اطلّ الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله من وادي الحجير رمز المقاومة ضد الاحتلال في ذكرى انتصار تموز 2006، للتدليل على اهمية الموقع الاستراتيجي ضد الطغيان والاستبداد، ولتكون الذكرى تحية للمقاومين الذين عبروا الوادي واستشهدوا فيه.
للمكان رمزيته بطولات ودماء، حكايات شهداء وقصص جرحى وروايات اسرى هكذا اراد السيد نصرالله ان يحيي ذكرى انتصار تموز في «وادي المقاومين» في الوادي الذي كان عنوان المعركة الابرز لا بل الحاسمة في مجريات حرب تموز.
السيد نصرالله اراد احياء ذكرى التصدي البطولي للمقاومين عام 2006، في هذا الوادي، حيث كبّدوا العدو خسائر فادحة فدمروا لهم 37 دبابة «ميركافا» مما دفع بالجنود الاسرائىليين للتراجع واعلان الهزيمة.
«نصركم دائم» كان عنوان الاحتفال هذا العام ليؤكد السيد ان النصر حليف لبنان واللبنانيين دائما مهما عصفت رياح الغدر والتآمر فان لبنان منتصر بفضل المقاومين الابطال.
السيد نصرالله اراد التأكيد من وادي الحجير حيث تحكي كل شجرة وصخرة فيه ملحمة بطولات المقاومين، على ترابط مواجهة الارهابيين الاسرائيلي والتكفيري على حد سواء وان المقاومين جاهزون ويدهم على الزناد والترسانة حاضرة على كافة المستويات ولهذا يظهر الخوف عند العدو الاسرائىلي من تعاظم قدرات المقاومة بعد سنوات نصرها.
السيد نصرالله اصرّ ان يؤكد من وادي الحجير على معادلة القوة والعزة للبنان وهي مقاومة الشعب والجيش والمقاومة على معادلة الردع المتوازن التي رسمتها دماء الشهداء شهداء الجيش المزروعين في العديد من المواقع العسكرية وشهداء المقاومة المزروعين على الحدود مع اسرائيل وسوريا.
السيد نصرالله في ذكرى الانتصار التاريخي وجّه رسائل عديدة في كل الاتجاهات ولم ينس وفاء المقاومة لكل شركائها في الانتصار التاريخي على رأسهم العماد ميشال عون.
ماذا قال السيد نصرالله في خطابه في ذكرى الانتصار التاريخي؟
قال: «من وادي الحجير سقط مشروع احتلال جنوب الليطاني وانقلب السحر على الساحر ارادوا علوا فانزلهم الله وارادوا عزا فأذلهم الله. لن تكون هناك استراتيجية ناجحة للجيش الاسرائيلي بعد اليوم في لبنان.
وأعلن متوجها للعدو ان كل بقعة في ارضنا ستكون حفرة محصنة تدمر دباباتكم وتقتل جنودكم وتهزم جيشكم.. وقال ان العدو الاسرائيلي عجز برا وبحرا وجوا في حرب تموز ففي هذه الارض لا سبيل لكم للوصول او للبقاء وما جرى في حرب تموز يدرّس كنظريات عسكرية جديدة.
واكد اننا مقابل استراتيجية الاقتحام الاسرائيلية نطرح استراتيجية وادي الحجير، ونحن اليوم اقوى ارادة وأمضى عزيمة واشد بأساً وأعظم عدة وعديداً.
ولفت الى اننا عندما نصر على الاحتفال في 14 آب فلكي نأخذ العبرة ، وانا اقول للبنانيين كونوا على يقين أنكم قادرون على الصمود في اصعب الظروف وإسقاط المشاريع والإنتصار امام أقوى جيوش المنطقة وارهابيي المنطقة وبمعادلة الردع ومعادلة الجيش والشعب والمقاومة.
ووجه السيد نصر الله التحية للمقاومين الابطال الذي قاتلوا حتى اخر قطرة دم في حرب تموز وما زالوا، والى عوائل الشهداء والجرحى.
واضاف امام حجم التضحيات ومواكب الشهداء التي ما زالت تتوالى وامام مواقف عوائل الشهداء وعظمتهم واخلاصهم وأمام آلام الجرحى استطيع ان اقول ان اللسان عاجز عن الكلام فأستبدل الكلام بتقبيل يد عوائل الشهداء وكل المضحين الذين ببركة تضحياتهم كانت وستبقى هذه الانتصارات وسيبقى نصركم دائما.
ودعا الى تثبيت يوم 14 آب يوماً للنصر الالهي في حرب تموز لأنه اليوم الذي توقف فيه العدوان وفشل العدو في تحقيق اهدافه واليوم الذي عاد فيه اهلنا الاوفياء من الاماكن التي هجروا اليها بكل ثقة ويقين واطمئنان دون خوف لأنهم امنوا بمعادلة الردع، وكانت عودة اهلنا اقوى رد شعبي وسياسي واعلامي وميداني وجهادي على العدوان وكانت عودتهم تعبيرا بليغا عن تمسكهم بأرض الآباء والاجداد مهما كانت التضحيات ويوما للنصر الالهي لأنه كذلك بحق، لنثبت من خلال هذا العنوان السياسي والاعلامي ما نؤمن به اننا في الرابع عشر من اب كنا امام نصر الهي اعطاه الله لنا جميعا.
وتابع نصرالله يمثل الصمود الاسطوري لجيشنا وشعبنا ومقاومتنا قمة الالتزام، في مواجهة تلك الحرب تكامل الصمود العسكري مع الصمود الشعبي مع الصمود السياسي في مواجهة المشاريع المشبوهة واملاء الشروط والتهديد والوعيد، بالرغم من الانقسامات السياسية.
واشار الى معركة وادي الحجير فقال ان من اهم المحطات الحاسمة جداً في حرب تموز معركة وادي الحجير التي كانت حاسمة في انهاء الحرب وايقاف العدوان واذلال العدو، واسقطت كل خططه العسكرية ولم يبق امامه سوى الانسحاب السريع الى الحدود.
وحول موضوع لبنان والوحدة الوطنية اكد السيد نصر الله اننا يجب ان نقتنع جميعا بقيام الدولة التي يشارك فيها جميع مكونات الشعب والوطن ويشعر فيها الجميع وتخدم جميع مكونات الشعب اللبناني، هذه الدولة هي التي نحتاج اليها وهي الضمانة في كل شيء. وشدد على انه يجب عدم التعاطي على قاعدة الطائفة القائدة، والكل في لبنان للأسف متساوون في الاحساس بالخوف والغبن. واعلن اننا في حزب الله لا نقبل ان يكسر او يعزل اي من حلفائنا خصوصا من وقف معنا في حرب تموز وهذا الموضوع يستحق التضحيات وادعو الجميع ان لا يحسبوا بشكل خاطئ في هذا الموضوع.
واكد السيد نصر الله ان الطريق للوصول الى الدولة القوية القادرة هو الشراكة الحقيقية بين كل المكونات اللبنانية، فنحن نواجه ازمات كبيرة في لبنان على مختلف الصعد، من هذه الازمات ان شريحة كبيرة من المسيحيين تشعر بالغبن وتعبر عن ذلك وهي التيار الوطني الحر ومن معه.
ولفت السيد نصر الله ان العماد ميشال عون ممر إلزامي لاستحقاق الرئاسة، فهل يمكن لاحد ان يعزله او يكسره في هذا الموضوع؟ البعض يراهن ان ايران ستضغط على حلفائها في موضوع الرئاسة وانا اقول من يراهن على ذلك فهو واهم واهم واهم حتى ينقطع النفس. واضاف ان الحكومة حتى تكون منتجة وفاعلة يجب ان لا يتجاوز العماد ميشال عون لذلك فلا يمكن عزل العماد عون وتياره. وتابع حتى في موضوع الشارع لا يمكن لمن يستكبر ان يتصور ان الشارع سيبقى هكذا مقتصرا على مشاركة التيار الوطني الحر، مشيرا الى ان خياراتنا مفتوحة في الداخل رغم مرابطتنا بوجه اسرائيل وقتالنا في سوريا.
وتطرق السيد نصر الله الى تطورات المنطقة ومواجهة مخاطر التقسيم وقال اننا اليوم يجب ان نرفض تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ وهذا ما تعمل عليه الولايات المتحدة واسرائيل ومعها بعض القوى الاقليمية من حيث تعلم او لا تعلم ومنها السعودية، اميركا اليوم تستخدم داعش من اجل تقسيم المنطقة من حيث تعلم داعش او لا تعلم.
واضاف ان اميركا تريد ان تستغل داعش لاعادة تركيب المنطقة من جديد واسقاط حكومات وانظمة ورسم خرائط جديدة، وهي لا تريد ضرب داعش في سوريا لانها تريد استغلال التنظيم لتقسيمها، اميركا ومن معها توظف «داعش» لاسقاط النظام في سوريا فهل من هم غير «داعش» يستطيعون مقاتلة هذا التنظيم؟ وهذه هي الخديعة التي تستخدم في اكثر من بلد في المنطقة.
وتابع في العراق قالوا لهم غيروا حكومتكم وستحصلون على كل الدعم لمواجهة الارهاب، فهل هذا ما جرى؟ وفي اليمن يتحالفون مع داعش لمواجهة القوى الوطنية، اميركا توظف الارهاب لتحقيق مشروعها وهو التقسيم.
واكد ان الشعب السوري والقوات السورية عندما تقاتل في الحسكة وحلب وادلب ودير الزور وحمص فمن اجل بقاء سورية موحدة وترفض الخضوع للتقسيم الذي يريدونه تقسيما واقعيا.
واشار في موضوع اليمن الى اننا يجب ان نجدد اليوم استنكارنا لهذه الاستباحة الخطرة التي تؤسس لاستباحات خطيرة من قبل اميركا واسرائيل، مشددا على انه مادام هناك قضية وايمان وصمود وطلب للعيش بكرامة لا يمكن لهذا العدوان ان ينتصر.

نصرالله قال ثلاثة أشياء خطيرة

قال السيد حسن نصرالله في خطابه اموراً خطيرة ومسؤولة وجدية على كل المستويات لكن بالنسبة للعماد عون قال ثلاث نقاط خطيرة هي :
اولاً : لا انتخابات رئاسية من دون عون او ممر الرئاسة عبر عون.
ثانياً : لا حكومة فعالة تهمل مكوناً او مكونات رئيسية في الحكومة وبالتالي لا حكومة فعالة بدون اشراك عون في القرار.
ثالثاً : في الشارع لن يكون التيار الوطني الحر لوحده، معنى ذلك ان جمهور حزب الله قد يشترك في التظاهر الى جانب عون اذا استمر تجاهل عون او محاولة كسره والغائه.

...ويُحجّم الحريري بمهاجمة السعوديّة

من سمع خطاب السيد حسن نصرالله وانتقاده واتهامه للسعودية في الوقت الذي تجري فيه مفاوضات بين تيار المستقبل وحزب الله يدرك تماماً ان السيد حسن نصرالله يقوم بتحجيم الحريري وعدم انتقاده بأي شيء وعدم اخذ حساب له بل التركيز على الرأس اي اميركا وبالتحديد السعودية فالسيد حسن نصرالله حدد العدو او الخصم اسرائيل اميركا السعودية ولم يتحدث بكلمة عن تيار المستقبل ولا عن الحريري.
فرد الحريري على خطاب السيد حسن نصرالله مع ان امين عام حزب الله لم يوجه كلمة ضد الحريري ورد الحريري هو من قبيل اثبات الوجود لانه يشعر بالتحجيم والتهميش ولا مبالاة.
بين خطاب السيد حسن نصرالله ورد الحريري فرق شاسع ومحاولة دخول من الحريري الى الساحة السياسية عبر خطاب السيد نصرالله الذي لم يذكره بكلمة واحدة.