قُتل عشرات العراقيين وأصيب مئة، على أقل تقدير أمس، في تفجير شاحنة مفخخة استهدف سوقاً شعبية في منطقة ذات غالبية شيعية في بغداد، تبناه «داعش»، فيما أعلن رئيس أركان الجيش الأميركي الجنرال راي أوديرنو، في آخر مؤتمر صحافي يعقده قبل تقاعده بأيام، أن محاربة التنظيم تواجه «مأزقاً»، ولم يستبعد إرسال قوات برية لمساندة القوات العراقية. ورأى أن تقسيم العراق «ربما يكون الحل الوحيد، لإنهاء الصراع بين السنة والشيعة». واعتبر مكتب رئيس الوزراء حيدر العبادي هذه التصريحات «غير مسؤولة ودليل جهل بالوضع العراقي» .
وهز انفجار بشاحنة مفخخة، وسط سوق شعبية لبيع الخضار والفاكهة بالجملة في مدينة الصدر، أدى إلى قتل 60 شخصاً على الأقل، وإصابة مئة، على ما أفاد الناطق باسم وزارة الداخلية العميد سعد معن. وجاء عشية تظاهرة تنطلق اليوم ويتوقع أن تكون حاشدة للمطالبة بتطبيق الإصلاحات التي أعلنها رئيس الوزراء حيدر العبادي قبل يومين.
وتبنى «داعش» الهجوم في بيان تداولته حسابات إلكترونية. وجاء فيه: «بعملية مباركة، مكَّن الله جنود الدولة الإسلامية من تفجير شاحنة مفخخة مركونة وسط تجمع لعناصر من جيش الدجال والحشد الرافضي في احد أهم معاقلهم في مدينة الصدر».
وجاء التفجير بعد أيام على تبني التنظيم تفجيرين انتحاريين استهدفا مساء الإثنين مناطق ذات غالبية شيعية في محافظة ديالى (شرق) ، ما أدى إلى قتل 30 شخصاً على الأقل.
وفي ظل العلاقة المعقدة بين أكبر مكونين مذهبيين في العراق، قال أوديرنو، رداً على سؤال عن فرص المصالحة بين الطرفين، إن الأمر «يزداد صعوبة يوماً بعد يوم... وربما كان التقسيم هو الحل الوحيد». وتوقع الجنرال الذي كان قائداً للقوات الأميركية في العراق بين عامي 2008 و2010، أن لا يشبه مستقبل العراق «ما كان عليه في السابق». وأضاف «أعتقد أن الأمر (التقسيم) يعود الى المنطقة، إلى الشخصيات السياسية والديبلوماسيين التي عليها وضع رؤية لكيفية تحقيق ذلك، وهذا ممكن... وربما يكون هذا الحل الوحيد ولكنني لست مستعداً بعد لتأكيده».
وشدد على أن الأولوية يجب أن تبقى قتال «داعش»، وأشار إلى أن جهود مكافحة التنظيم التي تمثلت بتنفيذ أكثر من خمسة آلاف غارة جوية، أدت الى «كبحه لا سيما في العراق وشمال سورية». إلا أنه أكد أن ثمة «نوعاً من المراوحة»، حالياً على رغم «بعض التقدم».
على صعيد آخر (أ ف ب)، أعلن ناطق باسم وزارة الدفاع الألمانية أن «هجوماً بالسلاح الكيمياوي وقع، قرب أربيل (...) وأصيب عناصر من البيشمركة الكردية بالتهاب في المجاري التنفسية»، من دون تحديد مصدر الهجوم. وأضاف أن «خبراء أميركيين وعراقيين في طريقهم لتحديد ما حصل بالضبط».
وأشار إلى أن الهجوم «شن بسلاح المدفعية»، من دون تحديد المادة الكيماوية التي تم استخدامها. موضحاً أن «الجنود الألمان المنتشرون في شمال العراق لتدريب المقاتلين الأكراد لم يتعرضوا للخطر».
واتهم «داعش» في السابق باستخدام غازات سامة في حربه ضد المقاتلين الأكراد. وتحدث «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ووحدات حماية الشعب الكردي، فضلاً عن خبراء، في تموز (يوليو) الماضي عن هجمات بالكيمياوي في محافظة الحسكة، شمال شرقي سورية.