يتناقل في هذه الأيام وبعد الإتفاق النووي، بين الإيرانيين، نكات تعكس تطلعات الشعب الإيراني، ومن تلك النكات نكتة " خدا حافظ فلافل!، خوش آمدي مك دونالدز!"
هذه النكتة وبالرغم من أنها مزحة لا تؤخذ بمحمل الجد، ولكنها تعكس توقعات الكثيرين في إيران من الذين يريدون أن يتمتعوا بما يوجد في كل العالم، مما لا ينافي قيمهم و منها همبرغر مطاعم مك دونالدز.
توحي هذه النكتة بأنّ الشعب الإيراني يتطلع لعهد جديد من الإنفتاح على العالم والإنفراج في الأوضاع الإقتصادية .
فمع تفاقم الأزمة الاقتصادية خلال السنوات الأخيرة وبفعل العقوبات، تزايد عدد مطاعم الفلافل في إيرسن إذ إنه لذيذ وسعره مناسب، كما همبرغر مك دونالدز أيضاً .
وبالرغم من أنّ الفلافل في إيران يُنتج داخل إيران، ولكنه معروف بفلافل لبنان كما اللوحات على أبواب المطاعم تصرح بـ فلافل لبنان !
بطبيعة الحال حتى فتح مطاعم مك دونالدز وماشابهه في إيران لن يؤدي إلى إغلاق مطاعم الفلافل، ولكن يوزع الزبائن ويجعلهم أمام خيارات جديدة، وآفاق أوسع .
يبدو أن النكتة الشعبية التي تودّع الفلافل وترحّب بالهمبرغر مك دونالدز قابل للتطبيق على السياسة أيضاً حيث إن إيران مقبلة على مرحلة جديدة من العلاقات مع أوروبا والولايات المتحدة، وستفتح عهداً جديداً في التعاون مع أوروبا وأميركا بعد التخلي عن صناعة العداء غير الضرورية، وفق جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني.
إنّه في السياسة الخارجية الإيرانية سوف لن تكون مضطراً لطعام واحد عبارة عن فلافل المقاومة، بل إن هناك همبرغر، و كنتاكي، وغيرهما، من إنجازات حضارة أخرى لن يستغني الذوق الإيراني عن تناولها، وعلى الآخرين أن ينسجموا مع الأوضاع الجديدة.
فالمعركة ستدور بين مطاعم الفلافل ومطاعم مكدونالدز السياسية.