متزامناً مع محاولة محمد جواد ظريف لرأب الصدع وإنتهاجه سياسة الجار قبل الدار مع السعودية والجيران العرب الجنوبيين في منطقة الخليج وشغل الحرس الثوري متمثلاً بالجنرال قاسم سليماني الدبلوماسية العسكرية في العلاقة مع الجارة الشمالية روسيا.
أفادت وكالة أنباء رويترز نقلاً عن مصادر أمنية واستخباراتية أميركية بأنّ الجنرال سليماني زار روسيا بالرغم من أنّه محظور من الدخول إلى بلدان الأعضاء في الأمم المتحدة وفق قرار مجلس الأمن منذ 2007.
نقلت رويترز يوم الجمعة عن موقع فاكس نيوز ادعاءه بأنّ سليماني وصل يوم الثلاثاء الماضي إلى موسكو والتقى بالرئيس فلاديمير بوتين ووزير الدفاع سيرغي شويغو، وبعد ثلاثة أيام غادر موسكو.
وقال مصدر دبلوماسي إيراني فضل عدم الكشف عن هويته لوكالة رويترز إنّ قاسم سليماني زار موسكو في منتصف الشهر الماضي، للبحث مع السلطات الروسية بشأن القضايا الإقليمية وتسليم منظومة الدفاع الصاروخية أس 300.
وقال مصدر أميركي رفيع المستوى إنّ قاسم سليماني لم يُرفع عنه حظر السفر إلى الخارج بالرغم من اتفاق فيينا النووي، وأنّ العقوبات ضد سليماني باقية ونحن ننفذ العقوبات بحقه وفيلق القدس وجميع الشبكات المرتبطة به.
وفي المقلب الروسي صرح ديبلوماسيان روسيان بأنّهما لم يتمكنا من نفي أو تأييد تواجد قاسم سليماني في الأراضي الروسية ، أما السلطات في وزارة الدفاع الروسية فقد رفضت التحدث حول الموضوع بتاتاً.
فيما يتعلق بتسليم منظومة الدفاع الصاروخية أس 300 قبلت روسيا أخيراً وبعد الإتفاق النووي بإعادة بناءها لتسليمها لإيران ، بعدما رفضت تسليمها في 2011 بأمر رئاسي من قبل مدفيديف ، وكانت روسيا شديد الحرص على الرفع الفوري لجميع العقوبات العسكرية بما فيها الباليستية عن إيران خلال المفاوضات النووي الأخيرة في فيينا ، لسمح سوابقهم غير الودية عن ذاكرة الإيرانيين. ربما تُفسّر زيارة سليماني لموسكو، تقديراً ضمنياً عن مواقف الروس في المفاوضات النووية، بالرغم من أنّ رفع العقوبات العسكرية عن إيران سيكون لصالح الروس الذين يطمحون لعقد صفقات عسكرية مع جارتهم الجنوبية إيران.