لا شكّأنّ أزمة النفايات التي تملأ الشوارع بروائحها المزعجة ومناظرها المقززة هي واحدة من أبشع الأزمات التي يعاني منها المواطن اللبناني بسبب فشل كلّ هذه الطبقة السياسية وعدم إكتراثها لهموم المواطنين واستهتارها المزمن بكل ما يتعلق بحقوقه ..
صحيح أنّ فساد هذه الطبقة السياسية ليس بجديدٍ ولا هو غائب عن ذهن المواطن اللبناني الذي يساهم هو نفسه في إعادة " تدويرها " كل أربع سنوات ، إلاّ أنّ هذه الطبقة الفاسدة كانت تنجح في كل مرة باللعب على الإنقسامات العامودية بين فريقي 8 و 14 ، أو من خلال استحضار الشحن المذهبي والطائفي في أغلب المرات .
وما نشهده هذه الأيام، هو بمثابة الأعجوبة والمعجزة التي لم نكن لنحلم بها ، بحيث صرنا نسمع أصوات من داخل الضاحية تنتقد أداء نواب ووزراء الثنائي الشيعي ، تتلاقى مع أصوات مماثلة من الطريق الجديدة وطرابلس تنتقد أداء نواب ووزراء تيار المستقبل ، بحيث تشكل ما يشبه الوحدة الوطنية وإختفت عن الساحة معظم الأحاديث المذهبية والمناطقية .
وعلى ضوء ما تقدم، وبالرغم من فداحة الأزمة " وقرفها " فإنّ توحد الشعب اللبناني هذه المرة ضد حكامه الفاسدين يمكن اعتباره النصف المليان من هذه الأزمة ، لدرجة التمني أن تطول هذه الأزمة ؟