في وقت سعت الدولة اللبنانية إلى استقباله استقبالاً مؤسساتياً رسمياً كما يليق بالعلاقات الندية والودية المفترضة بين الدول، أبت دويلة «حزب الله» أمس إلا أن تستقبل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على طريقتها الميليشيوية المتفلّتة من عقال الشرعية عبر توجيهها بالتزامن مع الزيارة رسالة مسلّحة «خاطفة» توثّق بكل وقاحة الواقع المزري الذي بلغته سطوة قطّاع الطرق المحميين من الحزب المدعوم من طهران على حساب الدولة في لبنان. وإذا كانت دويلة «حزب الله» قد نجحت في «خطف» وحجب بعض من الأضواء الإعلامية عن اليوم الأول للزائر الإيراني في بيروت ولم تتأخر في الوقت عينه عن ترجمة «الحماية» العونية المنشودة للمسيحيين بأخسّ الصور المهينة لرأس الكنيسة المارونية، تولّى الحليف الاستراتيجي لـ«حزب الله» النائب ميشال عون بدوره مهمة توجيه «رسالة» أخرى تهويلية تقويضية للاستقرار الداخلي من خلال دعوة مناصريه إلى التظاهر في الشارع ضد الحكومة بالتزامن مع اليوم الثاني لزيارة ظريف الذي يصدف أنه سيكون يوماً جديداً من أيام المقاطعة «المجيدة» لجلسات انتخاب رئيس الجمهورية من قبل نواب الحزب وعون. أما عن رسالة وزير الخارجية الإيراني التي حملها إلى اللبنانيين تحت عنوان دعم الاستقرار في البلد مثمّناً من السرايا الحكومية دور رئيس مجلس الوزراء تمام سلام «الذي أدى إلى مزيد من الهدوء والاستقرار والأمن»، فحبذا لو يلقيها في صندوق بريد حلفائه الذين لا يتوانون عن ممارسة كل أساليب قضم الدولة وتقويض استقرارها أمنياً ومؤسساتياً.
رسالة «خاطفة» للبطريرك
إذاً، ضربت دويلة «حزب الله» مجدداً أمس في البقاع الشمالي مستهدفةً هذه المرة موفد البطريرك بشارة بطرس الراعي، المطران خليل علوان الذي وقع أثناء توجّهه إلى منطقة دير الأحمر لتهنئة راعي أبرشيتها المنتخب المطران حنا رحمة في مكمن أحد «دواعش» الخطف في المنطقة المدعو محمد جعفر مهدداً إياه «بخطف عشرين مسيحياً وإشعال فتنة مسيحية - شيعية» ما لم يبادر الراعي إلى الضغط على الدولة للإفراج عن زوجته الموقوفة على خلفية قضية خطف مارك الحاج موسى، وفق ما أوضح المطران رحمة في إطلالة مسائية ساخطة عبر شاشة «المؤسسة اللبنانية للإرسال» أبدى فيها غضباً عارماً مما آلت إليه الأوضاع في البقاع لا سيما وأنّ جعفر ومَن معه مِن قطّاع الطرق تصرفوا بشكل بربري و»شهروا أسلحتهم على مطران يعلمون أنه ذو مكانة رفيعة في الكنيسة» متسائلاً عما إذا كانوا يظنون أنفسهم يقاتلون «في تل أبيب» ومنتقداً في المقابل تقصير الدولة في تحملّ مسؤولياتها وقمع هؤلاء حتى باتوا يكسرون هيبة الجيش ويظهرون بسلاحهم الكامل على الطرق من دون أي رادع.
وكان جعفر الذي كمن صباحاً لعنصر في قوى الأمن الداخلي وحمّله رسالة أيضاً إلى الأجهزة الرسمية تطالب بإطلاق سراح زوجته وأخيه، قد اعترض في وقت لاحق مع مسلحين آخرين يستقلون 3 سيارات موكب المطران علوان والأب إيلي نصر في بلدة بوادي، بشكل رأى فيه رحمة في حديث للوكالة الوطنية للإعلام أنه يجسّد «عيش اللبنانيين تحت رحمة عصابات تستبيح كل الشوارع وكأنه لا وجود للدولة ولا للجيش»، وأردف: «الفلتان بلغ ذروته والكيل طفح»، موضحاً أنّ جعفر ومن معه طوّقوا سيارات موفد بكركي ونزلوا «بسلاحهم الكامل وبعنف ليقولوا للمطران: أنت قادم من قبل البطريرك، ويهمنا أن تقول له أن يحكي للجميع أنه ممنوع توقيف زوجة محمد درّه. وأضاف: أنا محمد درّه وهذا هاتفي، أنقلوا رسالتي إلى المعنيين وإذا كانوا قبضايات فليواجهوني».
إثر ذلك، أوضح البيان الإعلامي الخاص بتغطية نشاطات البطريرك الراعي أنه «التقى المطران علوان والأب نصر على مدى نصف ساعة واستمع منهما إلى ما حصل معهما خلال انتقالهما من البقاع إلى الديمان وتعرضهما للتهديد بالخطف من قبل محمد جعفر وعدد من المسلحين. وخلال اللقاء، تلقى الراعي اتصالاً هاتفياً من قائد الجيش العماد جان قهوجي الذي اطلع من البطريرك على ما حصل مع علوان ونصر على طريق دير الأحمر».
حماية.. لا احتكاك
على صعيد أمني آخر، وبُعيد دعوة رئيس «التيار الوطني الحر» مناصريه إلى التظاهر اليوم من دون أن يحدد وجهة التحرك والمدى الذي سيبلغه واكتفى بإعادة تحذير قائد الجيش العماد جان قهوجي من مغبة إعطاء الأمر لتنفيذ انتشار عسكري في الأمكنة التي يتظاهر فيها العونيون قائلاً: «إنتبهوا التحذير لا زال سارياً من قبلي» في إشارة إلى تحذير «إياك يا جان قهوجي» الذي أطلقه نهاية الأسبوع الفائت، أكدت مصادر قريبة من المؤسسة العسكرية لـ«المستقبل» أنّ وحدات الجيش ستتولى مهمة «حماية المؤسسات مع تجنّب أي احتكاكات مع المواطنين»، مؤكدةً في هذا السياق وجود «تعاون عسكري مع قوى الأمن الداخلي لحفظ الأمن والاستقرار» بحيث سيكون هناك «تكامل في الأدوار والمهمات على الأرض».
المستقبل : عون إلى التظاهر اليوم.. والجيش «يحمي المؤسسات ويتجنّب الاحتكاكات» دويلة «حزب الله» تستقبل ظريف برسالة «خاطفة»
المستقبل : عون إلى التظاهر اليوم.. والجيش «يحمي المؤسسات...لبنان الجديد
NewLebanon
|
عدد القراء:
1358
مقالات ذات صلة
الجمهورية : السلطة تحاول التقاط أنفاسها... والموازنة تفقدها...
الاخبار : السفير الروسي: الأميركيّون يهيّئون لفوضى في...
اللواء : باسيل يتوعَّد السياسيِّين.. ورعد...
الجمهورية : مجلس الوزراء للموازنة اليوم وللتعيينات غداً.....
الاخبار : الحريري بدأ جولة...
اللواء : هل يستجيب عون لطلب تأجيل جلسة المادة...
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro