تحوّل الإجتماع المشترك بين وزراء من الحكومة ونواب من مجلس الشيوخ الأميركي إلى مشادة كلامية بين الطرفين، بل إلى محاكمة لوزير الخارجية جون كيري الذي رافقه وزير الطاقة و وزير الإقتصاد ، للمثول أمام أسئلة مزعجة طرحها أعضاء لجنة العلاقات الخارجية لمجلس الشيوخ .
بدأ الإجتماع بانتقادات وجهها السيناتور بوب كوركر المشهور بمعارضته للإتفاق مع إيران، اتهم خلالها جون كيري بالتخطي عن الخطوط الحمر في السياسة الخارجية بسبب الإعتراف بحق إيران في امتلاك التقنية النووية، التي ليست لها مفعول إلا الحصول على القنبلة النووية، وفق كوركر .
ولكن وزير الخارجية كيري باغته بالرد : إنّ الإتفاق حصل بين القوى الست وبين إيران والخمسة الآخرون ما كانوا ضمان !
ولكن عند ما تدخل السيناتور اليميني المتطرف مارك روبيو المرشح للإنتحابات الرئاسية المقبلة، وبدأ بتوجيه أسئلته، أحرج الوزيرين كيري ومونيز الذين لم يقدما أجوبة مقنعة على أسئلته.
السيناتور روبيو استوضح الوزيرين فيما يخص الملحق رقم 3 من الصفحة رقم 143 من نص التوافق النووي، والذي يقول: تتعهد القوى الست الدولية بما فيها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بالتعاون [مع إيران] ورفع مستوى قوة إيران وجهوزيتها في الحفاظ على منشآتها النووية ومواجهتها للتهديدات الأمنية بما فيها الأعمال التخريبية، وذلك عبر البرامج التعليمية والتدريبية إطلاق ورشات عمل .
بعد إشارته إلى هذا الملحق، أردف السيناتور روبيو بالسؤال : لو اعتبرت اسرائيل بأن هذا التوافق ليس لمصلحته وتقوم بأعمال تخريبية في منشآت إيران النووية، ألا يلزمنا هذا الإتفاق بحماية إيران أمام أعمال إسرائيل التخريبية؟
ردّ وزير الطاقة ارنست مونيز على هذا السؤال بالقول : إن هذا البند يشير إلى الحماية الفيزيائية للأجهزة، ولكن يبقى جميع الخيارات لنا ولحلفائنا على الطاولة.
وتدخل كيري بشفافية أكثر، عند ما وجد بأنّ الهروب من تلك الحقيقة بات مستحيلاً، وقال : إن الهدف من هذا البند هو رفع قلق إيران بشأن برنامجها النووي الذي يهدده أعمال تخريبية في ظل تزايد القلق من الحروب الإفتراضية، وهذا طبيعي بعد الإعتراف بحقها في هذا المجال .
وسأل روبيو فوراً: هل هذا معناه أن علينا الدفاع عن إيران مقابل هجوم إسرائيل السايبرية؟
وما كان لوزير الخارجية كيري إلا أن يقول : إنني أطمئنكم بأننا سنكون منسقين مع إسرائيل عن قرب.
ولكن هذا الجواب لم يقنع السيناتور روبيو الذي قال إنه لا يتصور أن كلام كيري يكون صحيحاً ...
وهكذا يبدو أنّ مدى التنسيق بين الطرفين يتخطى الاعتراف بحق إيران في التخصيب وامتلاكها التقنية النووية، بل يمكن القول إنّ التوافق النووي، سيفتح الطريق أمام التعاون الإيراني الأميركي في مجال تنفيذ البرنامج النووي في إيران، مما يستلزم إعادة العلاقات الدبلوماسية.