سارع المسؤولون الإيرانيون للإستفادة من الأجواء الإيجابية التي سادت في المنطقة والعالم بعد الإتفاق الدولي حول الملف النووي الإيراني، وبدأ المسؤولون الإيرانيون بتوجيه الرسائل الإيجابية لقادة الدول العربية والإسلامية وإطلاق عدد من المبادرات لحل الأزمات السياسية في المنطقة وخصوصاً ازمتي سوريا واليمن، والقيام بسلسلة زيارات لدول المنطقة لشرح أبعاد الإتفاق ودلالاته مع الحرص على طمأنة الحلفاء والأصدقاء بأنّ إيران لن تتخلى عنهم .
فماذا تحمل الرسائل والمبادرات الإيرانية الإيجابية؟
وهل سيجد الإيرانيون من سيلاقيهم في تحركاتهم للوصول إلى حلول سريعة للأزمات القائمة؟.
فلقد كان ملفتاً ذلك التحرك الإيراني السريع عبر سلسلة المواقف والرسائل والمبادرات ومنها المواقف التي أطلقها قائد الجمهورية الإسلامية الإيرانية السيد علي خامنئي بعد توقيع الإتفاق النووي بأنّ إيران لن تتخلى عن أصدقائها وحلفائها في المنطقة .
ومن ثمّ تلك الرسالة المميزة التي وجهها وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف إلى الدول العربية والإسلامية وفي مقدمتها السعودية وذلك عبر المقال الذي كتبه في جريدة السفير اللبنانية تحت عنوان : " الجار للجار وقبل الدار" ، وتضمن أفكاراً واقتراحات مهمة للتعاون الإقليمي وتزامن ذلك مع المواقف التي أطلقها الرئيس الايراني الدكتور الشيخ حسن روحاني لطمأنة دول المنطقة ، وقيام الوزير ظريف بزيارة بعض هذه الدول ومنّ ثم استقبال وزير الخارجية السوري وليد المعلم ومندوب الرئيس الروسي ميخائيل بوغدانوف وإطلاق مبادرة إيرانية حول الوضع السوري ، وفي الوقت نفسه بدأنا نشهد تطورات ميدانية مهمة في اليمن قد تؤدي إلى توازن ميداني وإعلان قائد الحركة الحوثية عبد الملك الحوثي الإستعداد للقبول بالحل السياسي ، و ورود معلومات عن احتمال قيام وفد من الحركة الحوثية بزيارة السعودية للإتفاق على الحل السياسي ، وكذلك نشر أنباء عن احتمال عقد لقاء سوري – سعودي – إيراني في مسقط ، بدعم أميركي – روسي ، للبحث في الوضع السوري .
والأنباء التي انتشرت عن قيام مسؤول المخابرات السوري علي المملوك بزيارة السعودية واللقاء مع ولي ولي العهد محمد بن سلمان مع احتمال قيام سلمان بزيارة روسيا واللقاءات التي جرت في الدوحة بين مسؤولين أميركيين وروس وخليجيين .
إذاً ، نحن أمام حراك ايراني مكثف وهناك رسائل إيرانية ايجابية بهدف طمأنة دول المنطقة والاستعداد للتعاون مع هذه الدول وكل ذلك يتطلب من هذه الدول وكافة الأفرقاء التجاوب مع الرسائل والمبادرات الإيرانية لأنّ هذا هو الحل الوحيد لحل الأزمات في المنطقة .
فنحن اليوم أمام فرصة إيجابية وعلينا الإستفادة منها بأقصى سرعة ممكنة لأنّ ذلك يخدم مصالح دول المنطقة وشعوبها .