دخل الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله شخصياً، أمس، في مسلسل ترويج «كذبة» عزل رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون و«كسره»، التي كانت فبركتها صحيفة موالية لـ«حزب الله» قبل أيام ونفاها عدد من نواب كتلة «المستقبل»، ما دفع الرئيس سعد الحريري إلى الردّ مساءً بتأكيده أنّ ثمّة مَن اخترع مقولة «إنّ هناك جهة تريد عزل العماد عون وكسره، فبركوا الكذبة وصدّقوها وجعلوا منها باباً مشرّعاً للتحريض على المستقبل». فيما واصل النائب عون ليلاً تحميل «المستقبل» وحده مسؤولية التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي، متجاهلاً مواقف حلفائه وفي مقدّمهم «حزب الله» الذي لم يصدر عنه أي اعتراض علني أو غير علني إزاء هذا التمديد، ناهيك عن اللقاء الذي جمع وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف في بيروت مع وزير الدفاع سمير مقبل الذي أصدر قرار التمديد.

وأضاف الحريري في سلسلة تغريدات عبر موقع «تويتر»: «كنا نتمنى أن ينتهي الاحتفال بذكرى حرب تموز عند الكلام الذي يقول إنّ كل اللبنانيين شركاء في الخوف والغبن، وإنّ الدولة هي الضمانة والحل». وأكد أنّ «الشراكة الحقيقية لا تستوي مع الخروج على الإجماع الوطني والإصرار على زجّ لبنان في الحروب الأهلية المحيطة، والشراكة الحقيقية لا تستوي مع صبّ الزيت على نار التحريض ضدّ فريق أساسي في المعادلة الوطنية».

واعتبر الحريري أنّ «هناك إصراراً على رمي الأمور في الاتجاه الخاطئ وتحميل تيار «المستقبل» مسؤولية أزمة يشارك حزب الله في إنتاجها»، مؤكداً أنّ تيّار «المستقبل» مؤتمن على الاستقرار وعلى الوحدة الوطنية، وهو لم يكن ولن يكون في أي يوم من الأيام أداة لكسر شركائه في الوطن». وشدّد على أنّ «تاريخنا يشهد لنا، والذين يريدون إلباسنا أثوابهم لن ينجحوا في هذه المهمة».

نصرالله

وكان الأمين العام لـ«حزب الله» قال بمناسبة الذكرى التاسعة لنصر تموز «الإلهي» في وادي الحجير «عندما يتحدّثون عن زعيم المكوّن (المسيحي) العماد ميشال عون، يقولون كسر العماد عون أو عزل العماد عون، هذا مؤسف أن نصل إلى هذه المرحلة»، مضيفاً «اننا لا نقبل أن يكسر أي من حلفائنا أو يعزل وخصوصاً أولئك الذين وقفوا معنا في حرب تموز»، داعياً «ألا يحسب أحد خطأ بهذا الموضوع وهذا يعني كل الحلفاء».

وفي تأكيد جديد ومباشِر على أن لا عودة إلى العمل الحكومي الطبيعي إلاّ على قاعدة «عون أو لا دولة»، بعد شعار «عون أو لا رئيس»، أكد نصرالله التزامه بأنّ عون «ممرّ إلزامي لانتخابات الرئاسة»، وبأنّ الأخير ممرّ إلزامي أيضاً «لتعود حكومة منتجة وفاعلة». ولوّح بالنزول إلى الشارع تضامناً مع عون بقوله: «هل مَن يفكّر بالكسر والعزل لديه ضمانات أن يبقى الشارع فقط هذا الشارع؟ هل لديه ضمانات بأنّ حلفاء كثيرين لن يلتحقوا وينضموا إلى هذا الشارع في وقت من الأوقات وفي مرحلة من المراحل؟ نحن خياراتنا مفتوحة رغم انشغالاتنا في الجنوب وسوريا، مَن قال إننا نغضّ النظر عن الداخل؟».

عون

وبعد ساعتين من إطلالة نصرالله أطلّ عون من قناة «المنار» ليعرب عن تقديره لموقف أمين عام «حزب الله» وثقته بدعمه له للوصول إلى قصر بعبدا ورفضه لأي تشكيك بموقفه أو سؤال «حتى من أفراد عائلتي». وإذ أقر أنه دفع «ثمن» تحالفه مع «حزب الله» في الاستحقاق الرئاسي، عاد وحمّل تيّار «المستقبل» مسؤولية عدم انتخابه رئيساً للجمهورية وكذلك التمديد لقائد الجيش، مؤكداً أنّه لن يتراجع عن «حقّه» بالرئاسة إلاّ «إذا أقنعني أحدهم لماذا لا يعجبه شكلي».

وتوقّع عون أن يتحوّل الحراك الشعبي الاعتراضي الذي يقوده إلى «تسونامي»، معتبراً أنّه «ضمن الخط الرابح الإيراني والسوري لكن الأولوية الآن لما يجري في اليمن». وأكد استمراره في تعطيل عمل مجلس الوزراء محمّلاً «الفريق الآخر» المسؤولية.