عشية جلسة مجلس الوزراء الاولى بعد قرار تأجيل تسريح القادة العسكريين الثلاثة، بدت الاجواء السياسية محكومة بالجمود، وأما على خط الرابية فأشارت مصادر مطلعة لـ "المركزية" الى ان العماد ميشال عون تلقى سيلا من النصائح من حلفائه في قوى 8 آذار تتمنى عليه عدم الانزلاق الى الشارع لاسيما بعد مواقفه الاخيرة التي هاجم فيها الجيش وقائده، بما بات يخشى معه الانجرار الى مواجهة في الشارع، علما ان اي صدام مع المؤسسة العسكرية راهنا ممنوع بكل المعايير والمقاييس الداخلية والخارجية.
وأشار وزير الاعلام رمزي جريج الى ان "قرار تأجيل التسريح اتخذ وأصبح نافذا ولن يعاد النظر فيه في مجلس الوزراء، لأن المجلس بحث في جلسته الاخيرة التعيينات ولم ينجح في التوافق عليها، وفي ضوء هذا المعطى، اتخذ وزير الدفاع قرارا بتأجيل التسريح".
في سياق متصل، دعا العماد ميشال عون الى التظاهر والنزول الى الشارع، قائلا بعد الاجتماع الاسبوعي لتكتل التغيير والاصلاح: الآن كما كلّ مرة أطلبُ منكم أيها اللّبنانيون، أن تنزلوا إلى الشارع. لا أريد أن أسمع منكم أنّكم تحلمون أو لا تحلمون. لقد قالوا لرفاقكم وأولادكم عندما كانوا طلاباً في ظل الوجود السوري، أنهم يحلمون وكانوا يأتون إليّ محبطين ليخبروني بأنّ الناس لا يهتمّون بهم، ولا يكفّون يخبرونهم أنهم يحلمون. فقلتُ لهم إيّاكم أن تنزعوا الحلم عنكم، فهذا هو أجمل ما فيكم، لأنه لولا الحلم، لما وصل الإنسان إلى القمر، ولما غاص في البحار، ولما اخترع شيئاً. نحن نحلم، ونحلم الآن بوطن فيه قانون ودستور وشعب، وليس وطن نفايات وسرقة ونهب وفساد. لذلك فأنتم جميعاً مدعوون غداً (اليوم) للتظاهر".
في سياق متصل، ورغم دعمه مطالب حليفه "التيار الوطني"، الا ان "حزب الله" أعلن مرة جديدة تمسكه بحكومة المصلحة الوطنية، حيث دعا على لسان نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم الى "عدم تعطيل مجلس الوزراء، وعدم إسقاطه بالعمل الدؤوب من أجل ان يتخذ القرارات اللازمة لتسيير البلد ومصالحه وعلى رأسها التعيينات، كما إلى انعقاد المجلس النيابي تحت عنوان تشريع الضرورة". 
في غضون ذلك، تمنى الرئيس سعد الحريري على النواب في كتلة المستقبل وكل القيادات في تيار المستقبل تجنب زج اسم الرئيس الشهيد رفيق الحريري في اي سجال.
وفي زيارة لافتة، وصل وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف امس الى لبنان في زيارة هي الاولى بعد توقيع الاتفاق النووي، ليعلن لبنان بلدا للتعايش والمقاومة ومحاولا ابعاده عن التجاذب الحاصل في المنطقة، قائلا من السراي الحكومي بعد لقائه الرئيس سلام: "نحن نعتبر ونقول ان اليوم ليس يوم المنافسة والتنافس في لبنان، وان كان لا بد من التنافس فلا بد ان يكون لإعمار لبنان. والجميع في لبنان اليوم يعترفون بهذا البلد الذي هو نموذج للمُداراة وللتعايش وللمقاومة". وأضاف "ان الجمهورية الإسلامية الإيرانية تقف الى جانب الشعب اللبناني وتدعم مطالب هذا الشعب العظيم".