في ختام يوم ماراتوني طويل سجّل تسابقاً محموماً بين التبريد والتصعيد على مستوى أزمة النفايات، نجح الاجتماع الوزاري الذي ترأسه رئيس الحكومة تمام سلام مساءً في نزع «صواعق» الأزمة بعدما بلغت حماوتها مستوى لامس حدود الانفجار في الشارع تحت وطأة أعمال «الشغب المنظّم» التي اندلعت وعاثت حرقاً وتخريباً في عدد من أحياء ومناطق العاصمة. وإذ انتهت مداولات الاجتماع الوزاري إلى إقرار صيغة حل نصّت على بدء عمليات إزالة النفايات من بيروت فوراً وتوزيعها بشكل متوازن على مواقع جديدة مستحدثة بالتوازي مع منح حوافز مالية للبلديات التي تقع هذه المواقع ضمن نطاقها الجغرافي، أكدت مقررات الاجتماع كذلك على إنشاء غرفة عمليات في مجلس الإنماء والإعمار لمتابعة الخطوات التنفيذية واستكمال إجراءات تقييم عروض مناقصات المناطق في 7 آب والمباشرة بالإجراءات التنفيذية الخاصة بإعلان مناقصة بناء مراكز للتفكك الحراري خلال الشهر المقبل، على أن تستأنف اللجنة اجتماعاتها المفتوحة بعد ظهر اليوم. أما قبل الظهر، فتتجه الأنظار إلى جلسة مجلس الوزراء المقرر أن تلتئم على نية البحث عن حلول توافقية لآلية العمل الحكومي وما ستؤول إليه هذه الجلسة في ما لو عُقدت، ربطاً بإمكانية إعلان الأمانة العامة للمجلس صباح اليوم قرار إرجائها وفق ما ألمحت مصادر حكومية لـ«المستقبل» مساءً.
وكان سلام قد تلقى سيلاً من الاتصالات والرسائل الدولية والإقليمية والعربية الداعمة له ولاستمرار حكومته، أبرزها من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ومن الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا ومصر وإيران، فضلاً عن المشاورات والاتصالات الداخلية التي تقاطعت عند إبراز إجماع سياسي وطني رافض لاستقالته من رئاسة الحكومة. وفي هذا الإطار، أعرب عدد من وزراء ونواب مختلف الكتل لـ«المستقبل» (ص 2) عن الحرص على استمرار الحكومة، وقد أوضح النائب ناجي غاريوس أنّ «التيار الوطني الحر لم يهدف يوماً إلى إسقاطها»، وهو ما أكد عليه أيضاً عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب علي فياض، بينما لفت عضو كتلة «التحرير والتنمية» النائب ميشال موسى إلى أنّ «الخيارات الضيقة أمام البلد تستدعي مزيداً من التشاور» مشدداً على أنّ «الاستقالة غير مفيدة في المرحلة الحالية». كما لفت عضو تكتل «التغيير والإصلاح» النائب أغوب بقردونيان إلى ضرورة العمل على «إقناع الرئيس سلام بعدم تقديم استقالته».
بدوره، أبدى الوزير رشيد درباس تضامنه مع الرئيس سلام في أي خطوة يتخذها مع المراهنة في الوقت عينه على «حنكته وميزة عدم التهوّر التي تمنحه القدرة على القيام بما هو مناسب وطنياً». وهو ما أيده فيه عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب هنري حلو باعتبار أنّ «الأولوية حالياً هي لتسيير شؤون الناس». في حين شدد عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب طوني أبو خاطر على حاجة لبنان في هذه المرحلة إلى «رجالات مثل تمام سلام وحكمته وسعة صدره».
ليل أمني
أما في الشق الميداني من مشهد الأزمة، فبرزت ليلاً تحركات منظمة شنّها عدد من العناصر الملثمين على عدد من شوارع وأحياء العاصمة عمد بعضهم خلالها إلى حرق النفايات بقنابل مولوتوف وقطع الطرق بالمستوعبات وصولاً إلى رمي بعضها أمام دارة رئيس الحكومة في المصيطبة. وأكدت مصادر أمنية لـ«المستقبل» أنّ هؤلاء العناصر هم معروفون بانتمائهم العلني لما يُعرف بـ«سرايا المقاومة» وقد رصدت الأجهزة الرسمية تحركاتهم بشكل منظّم ليلاً انطلاقاً من منطقتي «حي اللجا» و«خندق الغميق» مروراً بعدد من الأحياء والمناطق حيث بادروا إلى قطع الطرق وافتعال إشكالات وأعمال روّعت المواطنين والمارة، موضحةً أنّ المعنيين في «حزب الله» سارعوا إلى التنصّل من المسؤولية عن هذه التحركات خلال الاتصالات التي جرت لتطويق الوضع، بالتوازي مع تنفيذ الأجهزة العسكرية والأمنية «ليلاً أمنياً» في العاصمة لإعادة ضبط الأوضاع.
رسالة من نصرالله إلى سلام
أما في دارة المصيطبة، فنقلت مصادر وزارية لـ«المستقبل» أنّ أحد وزراء «حزب الله» زار سلام في أعقاب عمليات الشغب التي اندلعت في بيروت وطاولت محيط منزله حاملاً إليه «رسالة شخصية» من أمين عام الحزب السيد حسن نصرالله يؤكد فيها «حرص الحزب على الحكومة ورئيسها ودوره واحترامه» نافياً أن يكون لـ«حزب الله» أي علاقة «لا من قريب ولا من بعيد» بما جرى على الأرض. كما لفتت المصادر إلى أنّ الوزير حسين الحاج حسن نوّه بدوره خلال اجتماع اللجنة الوزارية التي عقدت في السرايا برئيس الحكومة وأشاد بشخصه بشكل فيه «مديح غير مسبوق» من جانب «حزب الله» بلغ حد وصف سلام بأنه «كنز للبنانيين»، ثم ما لبث أن خرج الحاج حسن من الاجتماع ليدلي بالموقف نفسه أمام الإعلاميين مؤكداً أنّ الحزب لا دخل له بالأحداث التي حصلت ليلاً على الأرض وتحديداً في محيط دارة رئيس الحكومة. وكان المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب نبيه بري الوزير علي حسن خليل قد زار سلام للغاية نفسها تأكيداً للحرص على الحكومة ودور رئيسها ورفضاً للارتكابات التي جرت في الشارع.
مقبل يزور عون وجنبلاط
في المشهد السياسي، لفتت الانتباه أمس الزيارة التي قام بها نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع سمير مقبل إلى الرابية حيث التقى رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون وتداول معه في ملف التعيينات العسكرية لا سيما في ما يتعلق برئاسة الأركان ومديرية المخابرات في الجيش، غير أنّ مصادر المجتمعين نقلت لـ«المستقبل» أجواء غير مشجعة خلص إليها الاجتماع مؤكدةً أنّ المشاورات التي تخللته انتهت إلى «نتائج غير إيجابية». ومساءً إستقبل رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط مقبل في كليمنصو واستعرض معه ملف التعيينات والمستجدات.
المستقبل : «سرايا الفلتان» تعيث حرقاً وتخريباً في العاصمة.. و«حزب الله» يتنصّل نزع «صاعق» النفايات.. والعين على الحكومة
المستقبل : «سرايا الفلتان» تعيث حرقاً وتخريباً في العاصمة.....لبنان الجديد
NewLebanon
|
عدد القراء:
530
مقالات ذات صلة
الجمهورية : السلطة تحاول التقاط أنفاسها... والموازنة تفقدها...
الاخبار : السفير الروسي: الأميركيّون يهيّئون لفوضى في...
اللواء : باسيل يتوعَّد السياسيِّين.. ورعد...
الجمهورية : مجلس الوزراء للموازنة اليوم وللتعيينات غداً.....
الاخبار : الحريري بدأ جولة...
اللواء : هل يستجيب عون لطلب تأجيل جلسة المادة...
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro