رأى الرئيس السوري بشار الاسد انه "على الرغم من تعقيدات الوضع في سوريا سقطت الكثير من الاقنعة، واصبح اللقاء والحديث لتفنيد حجج من اعتدى على سوريا مضيعة للوقت، وتساؤلاتنا كسوريين لم تعد للحديث عن البديهيات والاعتداءات"، معتبراً ان "الشعب عندما لم يقع في فخهم رفعوا نسبة الارهاب، وهذا التصعيد يعبر عن يأسهم في كسر صمود الشعب السوري في حرب لم يشهد لها التاريخ مثيلا"، مؤكداً ان "هذا الصمود بات يشكل تهديدا لمستقبل السياسي لكثيرين، خاصة مع استهداف هذا الارهاب شعبهم البريء، في السنوات الماضية كانت المنطقة تصدر الارهاب للغرب اما اليوم اصبح الغرب يصدر الارهاب".
وشدد الأسد في خطاب على المحطات التلفزيونية والإذاعية الوطنية خلال لقائه ممثلي المجتمع السوري مهنياً ونقابياً وشعبيا على ان "الارهاب لا يعرف حدودا ولا يعرف اجراءات، وانتشار الارهاب لا توقفه حروب او غارات يشنها تحالفهم، ولا يخفَ على احد ان الاستعمار من أسس للارهاب، ومكافحة الارهاب تقوم على سياسات اقتصادية واجتماعية، والحرب العسكرية فهي الكي واخر الادوية الا انها لا تحل محل سياسات وعوامل نمو الارهاب"، مشيراً الى ان "تعامل الغرب مع ظاهرة الارهاب ما زال مليئا بالتكاذب، فهم يعتبرونه ارهابا عندما يصيبهم وحرية وثوار عندما يصيبنا، والتبدلات السياسية الاخيرة على الساحة الدولية حقيقية، اما التبدلات الايجابية على الساحة الدولية غير مستقرة لانها ناتجة عن القلق الذي اصابهم"، موضحاً ان "هناك قلق وضياع لأن "العربان" وضعوا قضية مبسطة عبر القليل من الارهاب والقليل من تغيير الانظمة، الا ان الامور ذهبت الى نحو مختلف، وهذه التبدلات لا يعول عليها، وطالما ان المعايير المزدوجة سائدة فهذا يعني انه لا يمكن التعويل عليها، وعندها تصبح المعايير واحدة ويعتبروا الثوار ارهابيين"، معتبراً ان "المعارضة عبارة عن عملاء صغار عندما يكون الغرب يتكلم بمعايير واضحة، او بالعكس يسمحوا في بلدانهم للمعارضة بحمل السلاح والقتال وعندها نصدقهم"، ذاكراً ان "غاية الغرب اليوم ضبط الارهاب فقط وليس القضاء عليه، وما يفعلونه في الحقيقة نمّى الارهاب ولم يقضي عليه".
وأردف: "المعركة هي معركة محور متكامل وهذا ما حصل مع دول البريكس وروسيا والصين، وقد اطلقت روسيا عدد من المبادرات البناءة ودفعت الامور نحو الحوار، وكان نهجنا وما زال التعاطي بإيجابية مع اي مبادرة بغض النظر عن النوايا لان دماء السوريين فوق اي اعتبار، وكان لدينا رغبة بقطع الطريق على المشككين"، موضحاً انه "لذلك ذهبنا الى حوارات جنيف وموسكو وبعد ان بدأت الحوارات طرح السوريين اسئلة منطقية، كيف يمكن للحوارات السياسية ان توقف الارهاب في سوريا، وبالمبدأ لا يوجد اي رابط بين الحوارات والارهاب؟"، لافتاً الى ان "الحوار هدفه تطوير العمل السياسي، اما عمليا الرابط قوي جدا لان الرابط بين المعارضة الخارجية والارهابيين هو مشغل واحد لاستخدام المسارين السياسي والارهاب لدفع السوريين لقبول ما يملى عليهم سياسيا او يدمرون البلاد، وبالمحصلة ان الارهاب هو الادارة الرئيسية والسياسة هي الاداة الثانوية، ومهمة الارهاب الوصول الى الاهداف التي يريدونها"، معتبراً انه "طالما ان المعارضة الخارجية بيدهم لا معنى للحوار والحل السياسي، نحن مع معرفتنا ان القضية الاساس هي ارهاب ودعم للارهاب، ونحن مع المسار السياسي، ولكن ان ندعمه شيء وان نخدع به شيء اخر، واذا اردنا الحديث عن حوار "سوري - سوري" صافي يجب ان نبعد الارهاب، والذي يدير الارهاب سيد المعارضة الخارجية لن يضرب الارهاب لانه سيخسر، واذا تم ضرب الارهاب سيكون هناك حوار "سوري - سوري" صافي".