البارحة زرع الشعب في صناديق الإقتراع أصواتا لتمثله وها هو اليوم يحصد نتائج قراراته، لكن شر البلية ما يضحك، ففي حين على الشعب أن يحاسب المسؤول والنائب والوزراء،لجأوا إلى أسلوب الإبتذال حيث عاقب الشعب بعضه البعض عبر قطع الطرقات.
فالمواطن الذي يوجه غضبه من آداء المسؤولين إلى الآخر لا يستحق هذا اللقب إذ أن المواطن هو الإنسان الذي يتمتع بالإرادة الصلبة والقوية للتغيير، لكن أي تغيير هذا وما زال الشعب اللبناني قابعا في قوقعة الجهل واللامسؤولية والتبعية الفكرية والتعصبية؟
فمن قال أن قطع الطرقات ومنع الناس من الوصول إلى منازلهم وأعمالهم وأرزاقهم، هو من أفضل الحلول لأزمة النفايات فهو مخطىء إذ أن حتى الآن هذه الخطوة لم تغن عن حل لهذه الأزمة فكل سياسي جالس في منزله وكأنه في مسرح حيث أن المواطنين يمثلون وهم يتفرجون غير آبهين بما يحصل أو يدور.
فلماذا نلجأ إلى أساليب رخيصة في التعبير عن إشمئزازنا من السياسيين الذين نحن من جعلناهم مرؤوسينا؟
فالأمر المضحك إننا نعارض ونرفض ونطالب لكن عندما طلب من الشعب اللبناني أن يتظاهر أمام السراي لم يكن سوى قلة قليلة واقفون هناك يدافعون عن الحقوق المهدورة والبعض الآخر لجأ إلى "عرض عضلاته" بقطع الطرق.
فلو كان لدى اللبنانيين أدنى حس بالمسؤولية لما انتظروا إلى حلول مؤقتة طرحها حيتان المال ولما جعلوا من أنفسهم لعبة بأيدي السياسيين.
لكن على ما يبدو أن هذه النفايات اثبتت أننا كشعب "زبالة السياسيين"، لكن لا من واع ومحاسب في وقت الحساب على أمل أن يكون الشعب اللبناني قد تعلم درسا للإنتخابات القادمة لأن الله "لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".