لم تنجح حكومة المحاصصة بين حزب الله وتيّار المستقبل وفشلت فشلاً ذريعاً كونها لم تستطع أن تكون موجودة أصلاً لا في السياسة ولا في الأمن ولا في شيء على الإطلاق سوى بصفارات الوزراء المسرعين بسياراتهم الفارهة إلى المقاهي والمناسبات لتلبية الموائد وخطب الموت .
سقطت الحكومة سريعاً كونها أمّ الضرورة الطائفية لتقطيع مرحلة يحتاج فيها صُنّاعها إلى مزيد من الوقت ريثما ينجلي غبار النصر المستحيل في سوريا ، وبدأ الحديث عن بديل آخر يحتل مساحة السياسة اللبنانية المُستهلكة بخيارات تراوح مكانها لأن المعادلة الطائفية هي- هي ، ولا شيء جديد في مسألة التوازنات الداخلية فكلا الفريقين من جماعتيّ 8 و14 يعيدان انتاج بعضهما البعض في دوامة لبنانية لا مناص ولا خلاص منها .
هذه الحكومة أضافت إلى فشلها فشلاً آخر تمثل في أزمة النفايات المُفتعلة لإغراق البلد بالفراغ الكامل ولتثبيت سلطة الأمر الواقع بحثاً عن شروط تدفع إلى بذل تنازلات جوهرية في موضوع الإنتخابات الرئاسية والتعيينات المعروفة الأسماء .
ربما تكون الفوضى المطلوبة والتي بدأها تيّار عون حاجة ملحة لتحقيق جملة أهداف من شأنها أن تستبيح المحظورات الأمنية الإقليمية المانعة لحرب متصلة بالحرب السورية في مرحلة يتم فيها بيع كل شيء لصالح تثبيت موقع إقليمي متحكم بسياسات الشرق الأوسط بعد أن تمّ حرق مراحل كاملة من أجل التوصل إلى نفوذ ودور لا يمكن كسبهما إلاّ من خلال المرور بحروب طاحنة تدفع طواحينها إلى تحقيق تسويات سياسية تكون لصالح الجهات المستثمرة في الحرب بإعتبارها التجارة الأكثر رواجاً في الشرق .
إنّ حكومة ليس بقدرتها مواجهة أزمة زبالة فكيف بإستطاعتها مقاومة عدو؟
أعتقد أنّ باعة السياسة في لبنان قد حملوه أكثر ممّا يحمل من فلسطين إلى سوريا والعراق واليمن ، والعجيب أنهم يخطبون يومياً عن قوّة لبنان وعن قدرات لبنان الهائلة وعن انتصاراته المتعددة على العالم بأكمله وعن جهوزيته لمواجهة أيّ طارىء سواء من جهة إرهاب الجهاديين أو لجهة إرهاب العبريين ، وعن إستنفاره الدائم لحماية أمنه المُخترق من كل الجهات والذي أدّى إلى إحاطة لبنان برمته بالإسمنت خوفاً من أشباح الإنتحاريين وعن ، وعن ، ....
ورائحة أوساخنا تُزكم أنوفنا و يا ليتها تغلق أفواه السياسيين الذين دمروا البلاد والعباد وما زالت حمّى الطائفية البغيضة تغطي ‘جرامهم وقتلهم للحياة في لبنان .