ربما تسليط الضوء ولو قليلا على معاناة العسكريين من المؤسسة العسكرية، قد يكون كفيلا برد قليل القليل من واجباتنا اتجاههم.
وهنا لن نكتب قصيدة أو نثرا ولن نرسم من ألوان علم لبنان لحن غزل إنما سنكون لسان كل عسكري يجد في خدمات الدولة تقصيرا بحقه.
فكثير من الناس نسمعهم يقولون "يلا فوت عالجيش بتأمن حالك"، وكأن هذه الوظيفة خالية من العيوب حيث يتأمن لمن يختار إرتداء هذه البدلة حياة جيدة من ناحية الطبابة أو الرواتب أو حتى الإسكان وتأمين المنزل وتأمين ولد الولد، هذا ما يراه الأشخاص من خارج نافذة الحياة العسكرية.
أما العسكري الحامل "دمه على كفه" فإنه يرى في هذه الحياة ظلما له من ناحية الخدمات وننقل هنا تصريحات بعض العسكريين.(سنتبع بدل الأسماء أحرف أ - ب-ج...)
يقول الجندي أ :"الحمدالله الطبابة منيحة بس المشكلي إنو المعاشات عدم"
الجندي ب:"شو بدي إحكيلك لإحكي، لا طبابة متل الخلق ولا معاشات منيحة نبنشتغل كل الشهر لنقبض مليون و200 الف ونص معاشنا بيروح آجار تاكسي"
الجندي ج:"أنا من ناحيتي عندي مشكلي إنو بعيد كتير عن إبني وعيلتي، الخدمي طويلة والواحد ما في يهرب ليشوف ولادو وإذا صار شي مع مرتو أو إبنو ما بيقدر يكون جنبن شي صعب والله، بس هيدا شغلنا الحمدالله".
الجندي د: "الجيش كلو شرشحة بشرشحة، بتروحي عالصيدليي بالمستشفى لتجيبي دوا بتنطري 4 أو 5 ساعات وبالآخر ما بتلاقي الدوا اللي بدك ياه،يعني إسم إدويتنا عحساب الجيش، فوق هيك بتروحي عند دكتور بالمستشفى إذا عندك واسطة مع حدا من الجيش هونيك بتفوتي دغري وإذا لا انطري 4 ساعات ليلحقك دور".
الجندي هـ:"الإسكان موفر علينا منيح بس والله عم يظلمونا بهالمعاشات بنقبض مليون و200 ألف وعندك تقاعد وإشتراك إسكان بينقص معاشك غير الطريق بتوصلي لآخر الشهر طفراني".
وما لفت النظر في التصريحات أن بعضهم إنتقد الطبابة والبعض الآخر أشاد بها إن كانت من ناحية المعاملة او الخدمة ويعود ذلك إلى الإختلاف المناطقي.
كما وجه بعضهم إعتراضا على قرض الإسكان حيث قال (و)"بدك تشتري شقة ب 150 ألف دولار بيعطوك 60 ألف" هذا الأمر لن نعلق عليه إذ على الفرد أن يقتنع خصوصا أن بهذا الموضوع هناك تسهيلات كثيرة للعسكريين.
ويعترض الحديث هنا جندي آخر (ز) بمداخلة فيقول "ما في حوافز مادية، إذا عملنا منيح ما بيشوفوا ممكن يكافوك بحكي بس بهالأيام وبهالأوضاع الغالية الحكي ما بينفع، بنحس إنو تعبنا ما عم ناخدوا وحقنا مهدور بس بضل هيدي مؤسسة عسكرية ودمنا فدا لبنان وفداها".
وانطلاقا من هنا ومن معاناة العسكريين نوجه صرخة إلى السياسيين أنه ألم يحن الوقت للنظر في سلسلة رتب ورواتب تعيد حقوق هؤلاء وتكون بمثابة عيدية في عيدهم السبعيني بدل "بيعهم كلاما لا يغنيهم عن حياة كريمة".