ترسَّخَ قرار التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي لتدخلَ معه البلاد مرحلةً سياسية جديدة محصَّنة باستقرار أمني لن تعكّره الخلافات بين الأفرقاء السياسيين، وستشكّل معبراً إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية، يتوقّعه البعض في الخريف المقبل، بعد أن تكون انتهَت المرحلة الانتقالية التي أنتجَها الاتفاق النووي بين إيران والدوَل الغربية، ويفترض أن تتركّز بعدها الاهتمامات بالأزمات الإقليمية ومنها الأزمة اللبنانية.
مرَّ استحقاق التمديد لقائد الجيش ورئيس الأركان ورئيس المجلس الأعلى للدفاع بهدوء، ويُنتظر أن تنصَبّ الاهتمامات في قابل الأيام على معالجة القضايا الخلافية، وفي مقدّمها آليّة اتّخاذ القرارات في مجلس الوزراء، بغَضّ النظر عمّا لوّحَ به البعض من ردّات فعل على موضوع التعيينات العسكرية والأمنية، عِلماً أنّ هناك قراراً سياسياً أعطِي للقوى العسكرية والأمنية بضرورة التصَدّي لأيّ محاولة شغَب أو إخلال بالأمن.
وعلمَت «الجمهورية» أنّ عدداً من سفراء الدول الكبرى، لا سيّما منهم السفيرين الاميركي ديفيد هيل والروسي ألكسندر زاسبيكين، توَلّوا إيصال الرسائل الضرورية لعدد من القيادات السياسية، بضرورة احترام الاستقرار القائم وعدم توريط البلاد في أيّ مغامرة لا تُعرَف تداعياتها.