"يومين ومناخد الزبداني" هذا ما استخلصه جمهور الممانعة من كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في بداية معركة الزبداني ليخرج لاحقا ويعلن أن المعركة سيحدد حزب الله وقت إنتهائها إنما تحتاج لبعض الوقت، فكانت التوقعات أن يعلن السيد سقوط الزبداني في مهرجان الإنتصار.
لكن شاءت المعارضة السورية وقررت هي حجم المعركة ووقت إنتهائها فأجبرت حزب الله على الخضوع لهدنة مدتها 48 ساعة، وهنا لا نعني بالخضوع أي التنازل إنما ما نعنيه هو أن حزب الله الذي أظهر غرورا وقوة وأعلن عن قدرته على تحديد هذه المعركة لم يستطع ذلك إنما إنجر وراء هدنة قد تكون مفتاحا لتسوية وإعلان سقوط الزبداني.
وكما تم الحديث سابقا عن دفع حزب الله أموالا لسقوط عدة مناطق في سوريا، يبدو أنه هذه المرة إستخدم أسلوبا آخر فبدأ الإعلام المؤيد لحزب الله الحديث عن طلب المسلحين التنازل عن السلاح مقابل البقاء في المدينة.
وبالطبع سيحاول نصرالله في مهرجان الإنتصار أن يقنع جمهوره ومقاتليه بأن هذا يعني تحقيق لإنجاز عظيم لكن هل تعتبر هذه التسوية إنتصارا فعليا إن تمت؟
فبين الإعلان عن السيطرة على الزبداني وبين الحديث عن هدنة فرق في الفهم العسكري ومن ينظر اليوم إلى صور عناصر حزب الله يضعون أياديهم بأيدي المعارضة يعلم أن حزب الله كان واقعا في مأزق كبير والخسارة على أبوابها خصوصا في ظل أعداد تزايد أعداد سقوط عناصر حزب الله يوميا، ولو ما ذلك لبقي هذا الحزب يقاتل حتى الرمق الأخير ، لكنه إستسلم وربما يكون هذا محاولة لإظهار الطرف الآخر بمظهر الضعيف الخاضع كي يعلن نصرالله في مهرجان الإنتصار ما وعد به وفشل بتحقيقه دون أي تقدم يذكر.
وختاما، لا يسعنا سوى القول أن من يقاتل أبناء الأرض في أرضهم سيخسر على أمل أن تكون هذه التسوية عبرة لأهالي "الشهداء" كي يستيقظوا من سبات التعصبية ويعلموا أنهم ليسوا سوى ممرا لتحقيق مصالح دول.