اعتبرت إيران أن الاتفاق النووي الذي أبرمته مع الدول الست، أتاح لها «تحقيق نصر على الغرب ومجلس الأمن» في قضية تخصيب اليورانيوم، مشيرة إلى أنه يفرض «قيوداً ظاهرية» على نشاطاتها في هذا الصدد.
في الوقت ذاته، رجّح الرئيس الأميركي باراك أوباما أن يرسي الاتفاق علاقات بنّاءة مع إيران، تساهم في تسوية أزمات في الشرق الأوسط، مثل الحرب السورية. وحض الرياض وطهران على تجاوز خلافاتهما والتصدي لخطر تنظيم «داعش» و»انهيار» سورية أو اليمن.
وكرّر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن الاتفاق النووي «لا يفرض قيوداً على البرنامجين الصاروخي والنووي» لبلاده. وأضاف خلال ندوة عن الاتفاق شارك فيها نائبه عباس عراقجي ورئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي، أن الاتفاق هو «نصّ متوازن»، وزاد: «لم نحصل على كل مطالبنا، وكذلك الطرف الآخر». وتابع: «ستستمر قدراتنا الدفاعية من دون قيود، كما سيستمر دعمنا التسليحي لحلفائنا في المنطقة، والتي لولاها لربما كانت عواصم كثيرة تحت سيطرة داعش الآن».
وتحدث عراقجي عن «اتفاق متوازن، لأن كل طرف حقق مراده»، مضيفاً: «أهنئ نفسي به، وسأدافع عنه بكل وجودي». وتابع: «الأهم هو أن كلمتنا هي التي تحققت بعد 12 سنة من النزاع النووي، وانتصرنا على الغرب ومجلس الأمن في شأن قضية تخصيب اليورانيوم». واعتبر أن «تأثير إيران في مستقبل المنطقة» يدخل «ضمن مكاسب الاتفاق» النووي.
وحض صالحي الإيرانيين على «الوثوق بمراعاة الخطوط الحمر في اتفاق فيينا»، لافتاً إلى أنه «يستند إلى فرض قيود ظاهرية علينا، لكن الواقع ليس كذلك، اذ سنواصل طريقنا لأننا لن ننحرف عن برنامجنا النووي السلمي».
في غضون ذلك، كرّر أوباما أن رفض الكونغرس المصادقة على الاتفاق مع إيران سيقوّض صدقية الولايات المتحدة في العالم. وعلّق في حديث لشبكة «سي أن أن»، على تغريدة نشرها حساب مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي على موقع «تويتر»، أظهرت ما يبدو أنه ظل للرئيس الأميركي يوجّه مسدساً إلى رأسه، مرجّحاً أن يكون رداً على قوله إن الولايات المتحدة قادرة على تدمير جزء ضخم من البنية التحتية العسكرية الإيرانية. وزاد: «القوى العظمى لا تردّ على تهكم، بل تركّز على ما نحتاج فعله من أجل الحفاظ على أمننا القومي والأمن القومي لحلفائنا وأصدقائنا».
واعتبر أن تسوية الملف النووي الإيراني تتيح مناقشة مسائل أخرى شائكة مع طهران، قائلاً: «إذا كان هناك احتمال، بعد المحادثات حول هذه المسألة الضيقة، بإطلاق نقاشات أوسع حول سورية، مثلاً، وقدرة جميع الأطراف المعنيين على محاولة التوصل إلى عملية انتقالية سياسية تحافظ على البلاد ولا تعزّز توسّع داعش وتنظيمات إرهابية أخرى. أعتقد بأن ذلك ممكن، ولكن ليس فوراً».
وزاد أوباما: «أعتقد بأنه ممكن تصوّر أن المملكة العربية السعودية وإيران، في مرحلة ما، ستبدآن إدراك أن عدوهما هو الفوضى، بمقدار أي شيء آخر. وما يمثّله داعش وانهيار سورية أو اليمن أو (دول) أخرى، هو أخطر بكثير من كل الخصومات التي قد تكون موجودة بين الدولتين».
إلى ذلك، وجّه حوالى 30 من أبرز العلماء النوويين الأميركيين، رسالة إلى أوباما اعتبرت أن الاتفاق مع طهران «سيدفع قضية السلام والأمن في الشرق الأوسط».
وأفادت وكالة «رويترز» بأن الاتفاق سيؤدي إلى رفع العقوبات المفروضة على «الحرس الثوري» الإيراني وعشرات من الشركات المرتبطة به، إضافة إلى حوالى 90 قيادياً، حاليين وسابقين.
وأوردت وسائل إعلام إيرانية أن فرقاطتين روسيتين رستا شمال إيران، حيث ستنظمان «تمريناً عسكرياً مشتركاً مع وحدات من البحرية الإيرانية».