إذا كان تعريف الإحتلال هو قيام دولة أجنبية بالسطو على الوطن من أجل سرقة مقدراته ونهبِ خيراته والعمل على تدمير بنيته الإجتماعية والسياسية في سبيل إخضاع مواطنيه لسلطة المحتل وتحويلهم من مواطنين إلى مجرد أدوات في مشروع هيمنته ، فإذا كان تعريف الإحتلال هذا ، وهو هكذا ، فلا فرق حينئذ بطبيعة الإحتلال أن يكون دولة أجنبية أو حفنة من النافذين المسيطرين على مقدرات الوطن ، لتسخيرها في خدمة أشخاصهم ومتعلقاتهم .
وبناءً عليه فإنّ لبنان هو وطن محتل بكل ما للكلمة من معنى ، ولكن من قبل أمراء الحرب ورؤساء الطوائف، الذين يعيثون بالبلاد فساداً وطغياناً، ولا أعتقد أنّ هذا الموضوع يحتاج الى إدلةٍ أو براهين، خاصةً في أيامنا هذه .
وعليه فإنّ أيّ مقاومة لا تعمل على تحرير البلد من إحتلاله الداخلي هي مقاومة سخيفة ولا جدوى منها ، لأنّ الإحتلال الداخلي الذي نحن فيه أشدّ خطراً بما لا يقاس مع أي احتلال أو تهديدٍ خارجي .
لذا فإنّ ما يحتاجه اللبنانيون حقاً هو مقاومة حقيقية تعمل من أجل تحريرهم من احتلال الداخل قبل أي شيءٍ آخر .