تترقّب الأوساط السياسية ما سيعلنه رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون اليوم عقب اجتماع استثنائي للتكتل في الرابية، تتقرر خلاله الخطوات التي سيعتمدها رداً على قرارات تأجيل تسريح القادة العسكريين مدة سنة التي أصدرها وزير الدفاع سمير مقبل قبل يومين.
وبدا واضحاً غداة صدور قرارات التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي ورئيس الاركان اللواء وليد سلمان والامين العام للمجلس الاعلى للدفاع اللواء محمد خير، ان هذه الخطوة لا تكتسب ابعاداً داخلية فقط، وإنما جاءت متناسقة مع مناخ دولي واقليمي مرن (إن لم يكن مؤيداً) حيال كل ما من شأنه الحفاظ على استقرار المؤسسات العسكرية والامنية في لبنان وتجنيبها أي هزات متأثرة بالصراع السياسي الداخلي. وتمثل هذا المناخ في ما أعلنته المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ أمس، عقب زيارتيها لرئيس الوزراء تمام سلام ووزير الدفاع، اذ تمنت ان "يساهم تأجيل تسريح مناصب أمنية عليا في الحفاظ على الاستقرار في لبنان في هذه الاوقات الحرجة، وان يعني هذا التأجيل وجود استمرارية في المراكز القيادية في الجيش اللبناني، لما للأمر من أهمية كبرى بالنسبة الى لبنان في هذا الوقت العصيب". وشدّدت أيضاً على أهمية استمرار تقديم الدعم للجيش، قائلة ان "القيادة والاستمرارية وتأمين الدعم كلها ضرورية بالنسبة الى لبنان".
أبلغت مصادر وزارية "النهار" أن الأجواء المحيطة بملف التمديد للقادة العسكريين تشير الى أنه بات من الماضي. أما الاعتراض عليه، فقد انتقل من مستوى المعارضة الى مستوى التصعيد المحدود".
عون: تصعيد وتفاوض؟
في المقابل، أفادت مصادر في "التيار الوطني الحر" ان العماد عون عقد امس اجتماعاً مع مسؤولي المناطق ومنسقي الأقضية في "التيار" استعداداً للتحرك الشعبي رفضاً للواقع السياسي ولتأجيل تسريح للقادة العسكريين. وبدأت الماكينة العونية التحضير للساعة الصفر التي يحددها عون، ومن المتوقع أن يبدأ التحرك الأربعاء المقبل عشية انعقاد جلسة مجلس الوزراء الخميس.
وأوضحت المصادر العونية، ان موقف "التكتل" سيعلنه العماد عون ظهر اليوم بعد الاجتماع الاستثنائي الذي يعقده "التكتل" في العاشرة صباحاً، إذ سيوجّه كلمة الى الجمهور العوني خصوصاً واللبنانيين عموماً، يعدّد فيه كل المسائل التي تحتم التحرّك من اجتماعية وسياسية ووطنية.
وأضافت ان أياماً قليلة تفصل بين المواجهة المفتوحة او إنعاش المبادرة التي قام بها المدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم. "وإذا ما تم وأد هذه المبادرة ستكون مواجهة الانقلاب الذي قامت به السلطة العامة، بدءاً من الشارع ووصولا الى العصيان في كل المؤسسات حيث للتيار وجود". وشدّدت على انها من "المرات القليلة التي تنقلب فيها السلطة العامة اي الحكومة على القوانين والميثاق والدستور، وعلى الشعب ان يثور لوقف الانقلاب وعدم التمادي فيه".
وبثّت قناة "او تي في" الناطقة باسم "التيار الوطني الحر" مساء أمس ان "المساعي لإيجاد حل شامل لملف التعيينات الامنية لا تزال مستمرة على رغم تعنت الفريق الآخر في موقفه"، وقالت ان "اقتراح التيار الوطني الحر يدور حول محاولة اقرار مشروع قانون تعديل قانون الدفاع وتمديد سن التقاعد ثلاث سنوات لجميع الضباط من كل الرتب"، مشيرة الى ان "التعديل لن يشمل سن التقاعد فقط بل يرفع المهل الزمنية الفاصلة بين رتبة واخرى".
واعتبرت ان "هذا الاقتراح يؤدي الى ترشيق المؤسسة العسكرية، وخفض التكاليف المالية لا زيادتها، كما يؤمّن حل الأزمة الراهنة من خلال قوننة الخرق الذي أحدثه وزير الدفاع سمير مقبل، ويسحب القضية عن طاولة مجلس الوزراء، ويفتح أبواب مجلس النواب ضمن دورة استثنائية".
الراعي في البقاع
في غضون ذلك، افتتح البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي جولته البقاعية أمس من بوابة المريجات بالتشديد تكراراً على انتخاب رئيس للجمهورية، مؤكداً انه "كما لا يمكن ان يعيش جسم من دون رأس لا يمكن ان يعيش بلد من دون رأس وكلنا يعلم ان مجلس النواب معطل وغير قادر على الاجتماع ونرى ان الحكومة نفسها صارت مهددة بالتعطيل". وشملت جولته في يومها الاول بلدات عدة في البقاع الاوسط وسط حفاوة واسعة به وعقد لقاء موسع في استقباله في منزل مفتي زحلة والبقاع الغربي الشيخ خليل الميس شدد خلاله البطريرك على اعتبار البقاع صورة عن لبنان، وقال: "رسالتنا في لبنان ان نكون جامعين وبمقدار ما نعيش معا هذه الوحدة الوطنية نساهم في اخراج العالم العربي من مأساته الحالية".
فض عروض
على صعيد آخر، فضّت أمس اللجنة المكلفة الاشراف على المناقصات الخاصة بمعالجة النفايات الصلبة في المناطق اللبنانية عروض المناقصة الخاصة بمنطقة بيروت وضاحيتيها، وأعلن وزير البيئة محمد المشنوق قبول ثلاثة منها، فيما رفضت رابعة لعدم اكتمال ملفاتها التقنية وعدم وجود كفالة مصرفية. وقال ان اللجنة ستدرس العروض يومين او ثلاثة "وآمل ان نقدم للناس الصورة في شكلها النهائي الاسبوع المقبل".
ومساء، أفاد وزير البيئة أنه "بحسب غرفة العمليات، تلقت شركة سوكلين دعوات من 68 بلدية لرفع النفايات وجمعها ووضعها في أماكن خاصة اختارتها البلديات المذكورة كي لا تبقى النفايات منتشرة في كل الشوارع".
ودعا المشنوق "باقي البلديات الى الاقتداء بخطوة البلديات الـ 68 وايجاد أماكن لتجميع النفايات حرصاً على عدم انتشار التلوث".
بينما أعلن وزير الاتصالات بطرس حرب أسماء الشركات التي طلبت المشاركة في المناقصة العالمية لادارة شبكتي الخليوي والتي تقدّمت بالمستندات المطلوبة، وهي ست شركات بريطانية وفرنسية والمانية وماليزية وتركية وكويتية. ورفض طلب شركة "أوراسكوم" المشغّلة لشبكة "ألفا" حالياً.