لم يرشح شيء واضح من زيارة ظريف غير تواصله مع بعض الفصائل الفلسطينية المحسوبة على النظام السوري , وعون في الشارع ونصرالله يؤكد له أنه شريك في الانتصار
السفير :
عاد العماد ميشال عون الى الشارع، معبِّراً بهدير الأقدام عن اعتراضه على النهج المعتمد في التعاطي مع مطالبه، وصولاً الى القطرة التي طفح بها الكيل، مع التمديد للقادة العسكريين.
وإذا كان خصوم «الجنرال» قد سارعوا الى التقليل من شأن التحرك البرتقالي ومن حجم المشاركة فيه، إلا ان الأكيد هو ان تظاهرة الأمس هي أكبر من تلك التي نظمها التيار بمحاذاة السرايا الحكومية، في المرة السابقة.
وبات واضحاً أن التيار يعتمد سياسة «الإنذار المتدحرج» الذي يتخذ في كل مرة حجماً يتجاوز ما سبق، الأمر الذي يعني ان عون لا يزال يخفي في جعبته أوراقاً لـ «المستقبل»، سيستخدمها في الوقت المناسب والذي قد لا يتأخر كثيراً، إذا استمرت الازمة الحالية على استعصائها.
وفي حين أوحت الإشارات الاولى ان أصوات المحتجين التي صدحت في ساحة الشهداء لن تجد صدى لها في المدى المنظور، تتجه الأنظار الى جلسة مجلس الوزراء اليوم والتي يفترض ان تشكل أداة القياس لمدى التأثير الذي تركه الاحتجاج البرتقالي في صفوف خصوم عون.
وعُلم أن عون قرر في اللحظة الاخيرة، بعد ظهر أمس، دعوة أنصاره الى التجمع في ساحة الشهداء، وهو ما يفسر تأخر منسق عام «التيار الوطني الحر» بيار رفول في تحديد وجهة التحرك، انطلاقاً من مقر التيار في «سنتر ميرنا الشالوحي» حيث احتشد عدد كبير من المناصرين والقياديين.
وقالت مصادر بارزة في التيار لـ «السفير» إن حجم التجاوب الشعبي مع دعوة عون الى التحرك كان أكبر مما هو متوقع ومخطط له، وهذا ما دفع «الجنرال» الى تعديل وجهة السير، موضحة ان التحرك المعد كان يقضي بتنظيم تجمعات موضعية في بعض المناطق مع امكانية تنظيم مسيرات سيارة، من دون ان تكون ساحة الشهداء واردة في الحسابات، لكن كثافة الحضور البرتقالي في نقاط التجمع وإلحاح المحتشدين على التظاهر، دفعا الرابية الى تعديل الخطة.
وأكدت المصادر ان ما حصل أمس أثبت ان رسالة عون وصلت الى الجمهور، والمهم الآن ان تصل رسالة الناس الى الفريق الآخر، لافتة الانتباه الى ان جلسة مجلس الوزراء اليوم ستشكل اختبارا لهذا الفريق ومدى استعداده لاستخلاص العبر من تمدد الازمة الى الشارع.
وأوضحت المصادر انه لا توجد خطط معدة سلفاً للتحركات المقبلة، مشيرة الى ان الامر يتوقف على طريقة تعامل الآخرين مع المطالب المعروفة، وبالتالي فإذا لم يتم تصحيح الخلل الحاصل، سيكون التيار مضطراً الى زيادة جرعات الاعتراض.
المستقبل :
غادر وزير الخارجية الإيراني لبنان بعد زيارة مكوكية خاطفة شهد فيها بأمّ العين على ما يقترفه حلفاء طهران من تعطيل في المؤسسات وتأجيج في الشارع. فبعدما استقبلته دويلة «حزب الله» بما يليق بسطوتها الميليشيوية الطائفية المتمادية في البقاع الشمالي عبر إقدام أحد محظييها على خطف وتهديد موفد البطريرك الماروني إلى دير الأحمر، ودّعه الحزب و«التيار الوطني الحر» أمس بنبأ إرجاء جلسة انتخاب رئيس للجمهورية للمرة الـ27 على التوالي نتيجة خطفهما النصاب القانوني لإنجاز الاستحقاق، بينما كان رئيس «التيار» النائب ميشال عون يحرص على تظهير سياسة «الحشد الشعبي» المحبّبة إلى قلب إيران في الشارع وقد أكد الوزير جبران باسيل على مسامع الوزير محمد جواد ظريف أنّ تياره يقف «في خندق واحد معها». وإذا كان الزائر الإيراني قد أتمّ جدول زياراته وتصريحاته الرسمية على أكمل وجه من السرايا إلى عين التينة وقصر بسترس تحت لواء «دعم الاستقرار والحوار واتفاق اللبنانيين»، يبقى أن تتكشف تباعاً مع الأيام معالم الترجمات العملانية لفحوى ما حمله ظريف إلى الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله «تصعيداً أم تبريداً» للأزمة. وبالانتظار، يلعب عون دوراً منفصماً مترنحاً بين التصعيد والتبريد، فتراه أمس يتظاهر في الشارع ضد الحكومة.. وتراه اليوم يشارك في جلستها جنباً إلى جنب مع من وصفتهم اليافطات العونية بـ«الدواعش» وبرئاسة من نعته مناصروه بـ«المتطرّف»! وهو نهج ستستمر الرابية في اتباعه إلى حين «في الشارع وفي الحكومة» وفق ما أعلن باسيل أمس خلال التظاهرة العونية في ساحة الشهداء.
وتعليقاً على المشهد العوني التحريضي والطائفي ضد «تيار المستقبل»، اكتفى وزير العدل اللواء أشرف ريفي بالقول لـ«المستقبل»: «لن يستطيع العماد عون استدراجنا ضد الوحدة الوطنية وضد العيش المشترك وضد قناعتنا بالشراكة الإسلامية - المسيحية في الوطن».
الديار :
وصل لبنان الى الانقسام الحقيقي، فمن جهة هنالك حركة 14 آذار وبالتحديد تيار المستقبل دون القوات والكتائب يواجهون التيار الوطني الحر بقيادة العماد ميشال عون ودعم حزب الله له. فيما الرئيس نبيه بري يحاول ان يكون على ذات المسافة، لكن الامور بين عين التينة والرابية ليست على ما يرام.
واذا كان لبنان، قد وصل الى الانقسام الحقيقي، فانه وصل الى حافة الانهيار السياسي، والحكومي، ذلك ان هنالك فراغاً في الرئاسة، ومجلس نواب لا يشترع وحكومة منقسمة على ذاتها، وفي ذات الوقت هنالك حركة شعبية نزلت الى الشارع وهي تمثل المكون المسيحي الرئيسي الذي يطالب بالمشاركة في القرار.
والسؤال الذي يطرحه عون على الرئيس تمام سلام: لماذا عندما يكون الامر يتعلق بمكون رئيسي في الطوائف الاخرى، يقف سلام عند كلمتهم، بينما عندما يصل الامر الى العماد عون وهو رئيس تكتل التغيير والاصلاح الذي يضم 29 نائبا معظمهم من الموارنة والمسيحيين، لا يتم الاخذ بكلمة العماد عون، ومثالا على ذلك، ان الوزير سمير مقبل تلقى بواسطة الوزير وائل ابو فاعور ايحاء من جنبلاط بانه يريد ابقاء رئيس الاركان اللواء وليد سلمان اي تأجيل تسريحه، بينما لدى العماد عون تحفظ على تأجيل تسريح العماد جان قهوجي، ولم يأخذ سلام وكتلة المستقبل والرئيس بري والوزير جنبلاط برأيه وكأنما هنالك خطة بعدم اشراك المسيحيين في القرار السياسي والحكومي.
امس، كانت البداية في التظاهر، وكان الحشد كبيراً رغم ان العماد عون ارادها رمزية، واليوم مع الصباح الباكر سينزل مناصرو التيار الوطني الحر الى السراي الحكومي، وهناك سيحصل الصدام بين القوى الامنية ومناصري التيار الوطني الحر، ومعنى ذلك ان البلاد ستشهد تدهورا في الاوضاع الامنية، ولن يتوقف تظاهر العونيين قبل مخرج او حل يؤمن الشراكة في الحكم في لبنان وبالتحديد، ان يشارك الموارنة والمسيحيين في القرار السياسي والحكومي وينتهي زمن اهمال وجودهم.
الوزير وليد جنبلاط مع اخراج لحلّ ازمة العماد عون، فكيف يكون الحل او المخرج؟
العماد عون حدّد موقفه بشأن المشاركة، وتيار المستقبل يقف ضد شراكة المسيحيين في القرار، وبالتحديد الرئيس سعد الحريري يريد تهميش المسيحيين وعزل العماد عون بقرار سعودي، لان العماد عون حليف مع حزب الله، والمطلوب ضرب العماد عون نتيجة هذا التحالف، ولذلك اقام كل مؤيدي السعودية من مسيحيين ومسلمين برئاسة سعد الحريري دعماً للعماد جان قهوجي حلفاً فيما بينهم بعزل عون وتقوية العماد قهوجي وضرب حزب الله لتحالفه مع المسيحيين.
نصل الى السؤال الاساسي: السعودية ومؤيدوها في لبنان الجدد وسعد الحريري أم العماد عون بجمهوره المتظاهر؟
الجواب صعب، والسعودية دولة اقليمية كبيرة، والطائفة السنية برئاسة سعد الحريري ضد العماد عون، فيما موقف الرئيس بري هو الذي يجعل الميزان يميل اما للعماد عون او للسعودية والرئيس سعد الحريري والمسيحيون الجدد مع السعودية.
الصراع باق، ولبنان بازمة حقيقية لم يشهد مثلها على الصعيد السياسي ازمة بهذا الحجم، لكن الذي سيربح بالنتيجة، هو من يربح الشارع.
الجمهورية :
مع تمديدٍ جديد في عمر الشغور الرئاسي بعدما أرجَأ رئيس مجلس النواب نبيه برّي جلسة انتخاب رئيس الجمهورية إلى 2 أيلول المقبل، بفعلِ عجز مجلس النواب في جلسته السابعة والعشرين عن انتخاب رئيس جديد، ومع استمرار التعطيل في العمل الحكومي، يبقى الترقّب سيّد الموقف لمعرفة سَير مناقشات جلسة مجلس الوزراء اليوم، وما إذا كانت المواقف «العونية» الأخيرة التي أطلِقت في الشارع أمس خلال التحرّكات الاعتراضية بسبَب «غياب الشراكة والخروج عن الميثاق والدستور»، عقبَ اختتام وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف زيارته للبنان، ستنتقل إلى داخل قاعة المجلس فيتكرّر مشهد الصدام مجدّداً، أم أنّ الوضع سيبقى تحت السيطرة أو سيَلجأ رئيس الحكومة تمّام سلام إلى أحد خياراته التي لطالما لوَّحَ بها؟
سلام
وعشيّة الجلسة أكّد سلام من الأردن التي عاد منها مساء أمس بعدما شاركَ في اجتماعات اللجنة اللبنانية ـ الاردنية المشتركة، والتقى نظيرَه الاردني عبدالله النسور وأبناءَ الجالية اللبنانية أنّه: «على رغم كلّ ما نحن فيه، ما زلنا نعوّل على هذه الخصال والطباع عند اللبنانيين، وثقتُنا ببعضنا البعض يجب أن تستمرّ وتقوى، ولا يفرّقنا لا طائفة ولا حزب سياسي ولا فِكر سياسي. يجب أن نكون كلّنا يداً واحدة في سبيل وحدتنا الوطنية، لبنان نموذج التعايش والعيش الواحد والفريد من نوعه في المنطقة والعالم، نحن مؤتمَنون على الحفاظ عليه، وأنا مِن جهتي عاهدتُ نفسي واللبنانيين عدمَ التخلّي عن هذه المهمة مهما كلّف الأمر».
مصادر وزارية
واستبعدَت مصادر وزارية أن تذهب جلسة مجلس الوزراء اليوم إلى تفجير يطيح بالحكومة، وقالت لـ»الجمهورية»: «لا أحد يملك السيناريو الحقيقي للجلسة، لكنّ المعطيات تشير إلى أنّها لن تكون جلسة عادية وهادئة، وإن يعمد وزيرا «التيار الوطني الحر» إلى نقلِ الأجواء التي بَدأاها في الشارع إلى الحكومة»، تحدّثت عن شِبه قرار لدى جميع القوى السياسية بعدم مواجهتهما وإحباط محاولة استدراجها إلى صدام، وحتى وزراء تيار»المستقبل» الذي وصَفه «التيار الوطني الحر» بـ«داعش» فسيتجنّب الرد إلى درجة تصعيد المواجهة».
وعمّا إذا كان رئيس الحكومة تمّام سلام سيصِرّ على مناقشة جدول الأعمال، لفَتت المصادر الى أنّها الجلسة الأولى بعد التمديد للقيادات العسكرية والأمنية وسيحاول فيها سلام امتصاصَ النقمة العونية قدر الإمكان، ولن يذهب الى تحدٍّ، على أن تدرس خطوات الجلسات المقبلة لاحقاً».
بوصعب
وأكّد بوصعب استمرارَ التحرّك على الأرض، مشيراً إلى أنّ كلّ تحرّك سيكون ابنَ ساعته، وسيتدحرج ككرة ثلج، ولن يعلنَ عن الخطط مسبَقاً.
وقال لـ«الجمهورية»: «سنَطرح في جلسة مجلس الوزراء المطالبَ نفسَها التي نتحدّث عنها، وهي: المطالبة بالشراكة الحقيقية بالقرارات في مجلس الوزراء، ورفض تهميش فريق معيّن وعدم الوقوف على رأيه في مواضيع أساسية تعنيه، فنحن شركاء في مجلس الوزراء، وطالما إنّنا شركاء ولم نستقِل فلن نقبلَ بتهميشنا في المجلس، وسنعمل على هذا الأساس وبالوسائل التي نراها مناسبة».
وفي موضوع آليّة العمل، قال بوصعب: «لقد اتّفقوا معنا على الآليّة، والذي يريد تغييرَها عليه أن يتحدث معنا ويناقشَنا فيها، فأيّ تعديل أو تغيير في الآلية يجب أن يَحظى بموافقتنا أيضا».
من جهته، أوضَح باسيل أنّه «سيكون لنا خلال الجلسة جدول أعمالنا الخاص»، وشَدّد على أنّ «القضية لا تنتهي بحلّ بنقطة من هنا أو هناك». وأكّد الاستمرار في التحرّك، مشيراً إلى أنّ «القضية لم تعُد محصورة في ملفّ واحد». وقال: «إنّنا نعَبّر عن مطالب حلفائنا وخصومنا، ومستمرّون حتى لو بقينا لوحدنا».
البلد :
وحدها الجلسة السابعة والعشرون لرئاسة الجمهورية التي ارجئت الى ٢ ايلول، بدت من دون رصد ولا اهتمام. حتى ان المتابعة الاعلامية بدت باهتة واقل من خجولة بينما توزعت الاهتمامات السياسية على زيارتي وزير خارجية ايران محمد جـواد ظريف لبيروت ورئيس الحكومة تمام سلام للاردن والتحركات العونية في الشارع. الآمال التي علقت على زيارة ظريف المتزامنة مع الجلسة ُ عقد لمقاطعتها من قبل حلفائه في لبنان، الرئاسية التي لم ت يبدو انها تحتاج مزيدا من الوقت لتنطبق على واقع بدء حل الازمات وعلى وجه الخصوص الانتخابات الرئاسية، فالوزير الايراني كرر من «الخارجية» موقف بلاده المعهود ازاء الملف : «نحن لا نتدخل في الشؤون الداخلية في لبنان، هناك قضايا داخلية على الشعب اللبناني معالجتها، وعلى اللاعبين الدوليين عدم التدخل في لبنان». وكان ظريف الذي انتقل بعد الظهر الى دمشق واجتمع مع الرئيس السوري بشار الاسد، بدأ لقاءاته في اليوم الثاني في بيروت بزيارة الى عين التينة واجتمع الى الرئيس بري ثم التقى في مقر اقامته في فندق «فينيسيا»، نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الوطني سمير مقبل. ثم انتقل الى وزارة الخارجية والمغتربين والتقى الوزير باسيل الذي لم يكن في استقبال ووداع ظريف في المطار، وقال «نمد يد التعاون الى جميع الجيران في هذه المنطقة ونحن على استعداد للتعاون ولتبادل الأفكار والقيام بعمل مشترك بين هذه الدول لمكافحة التطرف والارهاب والطائفية». في هذه الاثناء، تتجه الانظار الى السراي الحكومي حيث تعقد اليوم جلسة مجلس الوزراء الاولى بعد قرار تأجيل تسريح المسؤولين الامنيين، ترقبا لما قد تتمخض عنه من نتائج في ضوء اعتراض وزراء التيار الوطني الحر. وكشف عن جهود تبذل لتوقيع مرسوم فتح الدورة الاستثنائية لمجلس النواب، في خطوة تدل الى رغبة الرئيسين بري وسلام في تفعيل عمل المؤسسات الدستورية، في وجه مساعي البعض لشلها.
الاخبار :
حمل هاغوب مانيسجيان السيغار ومشى. إلى جانبه، حمل جانو شلال سيغارين بيد حتى لا يضيع عليه الكثير وزجاجة شامبانيا بيد أخرى ومشى. خلفهما عشرات الأعلام البرتقالية تقطع الطريق في ساحة ساسين من رصيف إلى آخر. يحملون الأعلام؛ علم التيار الوطني الحر والجيش اللبناني؛ ويمشون. أغاني الجيش تتداخل في كل تظاهرات العونيين مع أغانيهم الحزبية، وصوت زياد عبس.
تتألف تظاهرة العونيين – أية تظاهرة – من «بازل» يمثل هؤلاء الشباب قطعها الأساسية. على غرار النائب حكمت ديب، لا يبدو عبس على طبيعته في المكتب مقيداً بالبذلة الرسمية. ها هو، هنا، كسمكة أعيدت إلى مياهها. بجانبه، يحاول الوزير السابق نقولا الصحناوي أن يحذو حذوه في التفاعل مع العونيين. يحمل مناصرة، يقبل آخر، ويقول لصحافي يحاوره على الهواء مباشرة إنهم قرروا أن «يلبطوا بأقدامهم» فيصحح له «تقصد، تقترعون بأقدامكم».
شباب الأشرفية تركوا سياراتهم في منازلهم ليسيروا إلى ساحة الشهداء، مروراً بجسر الحكمة الذي شهد قبل أكثر من عشر سنوات اعتداء القوى الأمنية بوحشية استثنائية عليهم غداة تظاهرهم اعتراضاً على إقفال الـMTV. تعرفهم هذه الزوايا ويعرفونها. تزداد الحماسة وتعلو الهتافات. يتأكد أحد الناشطين من وصول الجميع في الأشرفية والرميل والصيفي، قبل أن يلتقوا بوفد بعبدا قبيل تقاطع التباريس. سابقاً، كان يسير في تظاهرات العونيين شخص يرتدي قناع أسامة بن لادن، ويحمل رشاشاً بلاستيكياً ولافتة تقول إن «الإرهاب هو الجيش السوري في لبنان». أمس حملوا لافتة عليها صورة قرد يرتدي ربطة عنق زرقاء وتعليق يقول إنISIS يمكن أن ترتدي ربطة عنق أيضاً. ولا شك أن أعلام تيار المستقبل فاجأت المشاركين في التظاهرة العونية قبل أن يقرأوا ما كتب عليها: «ألوان الدولة الإسلامية الحقيقة»، و»الدولة الإسلامية ــــ إمارة لبنان». يستفسر أحد الناشطين عن جموع المتظاهرين قبل بضعة أيام ضد أزمة النفايات، وماذا يحول دون تلبيتهم دعوة الجنرال الذي حرص على تضمين خطابه المطالب الإنمائية المحقة، فيجيبه زميله بأنّ السبب الذي حال دون تظاهره مع أولئك الناشطين أول من أمس حال دون تظاهرهم معه اليوم. ويكملان السير بالاتجاه نفسه.