على وقع دويّ قذائف تشييع مقاتليه التي سقط 2 منها مساءً في بتدعي بلدة الشهيدين فخري اللذين قضيا برصاص لصوص محظيين بـ«حمايته» البقاعية، تلقّف «حزب الله» أمس دعوة رئيس «التيار الوطني الحر» النائب ميشال عون المسيحيين إلى تسليم وتلزيم حمايتهم للحزب بجملة تصريحات مناقضة في جوهرها لرفض البطريركية المارونية «أي حماية» خارج إطار الدولة ومؤسساتها الشرعية، جددت مطالبة اللبنانيين عموماً والمسيحيين خصوصاً بحمد «حزب الله» على نعمه التي أنعم بها عليهم وحالت دون ملاقاتهم مصير «نينوى» كما قال الوزير حسين الحاج حسن، والتي لولاها لكانت «زحلة» سقطت بيد «التكفيريين» وفق النائب نواف الموسوي، «ولما بقي وطن» بحسب النائب حسن فضل الله. في وقت تصاعدت نبرة الامتعاض المسيحي الوطني من اعتبار وجود المسيحيين في لبنان «منّة» من الحزب وهو ما عبّر عنه أمس رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» النائب سامي الجميّل مبدياً استغرابه «أن يصدر كلام خطر كهذا عن قائد سابق للجيش فيه إهانة للجيش وللمسيحيين». أما على مستوى مستجدات الأزمة المؤسساتية، فقد كشفت مصادر «التغيير والإصلاح» لـ«المستقبل» أنّه في حال عدم نجاح الصفقة التي تسعى «الرابية» إلى عقدها ربطاً بملف التعيينات العسكرية فإنّ الاتجاه العوني هو نحو إطلاق شرارة تحركات ميدانية متدرّجة تبلغ ذروتها بالدعوة إلى «عصيان مدني» في مواجهة الدولة، متوقعةً أن تلاقي هذه الدعوة «تجاوباً شعبياً كبيراً من المواطنين» في ظل الأزمات الحياتية المتفاقمة.وأوضحت المصادر أنّ عون لا يزال ينتظر «نتائج الاتصالات حول تعديل قانون الدفاع (لرفع سنّ تقاعد الضباط) فإذا نجحت كان به وإلا فإنه سيعطي إشارة البدء بالتصعيد بدءاً من تنظيم تحرّك شعبي ميداني يشمل مسيرات سيّارة وتظاهرات واعتصامات»، واضعةً هذا «التحرك التصاعدي المتدرّج وصولاً إلى الدعوة للعصيان» في إطار توجيه رسالة مفادها أنّه «من غير الممكن الاستفراد بالجنرال ولا تحجيمه ولا كسره». وعن التوجّه العوني في جلسة مجلس الوزراء الخميس، اكتفت مصادر «التغيير والإصلاح» بالقول: «الموقف في الحكومة مرتبط أيضاً بنتائج الاتصالات الجارية».

ظريف في لبنان

وعصر اليوم يصل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى بيروت آتياً من دمشق، فيجتمع مساءً مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، بينما يلتقي رئيس الحكومة تمام سلام عند الثانية عشرة من ظهر الغد يليه وزير الخارجية جبران باسيل، فضلاً بطبيعة الحال عن اللقاء الذي سيجمعه بالأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله، على أن يعقد مؤتمراً صحافياً يستعرض فيه أجواء زيارته اللبنانية معطوفة على التطورات الإقليمية في المنطقة، قبل أن يغادر إلى تركيا. وعشية الزيارة، لفتت مصادر ديبلوماسية إلى أنّ ظريف «سيطلع المسؤولين اللبنانيين على قراءة طهران للاتفاق النووي المبرم في فيينا مع الدول الكبرى والانعكاسات المرتقبة له، كما سيتناول البحث مستجدات الأوضاع في سوريا والمنطقة ككل، بالإضافة إلى تناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين».

ورداً على سؤال، أكدت المصادر الديبلوماسية لـ«المستقبل» أنّ زيارة ظريف ستشكل عملياً فرصة «لاختبار توجهات إيران و«المفاعل» الرئاسي لاتفاقها النووي»، موضحةً أنه «سوف يتكشّف من خلال المحادثات التي سيجريها في بيروت ما إذا كان ثمة توجه إيراني جديد حيال الاستحقاقات الدستورية وأبرزها الاستحقاق الرئاسي خصوصاً في ضوء التحركات الفرنسية والأوروبية الأخيرة التي طالبت طهران بتسهيل عملية إنهاء الشغور في موقع رئاسة الجمهورية اللبنانية». وأردفت المصادر قائلةً: «بمعنى آخر سيتبيّن من أجواء ونتائج محادثات ظريف ما إذا كانت إيران لا تزال تفضّل إبقاء الستاتيكو الحاصل في لبنان أم أنّ هناك تغيراً ما في الموقف الإيراني إزاء الوضع اللبناني».

الجميّل

وكان النائب الجميّل قد اختصر الأزمة الرئاسية في البلد بتحديد الجهة المسببة لها محلياً، فقال إثر ترؤسه اجتماع المكتب السياسي الكتائبي: «النواب الذين يعطلون انتخاب الرئيس هم 40 ويتحملون مسؤولية مباشرة عن الشلل في الدولة»، مشدداً على أن «منطق «أنا أو لا أحد» الذي فرض نفسه على الاستحقاق سنة و4 أشهر لا يمكن أن يوصل إلى مكان (...) ويجب أن يكون هناك وضوح في الأمر لكل المرشحين، أي مرشح ينتمي إلى محور إقليمي لن يصل إلى الرئاسة».





تستحكم أزمة النفايات بالمشهد العام للبلد، على وقع تحركات متنقلة تشهدها بعض المناطق وما يتخللها من قطع طرق، كما حصل في منطقة بعبدا أمس، احتجاجاً على تراكم النفايات، فيما تبرز دعوة وزير البيئة محمد المشنوق، إلى ضرورة مساهمة البلديات في تشجيع المواطنين على الفرز في المنازل بانتظار بلورة صيغة حل جذرية للأزمة.