ساعات "هيتشكوكية" عاشتها مدينتا بومرداس والبويرة (شرق الجزائر العاصمة) شهدت خلالها مقتل صحافية على يد عاشقها الذي يشغل منصب ضابط في قوات الدرك الوطني وإصابة اثنين من شقيقاتها، قبل أن يتم تصفية الدركي برتبة "ملازم أول" في حاجز أمني بمدخل مدينة البويرة.
الحادثة حسب ما كشفته مصادر محلية لـ"CNN"، تعود إلى طلب الضابط من عائلته التنقل إلى مدينة "يسر" ببومرداس من أجل التقدم لخطبة من يحبها، إلا أن عائلته رفضت ذلك بشدة، ممّا جعله يعيش حالة اضطراب نفسي من شدة الصدمة. وما زاد في تعقيد الأمور أكثر هو سماعه بخبر اقتراب حفل زفافها من شخص آخر، الأمر الذي دفعه للتنقل إلى مقر سكن الضحية وبيده سلاح رشاش من نوع "كلاشينكوف" محاولا إقناع العائلة بالتراجع وفسخ الخطوبة وإبطال حفل الزفاف، لكن طلبه قوبل بالرفض ليفتح النار على الفتاة واثنين من أفراد العائلة، ما أسفر عن مقتل الصحافية وإصابة امرأتين أخريين نُقلتا إلى مستشفى مدينة برج منايل لتلقي العلاج.
الصحافية البالغة من العمر 24 سنة، تقطن في حي 82 مسكن بمدينة "يسر" ببومرداس، تعمل مراسلة لعدد من الصحف اليومية، كما أنها تشتغل مراسلة لإحدى الإذاعات بالخليج، كانت على علاقة مع الضابط "ملازم أول" صاحب 28 سنة تعود أصوله إلى مدينة عنابة أقصى شرق الجزائر العاصمة، قبل أن تنقلب الأمور بعدها ويلقى العشيقان نهاية مأساوية.
بيان وزارة الدفاع الوطني، لم يذكر مهنة القاتل بل وصفه بالشخص، وجاء فيه أن مصالح الأمن بدأت عملية تعقل المجرم بعد التعرّف عليه، وبعدها "تم القضاء عليه في اشتباك مع أفراد الدرك الوطني الذين نصبوا له كمينا على مستوى حاجز أمني ثابت عند المخرج الشرقي لمدينة البويرة في حدود منتصف الليل بعد رفضه الامتثال لأمر التوقف".
وقد أثار الاشتباك حالة ذعر وسط سكان مدينة البويرة الذين اعتقدوا أن الأمر يتعلق بهجوم إرهابي خاصة مع الاشتباكات وسماعهم لإطلاق نار كثيف على الطريق السيار شرق -غرب، بل حتى إن عددًا من الصحف المحلية الجزائرية أكدت عبر مواقعها أن الحادثة هي عمل إرهابي، في حين أن سكان مدينة "يسر" وبعد سماعهم لدوي الرصاص مساء يوم الأحد، فسروا في البداية الأمر على أنه اشتباك بين قوات الأمن ومجموعة إرهابية، أعادت لهم صورة ما حدث قبل أشهر حينما تم القضاء على زعيم تنظيم "داعش" بالجزائر، عبد المالك قوري ومساعديه، قبل أن يكتشفوا تفاصيل الحادثة وبأن الأمر متعلق بحادث إجرامي، مثلما أكدته وزارة الدفاع.