في زمن الملمّات والمهمات الصعبة حيث تتهافت أيادي السوء والمكر والإجرام للنهش في جسد الدولة مؤسساتياً وأمنياً واقتصادياً واجتماعياً وبيئياً محاولةً إغراق المركب الوطني في رمال التعطيل المتحركة في كل الاتجاهات وعلى كافة المستويات من الرئاسة حتى النفايات، لم يعد أمام اللبنانيين خشبة خلاص يلتفون حولها ليستنشقوا ريح الدولة المنشودة عزةً وكرامةً ووحدة سوى المؤسسات الشرعية العسكرية والأمنية وفي مقدّمها الجيش البقية الباقية والضمانة الضامنة لجميع أبناء الوطن بمختلف انتماءاتهم السياسية والمذهبية والطائفية. وفي عيده السبعين اليوم، يحل الأول من آب وشغور الرئاسة الأولى طاغياً على امتداد ساحات الوطن وميادينه فارضاً بغياب القائد الأعلى للقوات المسلحة حسرةً تحزّ في النفوس الوطنية، كما عبّر الرئيس سعد الحريري أمس عاقداً الأمل في المقابل على أن يحتذي اللبنانيون جميعاً بالجيش «مثالاً» لتجاوز الانقسامات والعمل على إنعاش مشروع الدولة عبر المسارعة إلى انتخاب رئيس للجمهورية.
الحريري، وفي بيان أصدره لمناسبة عيد الجيش اللبناني الذي يصادف اليوم، توجّه بالتهنئة للجيش قائلاً: «يحز في نفوسنا أن يحل عيد الجيش هذا العام ولبنان بلا رئيس للجمهورية، يتولى رعاية هذا العيد ويشد على أيدي المؤسسة العسكرية ويعطي الأمل للبنانيين بالمستقبل الواعد ويجسد وحدة الدولة وديمومتها».
وإذ لفت إلى كون «عيد الجيش يصادف هذا العام، ولبنان يواجه سيلاً من التحديات والمخاطر تعصف به من كل جانب، وقد أظهر الجيش قدرة لافتة في تماسكه وترفّعه عن الانقسامات والتجاذبات السياسية الحادة، وبقي أميناً على رسالته في الحفاظ على الأمن والاستقرار ومحاربة الإرهاب أينما وجد، ودفع أثماناً باهظة من أرواح العديد من ضباطه وجنوده لتحقيق هذا الهدف»، ختم الحريري بالقول: «لا يسعنا في هذه المناسبة الوطنية، إلا أن نكرر دعمنا القوي للجيش اللبناني في مهماته، وكلنا أمل أن يشكل عيد الجيش هذا العام بمعانيه الوطنية ووحدة المؤسسة وتضحية أفراده الغالية، مثالاً للبنانيين جميعاً كي يتجاوزوا انقساماتهم وخلافاتهم ويعملوا على إعادة العافية لمشروع الدولة، وذلك من خلال انتخاب رئيس جديد للجمهورية بأسرع وقت ممكن، لأنّ الدولة هي وحدها ضمان وملاذ جميع اللبنانيين من دون استثناء».
توقيع المراسيم
وعشية عيد الجيش سرت شائعات تهدف إلى التنصل من مسؤولية تعطيل مراسيم ترقية الضباط والتعمية على حقائق الأمور في هذا الموضوع من خلال التداول بأنباء تشير إلى توقيع وزراء «حزب الله» و«التيار الوطني الحر» هذه المراسيم، غير أنّ مصادر رسمية أوضحت لـ«المستقبل» أنّ وزراء الحزب والتيار استمروا على موقفهم الرافض لتوقيع مراسيم الترقيات الدورية لضباط الأسلاك العسكرية والأمنية التي تصدر عادةً في تاريخ الأول من آب، أما ما جرى الحديث عن توقيعه فهو مرسوم تلامذة الضباط الذين يتخرجون اليوم في عيد الجيش من الكلية الحربية، مؤكدةً بذلك استمرار تعطيل ترقيات ضباط الجيش والقوى الأمنية بينما وضعت توقيع مرسوم التلامذة الضباط في الإطار «البديهي» نظراً لاستحالة عدم تخرّجهم.
أمر اليوم
أما في «أمر اليوم» الصادر لمناسبة العيد، فقد ضمّنه قائد الجيش العماد جان قهوجي جملة رسائل وطنية طلب فيها من العسكريين أن يتنبهوا إلى كون «الأزمات المستعصية في المنطقة واستمرار الانقسامات السياسية اللبنانية التي تسببت بالشغور الرئاسي وحالت مجدداً دون إقامة العرض العسكري والاحتفال بتقليد السيوف للضباط المتخرجين»، كلها عوامل تتطلّب منهم «أكثر من أيّ وقت مضى رصّ الصفوف والجهوزية الكاملة للحفاظ على وحدة الوطن وسلامة أراضيه ومسيرة سلمه الأهلي (...) بعيداً عن أيّ سجالات داخلية ومصالح ضيّقة»، مع التشديد على التزام «مبادئ وثيقة الوفاق الوطني التي أجمع عليها اللبنانيون على اختلاف مكوّناتهم الطائفية والمذهبية».
وبينما توجّه إلى العسكريين بأن يكونوا «على أتمّ الاستعداد لمواجهة الإرهابيين كما العدوّ الإسرائيلي»، واستذكر «قافلة الشهداء والجرحى والمخطوفين الأبطال الذين حصّنوا بتضحياتهم لبنان»، جدّد قهوجي «في هذا العيد التأكيد أنّ عسكريينا المخطوفين لدى التنظيمات الإرهابية منذ سنة تماماً، هم أمانة في أعناقنا إلى حين تحريرهم من الخطف وإنهاء معاناتهم وإعادتهم سالمين إلى عائلاتهم وأحبائهم وجيشهم».
# المستقبل_ معك
وفي عيده السبعين، وجّه «تيار المستقبل» تحية إكبار وتأييد لرمز الشرف والتضحية والوفاء وعنوان الشرعية التي تعلو ولا يعلو عليها، من خلال إطلاقه حملة دعم للجيش مساء أمس عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحت شعار «المستقبل معك».
وفي هذا الإطار، أطلق «المستقبل» هاشتاغ #المستقبل_معك إضافة إلى هاشتاغ #كلنا_معك عشية الأول من آب مسجّلاً حركة تفاعل كبيرة عبّر خلالها المواطنون في سلسلة تغريدات (ص 2) عن دعم الجيش والثقة المطلقة به والإيمان بمبدأ حصرية السلاح بيد الشرعية دون سواها.
المستقبل : الحريري يعايد الجيش: مثال لتجاوز الانقسامات
المستقبل : الحريري يعايد الجيش: مثال لتجاوز...لبنان الجديد
NewLebanon
|
عدد القراء:
1364
مقالات ذات صلة
الجمهورية : السلطة تحاول التقاط أنفاسها... والموازنة تفقدها...
الاخبار : السفير الروسي: الأميركيّون يهيّئون لفوضى في...
اللواء : باسيل يتوعَّد السياسيِّين.. ورعد...
الجمهورية : مجلس الوزراء للموازنة اليوم وللتعيينات غداً.....
الاخبار : الحريري بدأ جولة...
اللواء : هل يستجيب عون لطلب تأجيل جلسة المادة...
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro