لا يعكس تأجيل رئيس الحكومة تمام سلام لجلسة الحكومة ما يقارب 48 ساعة لمزيد من التشاور او لاستقالته بعد تمنيات ودعم محلي وعربي وإقليمي ودولي، ان هناك افقا لحلول للأزمة الحكومية من الغرق في ملف التعيينات الى مأزق النفايات وتقاذف المسؤوليات. وفي السراي تلقى الرئيس سلام وحكومته جرعة دعم سعودية نقلها السفير السعودي في بيروت علي عواض عسيري.
وفي انتظار جلسة الحكومة غدا الخميس، اذا انعقدت، اشار وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية نبيل دو فريج الى ان "الرئيس سلام ارجأ جلسة الحكومة امس بعد ان طُلب منه التريّث افساحاً في المجال لمزيد من المشاورات والاتصالات"، وأوضح ان "لا جديد حتى الآن بالنسبة لموضوع الآلية". وكان السراي الحكومي شهد امس توافد شخصيات وزارية للتشاور مع الرئيس سلام، وأوحت الاجواء بأن لا جديد سجل على خط اتصالات التسوية.
وتنفيذا للمقررات التي صدرت قبيل منتصف ليل امس عن اجتماع اللجنة الوزارية المكلفة متابعة ملف النفايات، والتي انعقدت امس وتنعقد ايضاً اليوم بدأت شركة "سوكلين" امس الاول برفع النفايات المكدسة في شوارع العاصمة بيروت منذ نحو 10 ايام وقدّرت كمياتها بنحو 8 آلاف طن. وعلم ان القمامة نقلت الى قطعة ارض في الكرنتينا والى معامل شركة "سوكلين"، في انتظار نقلها الى المواقع التي ستحددها اللجنة الوزارية وتردد انها ثلاثة: أولها في جبل لبنان الجنوبي (كسارات ضهر البيدر ـ عين داره)، وثانيها في منطقة المتن الشمالي (الجرد)، وثالثها في معمل صيدا الحالي.
على خط آخر، تابع نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الوطني سمير مقبل جولته على القيادات السياسية للتشاور في ملف التعيينات الأمنية قبل طرحه في مجلس الوزراء، فزار الرئيس سلام ورئيس حزب الكتائب سامي الجميل ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، وأعلن انه تم التوافق على الآلية المتبعة في التعيينات حسب القوانين المرعية بمعالجة كل استحقاق في وقته.
من جهة ثانية اعتبر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ان "ما يضرب منطقتنا من ارهاب تكفيري خطير جدا، لكن الارهاب الاسرائيلي يبقى فوق كل ارهاب"، داعيا الى احياء وتفعيل كل اشكال مقاومة التطبيع مع الكيان الاسرائيلي. ورأى السيد نصرالله في مؤتمر "متحدون من أجل فلسطين... اسرائيل الى زوال" الذي ينظمه "اتحاد علماء المقاومة" في الأونيسكو، ان صراع الوجود الذي تعيشه الأقليات في المنطقة ادّى الى أن تصبح "اسرائيل" خطراً ثانوياً، محذرا من أن نصل الى وضع ترى فيه الأقليات "اسرائيل" وكأنها المحامي والمدافع. ورأى ان "القتل على أساس الانتماء الديني أو المذهبي يوصلنا إلى قناعة أننا نتعرض لمعركة وجود، وعندما تشعر أي جماعة بأن وجودها مهدد، من حقّها الطبيعي الفطري وأيضاً من حقها الشرعي، أن تدافع عن وجودها وهذا لا يوجد فيه نقاش".