لا شكّ بأنّ تصريح الرئيس الفرنسي محاولة للكشف عن مصداقية إيران في الإلتزام بالإتفاق النووي من خلال لبنان بإعتباره ساحة أساسية بالنسبة للفرنسيين الحريصين على إخراج لبنان من أزماته الدستورية وفي مقدمتها أزمة الفراغ الرئاسي .
فزيارة وزير خارجية فرنسا للبنان ستكشف عن صدقية إيران في التعاون مع المجتمع الدولي وعن جديدها في التعاون لصالح حل المشاكل العالقة في المنطقة .
فهل تستجيب إيران لمنطق الزيارة الفرنسية وتُسهل مهمة فابيوس لإيصال رئيس لبناني لقصر بعبدا ؟
سؤال برسم السياسة الإيرانية البطيئة في مجال الحلول للحروب وللأزمات الدائرة في المنطقة لأنّ مستوى التغيير فيها لم يطال بعد قاع المصالح الإيرانية خاصة وأنّ خساراتها المتلاحقة في حروب العراق وسوريا واليمن دفعها إلى بذل المزيد من الدعم للجبهات المفتوحة لتحسين شروطها في التسويات المقبلة مخافة الخروج من الحروب خالية الوفاض كونها لا تملك إلا الأوراق الخاسرة فيها فهي لم تستطع إنهاء تنظيم الدولة رغم حشدها الشيعي الشعبي في العراق ، ولم تنهِ حرباً في سوريا لصالح النظام الذي يعتمد على الفيتو الأميركي لا على توازنات المعركة المحسومة لصالح المعارضات السورية ..
فإذا كانت إيران بقوة حضورها في سوريا واستخدام النظام لسلاحيّ الطيران والكيماوي لم تتمكن من أخذ حيّ في دمشق لتنظيف حصتها الجغرافية من أيّ معارضة سورية وأن استنزافها اليوميّ هناك لم يوفر لها حتى الآن ما يُكسبها معركة سياسية يجعل من دورها في مستقبل سوريا السياسي الجديد بحجم امكانيّاتها المبذولة من المال إلى الدماء .
في لبنان يبدو أن إيران مانعة لحل أزماته لأنها تريد مقايضة الوضع اللبناني بالوضع السوري أيّ أنها مع تلازم المصيرين السوري واللبناني و غير ذلك لن يكون لإيران دور في سوريا الجديدة وتكون تضحياتها الجسام قد ذهبت أدراج رياح عاصفة الحزم .
سيتفاجأ الفرنسيون بعقدة إيران في لبنان برمي الرئاسة عند الموارنة وتبني حزب الله لسياسة النأي عن النفس في موضوع رئاسي يخصّ المسيحيين الموارنة .
طبعاً هذه السياسة يفهمها الفرنسيّون ويعرفون تماماً أن إيران معطلة في الموضوع الرئاسي بإعتباره ورقة ضغط يجب الإستفادة منها حيث يجب .
امتحان فرنسا لإيران في لبنان لن يغير شيئًا سوى تأكُد فرنسا من نوايا ايران ليس أكثر وبالتالي فإنّ إيران غير مستعدة لتليين مواقفها تلبية لرغبة فرنسية فهي تعتبر أنّ سقف علاقاتها مع المجتمع الدولي هو الولايات المتحدة الأمريكية المرتاحة جداً لوضع المنطقة من حروب تتضاعف فيها أجواء الإقتتال المذهبي والطائفي لصالح أمن اسرائيل بإعتباره أولى الأولويات في السياسة الأمريكية .
فهل تسقط إيران من لبنان ، وجهة نظر قديمة وتتجاوب مع المسؤول الفرنسي تحسيناً منها لشروط العيش السياسي مع الغرب ؟