دقت ساعة الصفر العونية بالنزول الى الشارع مع تحديد نقاط التجمع، فقد دعا الجنرال ميشال عون اللبنانيين للتظاهر اليوم.
الامور تتجه الى التصعيد المتدحرج، وكل المؤشرات تؤكد ان لا عودة الى الوراء. عون رفع السقف، رغم كل الاتصالات والدعوات للتهدئة «كون البلد لا يحتمل هزات»، الا ان عون اصرّ على تكملة ما بدأه.
وفي المعلومات ان اجتماعاً امنياً حضره بعض رؤساء الاجهزة تحضيراً لنزول شباب التيار الوطني الحرّ سلمياً الى الشارع وإعطاء الاوامر للجيش للانتشار. وقد قال وزير الداخلية خلال الاجتماع: اتركوها عليّ عندي الفهود وسيكون عناصر الجيش وراءهم».
غداً، موعد جلسة الحكومة، وكل الاجواء تشير الى انها ستكون كسابقاتها، لا قرارات. والسؤال كيف سيتصرّف سلام والوزراء ازاء التحرك العوني؟ وهل سيكون ضمن البنود المطروحة على الطاولة؟
الشارع يغلي، والجميع بانتظار ما سيؤول اليه التحرك العوني، والى اين ذاهبة الاوضاع؟ وهل ستنجح المساعي للتهدئة؟
ـ عون ـ
ماذا قال عون بعد اجتماع تكتل التغيير والاصلاح؟
دعا رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون اللبنانيين الى التظاهر اليوم. وفي كلمة له من الرابية اعتبر العماد عون أنّ هناك حملة لتيئيس اللبنانيين و«الوضع سيصبح أسوأ يوما بعد يوم لكننا مناضلون ولسنا محبطين».
وفي كلمته قال عون أن البعض «يحاربوننا لاننا عملنا على تحجيم الاقطاع المالي والمذهبي ولاننا ادخلنا مفهوم المساءلة الى النظام السياسي»، واكد «نحن لا نمازح أحدا ولم نتحرك يوما لقضية شخصية، خيارنا الاساسي قانون انتخاب نسبي وهذا ما قلناه، لكن لان البلد يمر بأزمة قبلنا ان نعدل القانون في الانتخابات المقبلة»، متسائلا «لماذا يريدون أن يفرضوا انتخابات الرئاسة قبل الانتخابات النيابية وكيف ذلك؟»، موضحا ان «رئيس الجمهورية الجديد ينتخبه مجلس نيابي جديد»، مشددا على ان «كل هذه القضايا ليست مقبولة، وكفى تهربا من المسؤولية لأن أولادنا سيضيعون في المستقبل».
ورأى عون ان «الوضع يتدهور بسرعة ونحن لن نسكت، الدستور والقوانين أصبحت في مكب النفايات وهذا امر غير مقبول»، لافتا الى ان «بعض القوى مرتبطة بالخارج وبانتظار التعليمات، هم بانتظار أن يربحوا الحرب كي يتخلصوا منا غير أنهم لن يربحوا، لان من ربحوا هم معروفون ونحن في الخط الرابح»، موضحا انه «عندما نتكلم عن حقوق المسيحيين نتكلم عن حقوق المسيحيين الوطنية وحقوق الشعب اللبناني، فالمياه والكهرباء تعنيان جميع اللبنانيين».
وقال الجنرال عون «ان هناك فراغاً نيابياً قبل الفراغ الرئاسي ومن ينبغي أن ينتخب الرئيس الجديد هو البرلمان الجديد الذي ينتخبه الشعب».
وشدد عون على «اننا لا نتحدى باسم غيرنا بل باسمنا ونتحمل نتيجة هذا التحدي»، معتبرا ان قرار وزير الدفاع سمير مقبل بالتمديد للقادة الامنيين هو الذي ضرب مؤسسات الدولة والذي يضرب معنويات الجيش.
ـ نقاط التجمع للعونيين اليوم ـ
وحدد التيار الوطني الحر نقاطاً للتجمع من اجل المشاركة في التحرك الذي دعا اليه العماد ميشال عون اليوم وجاءت على الشكل التالي:
- سنتر ميرنا الشالوحي 5 ب.ظ.
- جبيل الحديقة العامة خلف مطعم كبار 4.30 بعد الظهر
- جونية -لا سيتيه 4.30 ب. ظ.
- مكتب قضاء بعبدا - 5 ب.ظ
- ساحة ساسين - 5.30 ب.ظ.
- مجمع بترونيات - 4.30 ب.ظ.
- مكتب المتن الشمالي - نهر الموت - 5 ب.ظ.
وعندما يعطي العماد عون الأمر بالتحرك سوف يتحرك حوالى 10 آلاف متظاهر لشل بيروت ومحاصرة السراي والإصطدام بالقوى الأمنية والعسكرية مع كل ما ينتج من ذلك وعند سقوط أول جريح من التيار سيعلن عون طلبه إستقالة قهوجي. أما الخطوة الثانية لتصعيد عون هو العصيان المدني والطلب من الناس عدم دفع فواتير الكهرباء وغيرها.
ـ اجتماع امني ـ
هذا وحصل اجتماع امني حضره وزير الدفاع سمير مقبل ووزير الداخلية نهاد المشنوق وقائد الجيش العماد جان قهوجي والمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص ونظروا في انذار العماد عون العماد قهوجي بعدم انزال الجيش من اجل تجنب الاصطدام بين المتظاهرين العونيين والجيش اللبناني. وقد تبنى وزير الداخلية نهاد المشنوق ان يأخذ الامر بصدره ويضع الفهود التابعين للامن الداخلي في الواجهة كي يصطدموا بالمتظاهرين العونيين ويكون الجيش بعيداً عن ساحة الاصطدام في الصف الثاني وجاء ذلك نتيجة انذار من العماد عون للعماد قهوجي قائلاً له : «اياك يا جان قهوجي ان تنزل الجيش».
وقد فعل فعله هذا الانذار كأنه الكلمة السحرية. لكن السؤال هل يستطيع وزير الداخلية ان يأخذ الامر بصدره ويقول اتركوها علي فعندي الفهود قادرون على الاصطدام بالعونيين.
ـ الرابية - عين التينة ـ
وفي ما خص العلاقة بين الرابية وعين التينة يبدو انها انقطعت تقريباً، وتحدثت معلومات عن ان وسطاء يقومون بمساع لفتح خط بين العماد ميشال عون والرئيس نبيه بري لرأب الصدع بين الرجلين وللوصول الى تسوية شاملة للازمات الحكومية والتشريعية والتعيينات الامنية، ولهذه الغاية اشارت المعلومات الى ان لقاء عقد بين وزيري المال علي حسن خليل والخارجية جبران باسيل.
ـ جنبلاط ـ
ويبدو ان النائب وليد جنبلاط ينأى بنفسه عن اي ردّ على الجنرال عون وتقول اوساط مقربة منه ان موقفه واضح في هذا الشأن ويدعو الى ضرورة مجاراة عون وعدم الذهاب الى قطع شعرة معاوية معه. واشارت المصادر الى انه يعمل وراء الكواليس لتدوير الزوايا مع الرؤوس الحامية في تيار المستقبل، معتبراً انه لا بد من التوصّل الى مخرج ما مع ميشال عون، وان عدم الاكتراث لمطالبه ليس في مصلحة البلد ومصلحة الحكومة.
وتؤكد المعلومات ان جنبلاط اتصل بنواب اللقاء الديموقراطي وقياديي الحزب ودعاهم الى عدم الردّ او انتقاد العماد عون تحت ايّ طائل.
واكدت اوساطه ان جنبلاط لن يدخل في ايّ اشكال مع عون، وانه سيحصر اهتماماته هذه الفترة بالنفايات دون الغوص في الاشكالات السياسية، اذ يرى جنبلاط في مجالسه ان المنطقة مقبلة على تحولات وتغيرات هائلة، وعليه ان الامور الداخلية مرتبطة بهذه التطورات واي دعسة ناقصة لاي طرف سياسي ستغرق البلد في خلافات ومتاهات ومزيد من الانقسام السياسي.
كذلك تقول اوساط جنبلاط انه على تواصل مع قيادة حزب الله بالتنسيق الميداني، ولهذه الغاية هو على تواصل دائم مع الحاج وفيق صفا، وانه يشدد على المسؤولين الحزبيين لدعوة المسؤولين في حزب الله لكل الاحتفالات والمناسبات الاشتراكية والدرزية والبلدية في الجبل والساحل.
ـ زوار بري ـ
ونقل زوار الرئيس بري عنه ان هناك مساعي واتصالات لايجاد مخارج للاعتراض من جانب العماد ميشال عون على قضية التعيينات العسكرية، مشيرة الى ان الاجواء غير مقفلة بهدف تعديل قانون الدفاع وفتح دورة استثنائية للمجلس واعادة العمل لمجلس الوزراء. اضافت ان مساعي اللواء عباس ابراهيم لم تنته، وهو ما زال يتحرك بهدف الخروج من المأزق الراهن.
كما نقل الزوار عن بري ان ما يحصل في المنطقة من اتصالات وبداية تفاهمات لا بد ان ينعكس ايجاباً على الملف الرئاسي.
ـ اتصالات للحريري ـ
وعلم ان مشاورات جرت بين الرئيس سعد الحريري وقيادات في قوى 14 آذار ونواب كتلته لتدارس الوضع على ضوء دعوة العماد عون الى التظاهر اليوم، وعليه اشار قيادي في تيار المستقبل الى ان الحريري دعا الى ضرورة عدم الانغماس والردود على هذه المواقف وبالتالي تجنب اي صدام في الشارع لان المرحلة دقيقة.
ويقول القيادي ان توجهات الحريري تقتضي التهدئة وانه على تواصل بعيدا عن الاضواء مع الرئيس نبيه بري من اجل التنسيق وتجنيب البلد اي خضات او اهتزازات امنية. كما ان الاتصالات مفتوحة مع النائب وليد جنبلاط.
ـ مصادر وزارية: جلسة الغد كسابقاتها ولا ضرورة للتصعيد ـ
وعشية جلسة مجلس الوزراء يوم غد رأت مصادر وزارية ان الجلسة ستكون مفتوحة امام النقاشات حول المواضيع الراهنة بما في ذلك ما يتعلق بالتمديد للقيادات العسكرية.
وقالت ان من حق وزراء التيار الوطني الحرّ واي مكوّن آخر في الحكومة ابداء اعتراضهم على قرار التمديد، واعطاء رأيهم حيال ما حصل، لكن ليس من الضروري ان تذهب النقاشات نحو التصعيد وتفجير الوضع الحكومي.
واعتبرت المصادر ان الحديث عن تعديل قانون الدفاع بهدف تأخير سن التقاعد لعدد من الضباط اصبح من الماضي بعد التمديد للقيادات العسكرية، فالمؤسسة العسكرية ليست مكاناً للتجارب ولا يجوز التعرض لدورها ومكانتها.
وحول آلية عمل الحكومة قالت المصادر ننتظر ما هو الجديد لدى رئيس الحكومة، وفي ضوء ذلك يصار الى مقاربة الامور وبالتالي نبني على الشيء مقتضاه.
ـ جمعية المصارف تضغط «للتشريع» ـ
على صعيد آخر شدد وفد جمعية المصارف برئاسة جوزف طربيه في خلال لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري، على اهمية ان يعاود المجلس النيابي عمله التشريعي، ويسرع في اصدار عدد من القوانين المالية المطلوبة دوليا، وفي مقدمها التعديلات المقترحة على القانون الرقم 318، وقانون تبادل المعلومات الضريبية، وقانون نقل الاموال عبر الحدود، نظرا الى ما تؤمنه هذه القوانين من تسهيل وتيسير لتعاملات لبنان مع الاسواق والمصارف الدولية، وما تخلفه من اثر ايجابي على مكانة لبنان المالية.
وقد شدد بري على دور المصارف في صون استقرار البلد لا سيما في هذه المرحلة العصيبة والدقيقة من تاريخ لبنان والمنطقة واعلن انه سيواصل مساعيه لدى مختلف القوى السياسية من اجل فتح دورة استثنائية لاقرار هذه المشاريع.