بعد زيارته لإيران رسم الرسام الأذربيجاني الكبير قوندوز آقايوف لوحة فنية رائعة تظهر فتاة إيرانية جالسة على كرسي أمام برج آزادي ويفاجئها شرطي يأتي من خلفها حاملاً بيده شادورا ليلقيه عليها.
هذا مشهد كاريكاتيري عن وضع المرأة الايرانية التي تنشغل الشرطة بوضع لباسها في الشوارع أكثر ممّا هي منشغلة بأمن المجتمع.
هذا وبسبب الفقر والبطالة يشعر الكثير من المواطنين بفقدان الشعور بالأمن على أموالهم ولكن الشرطة أصبحت مهتمة بقضية الحجاب أكثر ممّا هي على الأمن الإجتماعي .
ومنذ عهد الرئيس السابق ابتدعت الشرطة دوريات تسمى بدوريات الإرشاد تعترض للنساء غير الملتزمات باللباس الشرعي في الشوارع وإلزامهم على شرعنة لباسهم ، وعلى سبيل المثال إخباء ما ظهر من شعرهم تحت الإيشارب أو إلقاء القبض عليهن واقتيادهن إلى المخفر لاطلاع أهلها ليتوسطوا عند الشرطة ويتعهدوا بالتزامها بالزي الشرعي في المستقبل .
ومن سخرية القدر أنّه كلما تشدد الشرطة من إجراءاتها تشدد المرأة من لامبالاتها تجاه المعايير والأنماط المفروضة عليها في المجتمع فيما يتعلق بلباسها.
ولا شكّ أنّها تتعمد على اللجاج لإثبات ذاتها و إظهار استياءها من الحجاب المفروض الذي يتم من خلالها تجاهل قدرتها على التناغم مع القيم المجتمعية .
إنّ الكثير من فقهاء الدين يرون بأنّه لا مبرر لفرض الحجاب على النساء رغم وجوبه الشرعي ، فكما لاتجبر الدولة الإسلامية أحداً على أداء الصلاة وأداء الحج فلا يحق لها فلا يحق لها فرض الحجاب على النساء .
الشرطة الإيرانية تقوم الآن بمهمة غاية ما يمكن القول عنها أنّها مهمة رجال الدين الذين يرون على عاتقهم رسالة التبيلغ وتبليغ الرسالة وتوجيه المومنين .
ومن المفترض أن يقوم رجال الدين في إيران بدور الشرطة بعد قيام الشرطة بمهامهم .