بعد الإعتراف بموت زعيمها السابق أمير المؤمنين ملا عمر بايعت حركة طالبان الأفغانية ملا محمد أختر منصور كخليفة للزعيم السابق وأمير جديد للمؤمنين في إمارة أفغانستان الإسلامية .
وخلال بيان نشرته الحركة بعد يوم من الإعتراف بموت زعيمها السابق الذي يكتنف الغموض أجواءه وتفاصيله أعلنت حركة طالبان عن مبايعة مجلس القيادة للحركة وجماعة من العلماء الأمير الجديد، الذي كان من أكثر المقربين للزعيم السابق ملا محمد عمر .
وكان أمير المؤمنين الطازج، محل ثقة ملا عمر ومسؤول القسم التنفيذي في الحركة طيلة سنوات بعد الغزو الاميركي لأفغانستان في العام 2001 كما كان يشغل منصب وزير النقل الجوي خلال حكم طالبان منذ 1997 حتى سقوط طالبان، وتمّ تعيينه من قبل ملا عمر ما يسمى بوال لولاية قندهار .
تقول مصادر مطلعة بأنّ الأمير الجديد للحركة مقرب من باكستان التي أعلنت خلال أيام ماضية خبر موت ملا محمد عمر وادعت بأنّه توفي قبل عامين في كراتشي إثر مرض اصيب به .
ولكن يبدو أنّ الإستخبارات الباكستانية قامت بتصفية ملا محمد عمر لتعبيد الطريق لولاية ملا اختر منصور، إذ أنّ باكستان تشجع على التفاوض والتطبيع بين طالبان والحكومة الأفغانية .
ويأتي الإعلان عن موت ملا عمر بعد محاولات للتصالح بين حركة طالبان والحكومة الأفغانية ، كما أنّه مسبوق بتهديد داعشي لحركة طالبان ، ممّا أثار تخوف الحركة من انضمام أعضائها إلى داعش .
وربما أنّ تهديد داعش أيضاً مصطنع من قبل استخبارات باكستان للتسرّع في التقريب بين الحركة وحكومة اشرف غني احمد زاي .
وتقول قناة بي بي سي نقلاً عن مصادرها بأنّ تعيين الأمير الجديد واجه اعتراض عدد من قياديي الحركة الذين اعتبروا تعيينه انقلاباً وتحدثوا عن حدوث انشقاقات في صفوف الحركة .
وأضافت بي بي سي أنّ ملا قيوم ذاكر القائد العسكري للحركة وملا حبيب الله وعضو مجلس الكويتة للحركة و طيب آغا من مستشاري ملا عمر يعارضون تعيين ملا اختر كخليفة للزعيم الفقيد .
وأعلن طيب آغا عن استقالته عن الحركة كما أعلنت عائلة ملا عمر عن أنّها لم تبايع ملا اختر منصور، وصرح آغا بأنّ اختيار خليفة ملا عمر من خارج أفغانستان، خطأ، في إشارة واضحة إلى التأثير الباكستاني على مسار اختيار الخليفة.
وتأتي تلك التطورات في وقت كان المقرر أن يعقد يوم الجمعة - اليوم - الدور الثاني للمفاوضات بين حركة طالبان والحكومة الأفغانية بوساطة باكستاني في باكستان .
ولكن يقول البيان الرسمي للحركة بأنّها غير مطلعة عمّا يجري في باكستان أو في الصين تحت مسمى المفاوضات بين الحركة والحكومة .
يوم الأربعاء أعلنت الحكومة الأفغانية بأنّ ملا محمد عمر مات في باكستان قبل عامين بشكل غامض .
يبدو أنّ المصالحة الوطنية في أفغانستان بين حركة طالبان والحكومة ستشتد وتيرته في ظل تهديد داعش وتشجيع إيران وباكستان والولايات المتحدة للمصالحة بينهما، أو أنّ الإنشقاق في صفوف طالبان إضافة إلى لحاق عناصر منها إلى جماعة داعش ستضعف حركة طالبان ويدفع شرائح منها إلى المصالحة، كما تحويل شرائح منها إلى فرع لتنظيم الدولة الإسلامية في أفغانستان، سيجعل الحكومة في وضع حرج، في ظل افتقاد أي استراتيجية لها للوضع الراهن.