على الرغم من التصريحات السابقة التي أدلى بها الإعلامي الناجح نديم قطيش بأنه منحاز وغير موضوعي إلا أنها المرة الاولى التي يقوم بها بخطوة مميزة عبر إبتعاده عن إنتقاد طرف ما، مستخدما بذلك "صرخة وجع" تختصر معاناة كل اللبنانيين على السواء.
ومن يشاهد حلقة البارحة من برنامجه لشهير DNA يدرك أن قطيش ترفع عن توجيه إنتقاد سياسي لطرف دون آخر رغم أنه محسوب على تيار المستقبل لكنه أطلق صرخة إنسانية نابعة من قلب المعاناة التي يعيشها اللبناني فلم يرحم حزبا سياسيا لا في 8 ولا 14 آذار، وعبر بكل موضوعية عما يعانيه المواطن من سياسي أناني يسعى نحو مصالحه الشخصية متناسيا أمور رعيته.
وبعقلانية ممزوجة بإحساس العاطفة والإنسانية، روى قطيش مأساة حياة اللبناني في ظل أزمة النفايات والوضع الإقتصادي المتردي وفي ظل الصفقات التي تمر على حساب المواطنين وصحتهم. وقد أثبت قطيش تميزه عن الإعلاميين الآخرين إذ أنه فاجأ الجميع بمواقف لا يمكن لأي فرد منحاز أن يعلن عنها، حيث أن مهاجماته الدائمة لحزب الله تغيرت في هذه الحلقة ليطرح ما يجري بأسلوب خال من الإنفعالات الشخصية وأعلن أن حزب الله ليس المسؤول دائما عن الإشكالات كما وجه حملة إنتقادات لتيار المستقبل ، هذا الأمر يعتبر دليلا كاملا وقاطعا على حيادية وموضوعية هذا الإعلامي المتألق.
وقلما نجد صحافة في لبنان تترفع عن المصالح الشخصية أو الحزبية إلا أن قطيش بمواقفه الصارخة والمحركة للعواطف والحقيقة إستطاع أن يثبت أن "الصحافة بعدها بألف خير"، فقد إختار التنزه عن المصالح الحزبية التي ما لبثت أن أظهرت عن خبث في التعامل مع المواطن ليكون الصحافي المتمرس الصادق بكلامه.
وربما نستطيع هنا أن نبرهن لمن يصفه بالتآمر والعمالة أنه لو تابعتكم حلقة البارحة لعرفتم أي إنسان تتهمون واي إنسانية تهينون لكننا على أمل أن يكون موقفه هذا مثالا يحتذي به كل صحافي ذو ضمير أخلاقي ومهني صاح.
فأقل ما نستطيع أن نقوله :برافو..نعم برافو نديم قطيش.