هذا الاسبوع، سيشهد عودة ازمة النفايات بعدما فشلت اللجنة الوزارية في ايجاد حل للمطامر، وبعدما رفضت الحكومة عرض المانيا استيراد نفايات لبنان اليها بسعر ممتاز. و«القطبة المخفية» هي ان الشركات امتنعت عن تقديم اوراقها وعروضها الى المناقصة بشأن نفايات مدينة بيروت. و«القطبة المخفية» هي ان الادارة اللبنانية الملأى بتعيينات تيار المستقبل، عرقلت تقديم الشركات عروضها من اجل نقل نفايات بيروت وجبل لبنان وفرزها ومعالجتها، وذلك من اجل ان تبقى «سوكلين» هي الشركة الوحيدة المسؤولة عن ملف النفايات.
وهكذا، بعد ان يمتلىء مكب النفايات في الكرنتينا وعدم قدرة مجلس الوزراء واهماله اخراج النفايات الى خارج لبنان، فان ازمة النفايات ستعود وتملأ الشوارع في بيروت وجبل لبنان.
اما على صعيد مجلس الوزراء، فانه امام امتحان كبير يوم الاربعاء بشأن «الشراكة» المسيحية ـ السنية في اتخاذ القرار وتمسّك الرئيس تمام سلام بانه صاحب الصلاحيات، فيما يصرّ التيار الوطني الحر بقيادة العماد ميشال عون على «الشراكة» في القرار بغياب رئىس الجمهورية، على اساس انه المكوّن المسيحي الاكبر ولا تعارضه القوات، وهي قوة مسيحية كبيرة.
بحث آلية عمل الحكومة قد يمرّ، لان الرئىس نبيه بري وحزب الله وضعا خطا احمر لتطيير الحكومة، وقد يجري تجميدها، ولكن وزير الدفاع سيقدّم 3 أسماء من رتبة عميد من الطائفة الدرزية لرئاسة الاركان، ولن ينال اي اسم الاكثرية.
والسيناريو واضح : كما تم التمديد للواء بصبوص لمدة سنتين سيجري التمديد للعميد سلمان لمدة سنتين، بعدما اصرّ سعد الحريري ووليد جنبلاط على التمديد لمدة سنتين بدل اقتراح التمديد لمدة شهرين، اي لحين انتهاء ولاية قائد الجيش العماد جان قهوجي في ايلول المقبل، لكن السيناريو ذاته سيتكرّر مع العماد قهوجي وسيتم التمديد لقائد الجيش لمدة سنتين.
جنبلاط والحريري ربحا الجولة، لان مقبل سيمدّد لرئيس الاركان وللعماد قهوجي لاحقاً، والعماد ميشال عون خسر الجولة، لكن مصدراً في التيار الوطني الحرّ قال لـ«الديار» ان كل خطوة تخرج عن «الشراكة» وعن الاصول الدستورية في التعيينات وغيرها ستلقى الخطوة المقابلة من قبل التيار، والتي ستسبب وجعاً كبيراً لمن سيرفض «الشراكة» والمقصود هنا الرئيس تمام سلام ومعه الحريري ووليد جنبلاط.
ـ وساطة سرية ـ
هذا وعلمت «الديار»، ان شخصية هامة سرية تقوم بوساطة بين العماد عون والرئيس تمام سلام قبل جلسة يوم الاربعاء كي لا ينفجر مجلس الوزراء، لأن الحكومة خط احمر، رغم ان التشاؤم يسيطر على نتائج هذه الوساطة القائمة بين التيار الوطني الحرّ والرئيس تمام سلام بالنيابة عن تيار المستقبل من قبل سلام.
ـ الوطني الحرّ ـ
وأكدت مصادر في «التيار الوطني الحرّ» ان مواجهة التمديد لسلمان ستكون «شي بيوجع وشي نوعي»، ولم تفصح المصادر عن كيفية الخطة الهجومية، مكتفية بالقول «ان كل خطوة سيقابلها قرار في وقته».
وكررت المصادر «ان لا يحاولوا ان يجربونا، فنحن مستعدون للنهاية ولو كلّفت القضية جهداً وتعباً، فقد طفح الكيل مع هولاء الذين يحاولون المسّ بالكيان اللبناني». وشددت المصادر على ان «المسايرة ممنوعة مع هذا الخط الانحداري الذي ينتهجه المسؤولون في الدولة ومن يحرّكهم، فنحن لسنا مستعدين ان نمشي معهم، ونحذرهم بانهم سيرون شيئاً لم يروه من قبل».
ـ ازمة الحكومة... والتعيينات ـ
مصادر متابعة اكدت ان الحكومة تحولت الى حكومة تصريف للاعمال ولو لم يتم اعلان استقالتها رسمياً، وما يجري في الكواليس السياسية والديبلوماسية في بيروت يؤكد أن عمر هذه الحكومة قد انتهى، والجميع يتطلع الى مرحلة ما بعد هذه الحكومة.
واكدت هذه المصادر على ان التعيينات الامنية التي يصرّ عليها العماد ميشال عون لن تبصر النور لاسباب داخلية واقليمية، لان الاتصالات والمشاورات تؤكد ان التوافق حول الاسماء المرشحة للتعيينات الامنية لا تزال مهمة مستحيلة خصوصاً ان التدخلات التي حصلت في هذا الملف من خارج لبنان لم تنجح في ضوء المواقف المتشددة التي تتمسّك بها جميع الاطراف وخصوصاً في التعيين المرتبط بموقع قائد الجيش.
مصادر مقربة من سلام قالت: ان الدعوة لجلسة مجلس الوزراء يوم الاربعاء من البديهيات وسيناريو عدم عقد الجلسة لا مبررات علمية له.
واشارت المصادر الى ان عدم دعوته لجلسة لن يفسر الا بانه هروب من المسؤولية وهو ما لا يرضاه سلام لنفسه.
ـ سيناريوهات للجلسة ـ
واكدت مصادر متابعة ان هناك سيناريوهات ضبابية لجلسة يوم الاربعاء:
1- بات من المؤكد ان يصدر قرار التمديد لرئيس الاركان اللواء وليد سلمان بعد ظهر الاربعاء او صباح الخميس. وتحدثت المصادر عن سيناريو التمديد وفق الآتي: يطرح وزير الدفاع في جلسة مجلس الوزراء بعد غد الاربعاء ان مدة التمديد للواء سلمان تنتهي في 7 الحالي، وانه في ضوء ذلك يتقدم باسماء ثلاثة عمداء من الطائفة الدرزية لتعيين احدهم في هذا الموقع. لكن هذا الاقتراح يسقط في جلسة الحكومة مما سيؤدي الى «هرج ومرج»، وربما رفع وتيرة الاعتراضات من جانب وزيري التيار الوطني الحر اللذين سيعاودان طلب اجراء التعيينات الامنية وفق سلة واحدة، وفي ضوء سقوط اقتراح وزير الدفاع بصدور وردة فعل سلبية من جانب العماد دعون الذي سيقرنه بحصول تحرك في الشارع.
واشارت المصادر الى ان وزير الدفاع كان عرض على بعض القياديين المعنيين، خاصة النائب وليد جنبلاط وقيادة تيار المستقبل، ان يقتصر التمديد للواء سلمان على مدة شهرين الى حين حصول موعد التعيينات الامنية الاخرى، ليصار في ضوء ذلك الى بتها في سلة واحدة، لكن جنبلاط ومعه تيار المستقبل رفضا هذا الاقتراح واصرا على ان يكون التمديد لسنتين.
2ـ ان لا تعقد الجلسة من اساسها على قاعدة «الحاجة الى المزيد من التشاور»، كما حصل يوم الثلاثاء الماضي، ليتم تمرير مرسوم التمديد لرئيس الاركان ايضاً من تحت الطاولة.
3ـ انفجار الحكومة من الداخل، اي ان يذهب الوزراء نحو التصعيد باقصى درجاته.