إلى مهاجري الوطن ... لا تعودوا ، لا تستسلموا للحنين ، ولا لتلك المشاعر التي تربطكم بالأرض وتشدكم إلى الجذور.
إنّ ما نقوله ليس تشاؤم ، ولا تغالي ، بل هو واقع يخضع له الكثير من اللبنانيين المسافرين ، فتصبح العودة للوطن هماً وعبء ، لأنه وببساطة لبنان بلد السياحة تحوّل لمجموعة من الكوارث تمنع أبناءه من العودة إليه.
فما إن يطء اللبناني على أرض الوطن ، حتى تبدأ المفاجآت "اللاسعيدة " بإستقباله ، فمن رائحة النفايات التي تخنقك وتمحو من ذاكرتك أن لبنان بلد الأرز والزيتون ، لزحمة سير خانقة ملوثة ، تجعل أي سياحة تطلب ساعات مضاعفة من الوقت ، لكهرباء "ما بتجي" ومافيات اشتراك تمص دم المواطن ، هذا دون الخوض بالأوضاع الأمنية والسياسية ، كلها أزمات تجعل من لبنان وطناً غير مرغوب العودة إليه.
فلماذا يعود اللبناني لهكذا وطن ، يغوص بألف قضية عالقة ولا حلول جذرية ، ولا سياسة فعالة تعمل لأجله ولأجل النهوض به ،حيث أن نواب هذا البلد ومختلف تياراته ، لا يأبهون لا بجلسات جدية للإضاءة على ما يعاني منه لبنان من سرطانات متنقلة ، ولا يعملون لإنتخاب رئيس لبلد "الكرسي الفارغ".
فجلسة إنتخاب رئيس الجمهورية ما زالت تنتقل بين أشفار التأجيل ، والحجة الواهية هي عدم إكتمال النصاب ، وهو عدم اكتمال مفتعل من الطبقة السياسية التي لا تريد إخراج البلد من ديمومته السوداوية ، ولا تضع حلاً لأقل أزمة.
فأزمة النفايات والتي هي مستعجلة وأزمة بيئية وصحية واجتماعية ، ما زالت بين الوزارات عالقة ولا حلول إلا سطحية ومضرة.
فكيف لدولة لا تحل أزمة زبالة أن تحل أزمة وطن ؟
يا أيها اللبناني كن مطمئناً وفخوراً ، فوطنك إلى غينيس قريباً من كثرة الفلتان والفوضى والتشرذم.