غريب هذا الإحساس بالجبروت والقوة والصلابة التي تظهره أمهات "الشهداء " أمام الكاميرات وفي التلفزيونات لكن هل هذه هي حقيقة شعورهن تجاه فقدان أحد أبنائهن في أراض غير لبنانية أو بدل رؤيته عريسا يزف إلى القفص الذهبي تراه عريسا يزف بالتابوت الخشبي؟
فالأم تبقى أما والرحيل صعب وما نراه في الإعلام ونسمعه من أمهات تتمنى "الشهادة" لإبنها أو تودعه متمنية له أن يعود بالكفن الأبيض، ربما يصدم أي عقل يسمعه فكيف يعقل لأم أفنت عمرها في تربيته أن تتفوه بمثل هذا الكلام؟
هذا الأمر جعل بعض الأشخاص يتساءلون :هل يتم إعطاءهن حقنا ليستطعن التغلب على الأمر أمام الناس أو أمام الكاميرا؟ وللإجابة على هذا السؤال نروي قصة حقيقية حصلت في بلدة جنوبية حيث سقط أحد أبناء الجنوب في سوريا وعاد جثة بلا رأس ليدفن في ارضه وحتى الآن رأسه لا زال مع داعش، وتفاجأ الجميع بقدرتها على الوقوف وتقبل التهاني كما يقولون بابن ال21 سنة،عندها سألتها إحدى الجالسات كيف تستطعين الصمود على فراقه فقالت الأم: "أنا هلأ معكن بس طول الليل بكون مع إبني ما حدا بيعرف شو في بالقلب", هذا الكلام بالإضافة إلى فيديو إنتشر عبر مواقع التواصل الإجتماعي لأم "شهيد" تصرخ بملء جوارحها حزنا على فلذة كبدها، ليس له سوى معنى واحدا أن كل ما نراه من كلام وتصريحات للأهالي هو فقط بروباغندا إعلامية من أجل إخفاء حقائق ومشاعر إنسانية عن الطرف الاخر لكن جل ما في الامر ان من نراها صلبة هي ضعيفة في الخفاء ومن نراها مبتسمة فهي تنزف حزنا وألما .
فمهما حاول الانسان ان يتجرد من عواطف الحب والم الفراق لن يستطيع فكيف بأم حملت طفلها وأزهر أمامها فسقط لأجل غريب لم يعترف يتضحياته.
وهنا نطرح سؤالا: لماذا يظهرن الامهات امام الكاميرات بخلاف ما هن عليه؟ هل هو تكليف شرعي؟