الأمن الإسرائيلي واستقرار هذا الكيان مسؤولية دولية، واولوية لدى دول الغرب والولايات المتحدة، وكل قرار يتخذ يتضمن أو يتعلق بشأنٍ من شؤون الشرق الأوسط ، يجب ان يراعي المصلحة الإسرائيلية اولاً..؟؟ سواء كان سياسياً أو عسكرياً، وتسليح دول المنطقة من قبل الغرب يأخذ بعين الاعتبار استمرار التفوق الإسرائيلي في الحسبان، وقدرتها في السيطرة على مجرى العمليات العسكرية..
بدايةً كان لا بد تجريد سوريا من سلاحها الكيميائي والجرثومي، وشل قدرتها على انتاجه في المستقبل...؟؟ فجرت مصادرة الكميات المنتجة وتفكيك المصانع التي تتولى عمليات الانتاج بإشراف دولي..؟؟ وباستسلام كامل من نظام الممانعة في دمشق، بل حتى دون مقاومة..؟؟ وما جرى من مصادرة لهذا السلاح، لا يترجم خوف الغرب من نظام بشار، ومن ان يستعمله ضد إسرائيل... فقد استعمل نظام الاسد هذا السلاح مرات ومرات ضد شعبه ومواطنيه وسكان سوريا ولم يتحرك الغرب ابداً بل كان يتساءل عن مصداقية هذه الاخبار، إلى ان فاض الكيل، وبرزت وانتشرت صور الابادة الجماعية لشعب السوري بهذا السلاح الذي تم تحريمه دولياً، على يد نظام مجرم ومجموعات مذهبية طائفية متعاونة معه...؟؟ ولكن ما دعا لتجريد نظام الاسد من هذا السلاح، هو خوف الغرب برمته من ان يقع هذا السلاح ومصانعه بأيدي ثوار سوريا، او تنظيمات إسلامية لا تعترف أو لا تقيم علاقات مع المنظومة الدولية الغربية.. وحتى لا يكون لدى النظام السوري الجديد أية قدرة على انتاج واستعمال سلاح دمار شامل، او حتى مجرد التفكير بإنتاجه..؟؟
المشروع النووي الإيراني كان الضحية التالية التي وقعت فريسة مفاوضات طويلة امتدت لسنوات، وخوف الغرب كان سببه تطوير منظومة الصواريخ الإيرانية لتصل إلى مسافات بعيدة...والصواريخ بعيدة المدى لا تشكل خطراً وجودياً طالما انها تحمل رؤوساً تقليدية.. من المتفجرات...مهما بلغ وزنها... ولكن تطوير منظومة الصواريخ مرتبط حتماً بتطوير وانتاج السلاح النووي الذي قد يجعل من ايران دولة نووية ذات قدرات نووية جاهزة للإستعمال بوجود منظومة الصواريخ.. والطبق التالي على مائدة التفاهم الغربي – الإيرني هو منظومة الصواريخ.... والحد من تطويرها والاتفاق على مدى المسافات المقبولة التي قد تصل إليها..؟؟ وإيران طوال سنوات وخلال عهد رئيسها السابق احمدي نجاد لطالما اعلنت وهددت بتدمير اسرائيل خلال دقائق... في حال تم التعرض للإيران.. واستندت ايران في إطلاق تهديداتها إلى سلاحين منظومة صورايخها وصواريخ حزب الله التي زودت طهران بها هذا الحزب.. والكيميائي السوري..؟؟؟؟
والتهديد الإيراني بتدمير اسرائيل، كان غوغائياً ودعائياً وليس جدياً، فإيران تدرك اهتمام الغرب برعاية وحماية امن اسرائيل.. فاستعملت واستثمرت هذا الخوف والقلق والاهتمام في استغلال عامل الوقت لتطوير سلاحها ومنظومتها الصاروخية وتسريع العمل عل انتاج سلاح نووي يعطيها القدرة على التأثير في مستقبل الشرق الأوسط..مستخدمة إسرائيل كرهينة..؟؟ ومصوبةً صواريخ حزب الله على هذا الكيان... (فقد حذر مسئول عسكرى إيرانى كبير من أن بلاده مستعدة لضرب حيفا وتل أبيب بمساعدة من حزب الله اللبنانى حال حدوث أى هجوم إسرائيلى، بحسب ما نقل التلفزيون الرسمى عن العميد يحيى رحيم صفوى، المستشار العسكرى للمرشد الأعلى الإيرانى آية الله على خامنئى، قوله إن أكثر من 80 ألف صاروخ لدى حزب الله جاهزون لقصف تل بيب وحيفا، مضيفا أن إيران، وبدعم من حزب الله وحلفائها، قادرة على تدمير تل أبيب وحيفا فى حالة عدوان عسكرى من جانب الصهاينة. وقال "لا أعتقد أن الصهاينة أغبياء لدرجة إثارة مشكلة عسكرية ضد إيران. هم يعرفون قوة إيران وحزب الله.... وحزب الله اللبنانى قريب منهم، وأكثر من 80 ألف صاروخ جاهزة لقصف تل أبيب وحيفا"..)... لقد تم سحب السلاح الكيميائي السوري، بتهديد اميركي مباشر....؟؟ وتعطيل المشروع النووي الإيراني، باتفاقية رسمية تم توقيعها أمام العالم برمته...ماذا يبقى بعد..؟؟؟
لقد تبين لجمهور حزب الله، وللبنانيين عموماً، والعرب مجتمعين، وللعالم بأسره، بان حزب الله ليس حزباً سياسياً، وليس مشروع مقاومة، بل مخلباً إيرانياً، يتحدث العربية ويتكلم بلهجة عربية، ولكنه في باطنه وفي داخله فارسي الهوى والانتماء والأهداف، وجزء من المشروع التوسعي الإيراني في المنطقة... فهو يحارب الشعب السوري لمنعه من تقرير مصيره والخروج من مرحلة الظلم والقهر، وهو راعي المجموعات المذهبية الظلامية في العراق، واليمن، ويؤمن بيئة إعلامية في لبنان لمهاجمة الانظمة العربية التي ترغب ايران في مشاكستها او التهجم عليها... كما ساهم في تعميق الانقسام الفلسطيني، وعطل الحياة السياسية في لبنان وأشاع الفوضى المسلحة، ليساعد إيران في مفاوضاتها، متجاهلاً مصالح لبنان واللبنانيين... لذا كما يبدو وبناءً على سياق المنهجية الغربية الراعية لأمن اسرائيل والمنطقة....أن أمام الغرب ودوله مهمة مقبلة اخرى وهي سحب أو الغاء منظومة او تدمير سلاح الصواريخ التي يستفيد منها حزب الله في تعطيل الحياة السياسية اللبنانية، وخدمة ايران في تهديد امن اسرائيل حينما تريد وساعة تشاء كورقة ضغط تستخدمها في مواجهة الضغوط الدولية عليها...خاصةً وان حزب الله قد خسر مصداقيته العربية والاسلامية، وتعاطف معظم اللبنانيين معه، والآن بدأ يعاني ضمن بيئته الحاضنة نتيجة خسائرة الهائلة في سوريا...فالحذر كل الحذر من تداعيات الايام المقبلة...ونرجو ان نكون على خطأ...؟؟؟؟
المصدر: المركزاللبناني للأبحاث والاستشارات