عناصر حزب الله إلى إختيار هذا الأسلوب من الناحية النفسية الإجتماعية.
أما من الناحية المعنوية فهذا الأسلوب له غاية تتلخص بمحاولته لزعزعة الخصم وثقته بأهدافه ومبادئه بتصوير عدم إمكانية تحقيق هذه الأهداف والمبادئ .
كما أن لهذهالتحيات دورا في تعبئة الرأي العام ومحاولة اللعب على الوتر العاطفي لكسب المزيد من رضى الجمهور والشعور بالرضى عما يقومون به.
ورغم أن هذه الوسيلة تعتبر من وسائل الحرب النفسية التي يستخدمها الجنود في المعارك لضمان بقاء معنوياتهم إلا أنه لا يسعنا سوى القول أن من يجد في هذا الأسلوب فرحا فهو في الحقيقة يدل على مأزق نفسي للمقاتلين