انعقدت أمس جلسة مجلس الوزراء وخرجت بقرارات صفر، ودون أن يحدّد رئيس الحكومة تمام سلام أي موعد للجلسة المقبلة.
الجلسة العقيمة التي تخللها سجالات وعبارات حادة واتهامات طائفية متبادلة بالجملة، تعكس حالة الانهيار الكامل للدولة.
وقد ظهر جلياً، ان مجلس الوزراء وصل الى الشلل التام، وظهر عجزه في اتخاذ او اصدار أي قرار أو معالجة لاي بند او موضوع ملحّ، مما حدا وزير الاتصالات بطرس حرب على الاعتكاف.
وما التصريحات التي ادلى بها الوزراء قبل الجلسة وبعدها، الا دليل واضح على ان الابواب موصدة، ولا تبدو في الافق اي بصيص أمل للحلحلة.
والسؤال المطروح: لماذا اوقف التيار الوطني الحرّ تظاهراته امس، على رغم ان تصريحات نوابه ووزرائه في ساحة الشهداء اكدت انهم سيواصلون التحرك في الشارع للوصول الى «الشراكة» الحقيقية، واعادة حقوق المسيحيين المغتصبة منذ العام 1990؟
بين كلام العماد ميشال عون الذي أكد أمس خلال دردشة مع الصحافيين من الرابية انه «اذا لزم الامر سلنجأ الى التصعيد، ولكننا دعاة حوار ولن نرضى ان تداس حقوقنا المسيحية والوطنية»، وبين الكلام الذي اكدته مصادر التيار الوطني الحرّ «انهم لم يخرجوا من الشارع ونتناغم مع التطورات»، يستدل ان الازمة بحاجة الى وقت لبلورة الاتصالات والمشاورات التي تجرى على اكثر من صعيد.
محضر جلسة الحكومة
ماذا حصل في جلسة مجلس الوزراء العقيمة؟
تنشر «الديار» ما دار في جلسة الأمس، من سجالات بين الوزراء: فقد قال الرئيس تمام سلام في مستهل الجلسة: في ضوء مطالبتنا من قبل الدول بضرورة انتخاب رئيس الجمهورية وسعينا الدائم لاجراء الانتخاب فاننا لا نزال في مواجهة كبيرة لهذا الاستحقاق واستحقاقات كبيرة اخرى كالرواتب والسندات والتحكيم في موضوع الطائرة. ان جدول اعمالنا مجمد ولا نزال في داومة التعطيل وعدم الانتاج وتواجهنا مشاكل ملحة كالنفايات التي تضغط على البلد بصورة مستفحلة.
وتابع سلام لقد املت في إيجاد حل لترحيل النفايات فواجهتنا عقبات، ومنها الوقت والتحضير ومن ابرز محاذيره انه موقت في ظل المعلومات التي اطلعت عليها وعلينا ان نتصارح حول كونه موضوعاً وطنياً بامتياز. لكن ان يتحول موضوع النفايات ليتخذ شكلا طائفيا ومناطقيا فهذا يدفعني الى القول ان هذا الملف لا يمكن حله الا على الصعيد الوطني والموضوع يستحيل حله طالما ان المناخ السياسي العام على هذا النحو.
واردف سلام «الزبالة هي زبالة الجميع» ولا نستطيع ان نتهرب من مسؤوليتنا منه.
وحذر رئيس الحكومة من الاستمرار في هذا الجو اذ لا فعالية لمجلس الوزراء مشيرا الى وجوب تجاوز خلافاتنا السياسية للتمكن من حل مشاكل البلاد.
شهيب: المناقصات بعد يومين
وتحدث وزير البيئة أكرم شهيب فكرر ان الهم الوطني اليوم هو النفايات وما يكبلنا ويجعلنا في حالة عجز هو الوضع السياسي. واوضح ان المحادثات مع الاوروبيين افضت الى وجود حجوزات مسبقة للمحارق لان هناك اشتراكات ويجب ان نحجز زمانا ومكانا لنفاياتنا والموضوع يحتاج الى معالجة عاجلة وطلب مؤازرة القوى السياسية وتعاونها معنا كوزير للبيئة.
واشار الى ان موضوع المناقصات سينتهي بعد يومين وسنعلن نتائجها الثلاثاء المقبل الا اننا بحاجة الى الانتقال الى نظام جديد لحل قضية النفايات. وختم بان الظرف شديد الحرج ونحن نحصد تاريخا متراكما من المشكلات في النفايات.
درباس: شعرت بأنني سني
واخذ الكلام الوزير رشيد درباس فرأى ان لكل انسان حق التعبير عن رأيه السياسي بالشكل الذي يراه مناسبا وان التظاهر هو احد وسائل التعبير، ما يشكل قلقا من الخطر الذي يحيط بالوحدة الوطنية. واضاف البارحة شعرت بالخطر اكثر وشعرت بأنني سني لان وسائل تعبيرهم اعتبرتني في تظاهرة الامس انني مستهدف واذا كنا داعشيين تمام سلام ونجيب ميقاتي وانا فهذا امر خطر.
وتساءل عن سبب الامعان في الامور التي تشكل الازمة. فعندما يتهجم نائب من التيار الوطني الحر على رفيق الحريري الميت منذ عشر سنوات فهذا لا يفيد «الشراكة» الوطنية واذا كان احدهم يعتبر انها استقلال عن الوطن ففي نظري «الشراكة» الوطنية هي «شراكة» على الشيوع. فأنا اؤيد ان يقول التيار الوطني إن حقه مهضوم وقد اكتشفوا ان حقوقهم مهدورة كمسيحيين واذا خسروا معركتهم فسيخسر المسيحيون في العالم. لدينا وزيران من تيار عون في الحكومة وشعرا بأنهما يملكان جزءا من صلاحيات رئيس الجمهورية وتمكنا من تجميد مجلس الوزراء منذ ستة اسابيع، وازاء هذا الواقع فان رئيس الجمهورية المسيحي يتمتع بصلاحيات تحفظ دور المسيحيين وحقوقهم. يشتكون ان رئيس الحكومة اغتصب سلطة رئيس الجمهورية، فهل بمزيد من الاغتصاب يعالج هذا الامر؟ وتوجه الى الوزيرين باسيل وبو صعب بالقول البارحة انتقدتم وزير الدفاع لانه تخطى صلاحيات مجلس الوزراء وانا اسأل وزير الخارجية كيف تستطيع ان «تمون» على 24 وزيرا وتتكلم عنهم دون توكيل؟ لقد احرجتم وزير الخارجية الايراني لانني فهمت ان الوزير ظريف مهتم بخلق علاقات مع دول الجوار، فكيف نتكلم عن انتصار سياسي لايران ونناقض توجه الضيف الايراني. اما ان يقول لوزير الخارجية ان ايران ترعى الاقليات فذلك كلام مرفوض لانك لست وزير الاقليات. فأنت وزير خارجية لبنان وعنوان الدبلوماسية اللبنانية فهل كنت متفاهما مع رئيس الحكومة حول تصريحكم البارحة؟
قزي: مصداقيتنا مضروبة
وكانت مداخلة لوزير العمل سجعان قزي، اعرب فيها عن الشعور بالخجل من الرأي العام بعدما كنا اعطينا انطباعا في البداية بانجازاتنا اننا قد نكون من احسن الحكومات. لكن ما يجري اخيرا حوّل الصورة الى اسوأ حكومة عرفها اللبنانيون في غياب التضامن، ودعا الى توافر الارادة السياسية للتمكن من حل المعضلات. ورأى وجوب اعتبار جلسات مجلس الوزراء مفتوحة تأكيدا على تحملنا المسؤولية وإيجاد اي حل لمشكلة النفايات، لا احد يفهم لماذا لا تفرض الدولة مطامراً. وقد وعدنا رئيس الحكومة بإيجاد حل ولا يجب ان نخرج اليوم بدونه. ويجب العودة الى جدول الاعمال والانتهاء من تقديم مواضيع عليه، فلا يجوز وقف الجدول بسبب الالية، وهذه الحكومة يجب ان تنتج، كما يجب حسم موضوع الالية ومجلس الوزراء لا يجب تحويله الى ديوانية.
وبشأن النازحين السوريين قال قزي لدينا شعور بأننا تكيّفنا على وجودهم مع انه اكبر خطر على لبنان ويفترض ان يعلن مجلس الوزراء رسالة حول البحث في موضوع النازحين. وختم بالدعوة الى حسم ما طالبت به «لان مصداقيتنا اليوم عند الناس مضروبة».
باسيل: لن نسمح بتجاوزنا
وأثار وزير الخارجية جبران باسيل مسألتين: اولاهما اننا امام مخالفة كبيرة حصلت من احد الوزراء (مقبل) وبعلم الحكومة اي بتأجيل تسريح قيادات عسكرية وهذا ما يجعل الحكومة مخالفة للدستور ولا يجوز لوزير اختزال مجلس الوزراء ويستمر الموضوع كأن شيئا لم يكن. لقد قيل لنا لما الاستعجال وفي ايلول سنبت الامر وهذا ما يدل على اللامبالاة في رأينا ونحن لا نقبل تخطي هذه المخالفة فهذا قرار غير شرعي وغير قانوني. وفي رأينا التعيينات الامنية اولوية. ولو توافرت ارادة الحل لوجدناه، والغاية هي كسر فريق في البلد ولو خالفنا الدستور.
أما الثانية يضيف باسيل: فان عمل مجلس الوزراء في ظل اعتراض وزراء لهم تمثيلهم فعندما نكون في وضع عادي يتم تخطي المسيحيين، نحن كتكتل تغيير واصلاح نمثل 27 نائباً واكثر من نصف المسيحيين، لا علاقة لعدد الموجودين في الطرقات بما نمثل. لن نقبل تجاوزنا ونحن كوزيرين هنا نمثل ما نمثل لدى المسيحيين ولا يجوز تجاوزنا والتعامل معنا على اننا وزيران. لا نقبل ان يتخذ اي قرار في مجلس الوزراء الا بموافقتنا، من الدعوة الى جدول الاعمال الى اقرار البنود. نحن جزء من صلاحيات رئيس الجمهورية ولا نقبل اي شيء لا يخضع للتوافق معنا. بالنسبة لما سمعناه من انتقاد يدّل على الاستخفاف بشعور الناس لان عدم الشعور بالغبن لدى المسيحيين شيء خطر والذين يمثلون المسيحيين ممنوع عليهم الوصول ما يخلق ردة فعل في الشارع وان لم نكن مدركين. وان ما جرى لم يبلغ بعد ردة الفعل. مجرد تمثيلنا على هذا الشكل في هذه الحكومة اهانة لنا ومجرد عدم انتخاب رئيس اهانة لنا. وكأن المطلوب كسر ارادتنا واهانتنا. واضاف كل شهدائنا متساوون فلماذا نميز شهيدا عن سواه، بالعطلة نميزه. نحن لدينا شهداؤنا وقد رفضتم اقرار يوم عطلة للمئوية الارمنية.
وتابع: من لا يفهم الحركة التصاعدية لا يفهم وجود عدد كبير من المتظاهرين ولانكم تستهزئون بنا غداً سترون. وكوزير للخارجية تكلمت عن ثلاثة انتصارات لغة الحوار ولغة الدبلوماسية وانتصار النموذج اللبناني في مواجهة اسرائيل ومواجهة التعددية اللبنانية في وجه الارهاب. لم آتِ على ذكر انتصار كاسح لايران. فأنا كوزير خارجية لا احتاج لأذن من احد عندما اتكلم ولا يمكن تخطي وزارة الخارجية. واضاف شعرنا في الحكومة السابقة بتفاوت في موضوع النازحين وفي هذه الحكومة اتخذنا القرارات فهل نفذها الوزراء فهناك وزراء مسؤولون عنها.
والنتيجة أن النزوح زاد، وأرسلنا احتجاجاً ولم نحظ بجواب جدّي. قرار الحكومة تخفيض عدد النازحين وليس فقط وقف النزوح فلماذا يتم الدفاع عن منظمة دولية مخالفة بوجودها وتصرفاتها. بالنسبة لتسجيل الأطفال السوريين فلقد خالف وزير وحده تسجيل الأطفال وقد لفتنا النظر إلى ذلك. ولمّا قيل لنا إنهم لا يستطيعون الذهاب إلى السفارة السورية قلنا سنسهل الأمر ونحن سنذهب عنهم لتسجيلهم.
لم يتم التعاون معنا بجدّية بل باستهزاء. الشعور بالغبن منذ 25 سنة مع ما صار في الإدارة اللبنانيّة والاقتصاد اللبناني. فيتم التعامل باستخفاف. أعطينا إشارات لإيجاد حل ولا أحد يرد علينا. تتحملون المسؤولية حول ما سيحصل في مجلس الوزراء أو على صعيد الوحدة الوطنية.
وطالب باسيل باحترام الدستور والقانون.
فرعون: مجلس الوزراء لم يفرض شيئاً
وكانت مداخلة لوزير السياحة أكد فيها على كلام الرئيس سلام والوزيرين درباس وقزي، وقال: الأمور التي أثارها باسيل تستدعي أن يجتمع مجلس الوزراء لبحثها. لم يفرض مجلس الوزراء شيئاً من الأمور.
في ملف النفايات، هناك كلام أساسي أننا يمكن أن نتفق على توضيب النفايات بانتظار الحل. الحل النهائي يجب أن يزيل سوكلين وسوكومي في منطقة الكرنتينا.
ريفي لباسيل: لا تلقي علينا المواعظ
وقال وزير العدل أشرف ريفي: السياسة الكبرى تتقدم على الأمور الأخرى. سريان المهل في اختيار المحكّم بدأ. ولقد فقدنا حقنا باختيار المحكّم. ويجب علينا أن نعجل باختيار مكتب محاماة للدفاع عن مصالح لبنان في التحكيم. ولقد راسلت مجلس الوزراء بضرورة اتخاذ قرار. وأرجو عدم تأخير البت في هذا الموضوع. بالإضافة إلى القضايا الاخرى من نفايات ورواتب وقروض.
أمّا في ما يتعلق بالأمور الأخرى: فأنا لا أهاجم بالطائفية بل بالسياسة، أنتمي الى خط سعد الحريري الذي أكد على لبنان أولاً وعلى المناصفة وضد المثالثة.
يوم تسلمت الأمن الداخلي كانت مشاركة المسيحيين أقل من 30% وسلمتها عندما تركت بأكثر من 40 %.
في مباراة القضاة نجح 20 مسيحيا و13 مسلما ووافقت عليها ولقد وضعت شجرة الميلاد في طرابلس.
لا أقبل الدخول في سجال طائفي لقد سمعنا البارحة كلاما مسيئاً في التظاهرة وأؤيد ما قاله الوزير درباس وأقول للوزير باسيل: يوم أسقطت سعد الحريري عملت جرحاً في الأوساط السنّية وعندما تسمح لنفسك بذلك فلا تلق علينا المواعظ.
أوّل تصريح حصل للعماد قهوجي جرى في عهد حكومة ميقاتي ولم نسمع اعتراضاً عليه ولقد قمتم به.
نحن مع العيش المشترك. وعندما كان عون في قصر بعبدا قاتل إلى جانبه عسكر عكّار السنّي.
شبطيني: «الشراكة» في الوطنية
وأشارت الوزيرة أليس شبطيني إلى أن كل ما اثاره باسيل لفتها، وكان يمكن حله لو كان لدينا رئيس جمهورية. ما قاله عن أنه يمنع وصول ال 4 مرشحين المسيحيين للرئاسة فلم يذكر لنا من يعرقل انتخاب أحدهم.
«الشراكة» تكون في الوطنية. لقد عطلوا الدولة أشهراً وأخروا تشكيل الوزارات بسبب الرغبة بفرض تعيين وزير معين. يوم كان مطروحاً تعيين رئيس مجلس قضاء اعلى عطلوا القرار أكثر من سنة.
إذا كان علينا أخذ رضاهم عند كل تعيين فهذا أمر سيعطل الدولة.
دو فريج: عدد المتظاهرين
لم يكن على قدر الآمال
واحتج الوزير نبيل دو فريج على رفع لافتة «تيار المستقبل إمارة لبنان دولة إسلامية» في تظاهرة العونيين أمس، وقال: أنا من تيار المستقبل، أهذه هويتنا الجديدة؟
أنا المسيحي هذه نهاية المسيحيين في لبنان والاعتدال إذا اعتمدنا على أساس طائفي. أريد أن أذكر بكلام السيد حسن نصرالله الذي قال انه إذا انتصر مفهوم الإمارة أول ضحاياه سيكون تيار المستقبل.
لقد بذل التيار الوطني جهداً كبيراً لإنزال الناس إلى التظاهرة والعدد الذي نزل البارحة لم يكن على الآمال.
لا يجب أن تستغربوا الأمر لأنه لو طلبنا نحن التظاهر لما لبى الناس دعوتنا وإذا دعَونا الناس للتظاهر فسيتظاهر اللبنانيون ويضعوننا في الزبالة.
الحاج حسن لريفي: هل نسيتم
ردّ فعلكم يوم اسقطت حكومة الحريري؟
وقال وزير الصناعة حسين الحاج حسن إن البلاد في أزمة، وكل الكلام أصبح تكرارا أما تفسيرنا لسبب عدم انتخاب الرئيس أن للانتخاب شروطاً متعلقة بتمثيله وحضوره وتحالفاته وقد أعلنّا تأييدنا للعماد ميشال عون ولا نزال، لكن الأمور مجمدة ولم تصل إلى نتيجة الحوارات. كانت الحكومة «مقلّعة» وماشية بعد انتهاء عهد الرئيس ميشال سليمان لكن في هذه الفترة هناك تعطيل للمجلس من قبل الفريق الآخر لأسباب متعددة ومنها سلسلة الرتب والرواتب.
نعم كل اللبنانيين معنيون بحل المشكلات التي تواجهنا لكن هناك أسباباً لطرح ما يقوله التيار الوطني الآن. وتوجه إلى الوزير ريفي، هل نسيتم ردّة فعلكم بالشارع يوم أسقطت حكومة الحريري؟
نريد حلاً يعيد الحياة إلى الحكومة بانتظار الاتفاق على رئيس للجمهوريّة.
حرب: كفى مزايدات
وتناول الكلام الوزير بطرس حرب فقال: أنا أخجل كمسيحي من الشعارات والكلام عن حقوق المسيحيين التي يطلقها البعض. كالقول مثلاً إن حزب الله هو الذي يحمي الوجود المسيحي. هذه ذمّية كاملة للمسيحيين. نحن المسيحيين لا نحتاج الى حماية أحد. توافقنا هو الذي يحمينا ودولتنا تحمينا وكل رهان آخر يؤدي إلى وضعنا في الخطر. لقد مررنا بالتجارب في الماضي حيث أبدلنا الدولة بقوى ذاتية غير شرعية، فماذا كانت النتيجة: إضعاف الدولة وتعرض الوجود المسيحي للخطر. يجب أن لا ننسى الماضي وعبره.
نعم لقد تراجع دورنا المسيحي في الدولة لأن السياسة السورية في لبنان كانت ترمي إلى إبعاد المسيحيين عن القرار السياسي والإدارة. ان هيمنتهم، وما هجر المسيحيين من الدولة وما دفعهم إلى الاستنكاف عن الانخراط فيها. وللتدليل كل مباراة لدخول الدولة يشترك فيها 5000 متبار منهم 500 مسيحيون والباقي مسلمون. هذه الظاهرة تجب معالجتها ولا تعالج بالصراخ واستثارة الغرائز الطائفية.
نعالجها بالهدوء وبالتعاون فيما بيننا وليس بالإتجار بحقوق المسيحيين.
وتوجه إلى الوزراء العونيين بالقول: كنت مع التعيين في المراكز الأمنية وكنت أعلنت أنني أؤيد العميد شامل روكز لاعتبارات متعددة أولها أنه ضابط كفوء. ويوم طرح وزير الدفاع الأمر للتعيين من رفضها؟ أنتم رفضتم طالبين التوافق على من نعين قبل طرحهم. لم نتوافق فهل نمنع التعيين؟ المفروض حسب التقاليد ان يكون لرئيس الجمهورية، وهو القائد الاعلى للقوات المسلحة حسب الدستور، اسم مرشح لقيادة الجيش يطرحه على مجلس الوزراء وأنتم فرّغتم الرئاسة فكيف وبأي حق ترفضون أي اسم غير الذي ترشحون؟
انتم عطلتم قرارات التعيين ما دفع وزير الدفاع إلى اتخاذ القرار الذي يجنب الجيش الفراغ. وهذه لا تحصل للمرة الاولى لقد قمتم بها يوم كنتم في السلطة والوزير الذي وقع قرار تأخير تسريح قائد الجيش كان من تكتل الإصلاح والتغيير.
كفانا مناورات وتهديدات وتهويلات. ألم تشعروا بعد أن الشعب في وادٍ وأنتم في واد آخر. بالأمس حضرتم وجهدتم للقيام بتظاهرة ظنناها مليونية فجاءت بعدد قليل لم يتجاوز ال 1500 شخص. ألم تفهموا الرسالة؟ الناس يريدون حلولاً لمشاكلهم، يريدون الأمن يريدون حل مشكلة الزبالة، يريدون دفع رواتب الموظفين يريدون عدم خسارة القروض والهبات، يريدون دفع ديون لبنان، وأنتم تريدون السلطة.
ابو صعب: درباس ظهر طائفياً
وتحدث وزير التربية الياس بو صعب: تطرحون الامور دون الاعتراف بفئة تمثل قسما من الشعب اللبناني والامور لا تستقيم الا بهذا الاعتراف. وقد ظهر الوزير درباس طائفيا اليوم وكم كنت اتمنى ان يظل غير طائفي فلم نرد يوما عليه لكن لا بد من الرد عليه وما اثاره الوزير دوفريج حول تيار المستقبل ليس قرارا حزبيا لقد اعترضنا على التمديد لقائد الجيش في المرة الاولى وان كنا لا نمثل كل المسيحيين لكننا نمثل القسم الاكبر منهم.
تلاسن بين بو صعب ودرباس
فاعترض الوزير درباس على هذا الكلام لكن بو صعب عاد وقال الشعب يريد ان يسمع نوابه هناك فريق وازن اساسي لا يمكن تجاهله ونحن لم نكن وزراء او نواباً في العهد السوري.
تلاسن بين حرب وبو صعب
فأثار هذا الكلام الوزير حرب الذي ردّ: هل هذا يعني ان كل من كان وزيرا او انتخب نائبا ايام السوريين هو متهم. نحن لم نبع البلد لنصبح رؤساء جمهورية ولم ندمر البلاد ليتحقق لنا ذلك. وهنا تلاسن بوصعب مع الوزير حرب متهما اياه ببيع البلد لاجل ذلك. فما كان من حرب إلا ان دعاه للتهذيب وعدم الكذب.
المشنوق: لماذا رفع الشعارات الطائفية؟
وكانت مداخلة لوزير الداخلية نهاد المشنوق قال فيها: ان لا احد يناقش في موضوع التمثيل اما في غياب رئيس الجمهورية فتناط صلاحياته بمجلس الوزراء ولا علاقة لحجم التمثيل بالصلاحيات. هناك قوى سياسية غير موافقة على بعض الاسماء لقيادة الجيش ولا على العماد عون لرئاسة الجمهورية ونحن لا نقبل ان نتهم بالداعشية كتيار المستقبل. وتوجه الى وزراء عون قائلا لا يجوز لكم رفع هكذا اعلام عندما ندفع دما. هناك ثلاث قوى سياسية رئيسية على هذه الطولة لا توافق على ما تطرحون وقد اطلعتك يا معالي الوزير بو صعب على الاسباب المحلية والدولية التي لا تسمح بذلك واني ادعوكم الى الواقعية والهدوء. فما هي القضية الكبرى اذا لم يتم تعين فلان في هذا المركز او ذاك؟ لماذا رفع الشعارات الطائفية الحادة خصوصا ان الانتخابات بعيدة الان وهذه الشعارات الطائفية لن تفيدكم في جلب الاصوات. نطرح قانون الانتخاب اليوم في ما نحن عاجزون عن جمع الفي رجل. البارحة توقفت السيارات المفخخة...
خليل: الحاجة ماسة لتغطية المعاشات
وتدخل وزير المالية علي حسن خليل مستدركا قبل انتهاء الجلسة ومطالبا بقرارات بنقل أموال من الاحتياط الى الرواتب لافتا الى الحاجة الماسة لتغطية المعاشات هذا الشهر. وقال لا اضغط على اي فريق بذلك لكن اطلب نقل اموال من الاحتياط للرواتب فأنا لا استطيع ان اتصرف كوزير مالية بهذا الامر واحتاج الى قرار من مجلس الوزراء ولا علاقة لما اقوله بالجدل السياسي انما لرفع المسؤولية عني.
سلام: جلساتنا ستصبح عقيمة
وكان ختام الجلسة للرئيس سلام الذي قال: لدينا حاجة الى سلفة في موضوع النفايات والا سنقع في مشكلة وهناك محاولة لحلحلة الامور. تحوّل الكلام الى تبادل للآراء لمن لم يصب في اتجاه الحلحلة. لقد توصلت الجلسة الى عدم القدرة على اتخاذ اي قرار فليعلم كل الناس ان جلساتنا ستصبح عقيمة اذا اسمررنا على هذه الشاكلة فمسؤوليتنا مشتركة.
لماذا لم يتظاهر العونيون امس؟
اما لماذا لم يتظاهر العونيون امس، فقد أكد مصدر في التيار الوطني الحرّ ان العونيين مستمرين في الشارع «ولم نخرج منه، والخطوات اللاحقة على الطريق وستكون قاسية ومكلفة جداً، اكان هناك من قرارات لمجلس الوزراء أو لا، ولكننا نتناغم مع التطورات».
وأضاف المصدر أن التحرك بدأ يحقق مطالبه ومنها تعطيل قرارات الحكومة، والدليل ماجرى في جلسة الامس التي ظهر فيها عجز الحكومة وفشلها في اتخاذ اي قرار.
وأكد المصدر ان على الحكومة ان تقوم بمسؤولياتها في موضوع التعيينات العسكرية التي حصلت وفي موضوع الآلية الحكومية، فعليها ان تبحث الآلية حفاظاً على المشاركة والتوازن.
أما في خصوص موضوع التعيينات فيقول المصدر على الحكومة الرجوع عن هذه الخطوة، وهذا بيد مجلس الوزراء، وخصوصاً في قيادة الجيش حيث ينص الدستور على وجوب تأمين الثلثين لاقرار التعيينات، الأمر الذي لم يحصل، وهذا ما يضرب المؤسسة العسكرية. واعتبر المصدر ان زجّ الجيش في معركة بين ابناء الوطن الواحد هو اخطر ما يكون.
وفي موضوع المشاركة التي يُطالب بها التيار الوطني الحرّ، لمّح المصدر الى انه قريباً يمكن ان يكون هناك بعض الاشارات لنوع من التسوية، بمعنى أن يعودوا الى ضمائرهم ويوقفوا محاصرة العماد عون ومحاربته ويعودوا الى «الشراكة» الحقيقية.
سلام والفرزلي
على صعيد آخر، اشارت المعلومات الى ان رئيس الحكومة تمام سلام اتصل بنائب رئيس مجلس النواب السابق ايلي الفرزلي ودعاه الى الغداء. وتقول المعلومات انه ربّما سينقل رسالة من العماد عون الى سلام او العكس سينقل رسالة من سلام الى العماد عون.