بدأت قصة سوكلين عام 1994 ، حيث تولت مجموعة Averda( أي سوكلين وسوكومي ) كنس ومعالجة النفايات وطمرها ضمن بيروت و 225 بلدة وقرية في محافظة جبل لبنان ...
هاتان الشركتان المملوكتان لشخص ميسرة سكر ، وقعتا في حينها العقد الذي يتضمن تأمين الدولة المطمر والآليات وبمقابل 4 مليون دولار ، غير أنّ هذا المبلغ اخذ يتصاعد بصورة جنونية ليصل ل 102 مليون دولار عام 1996 ، مترافقاُ مع تمديد مستمر (ومبرر) لهذه الشركة كلما انتهى العقد ، في بوابة من المصلحة المتبادلة او بالأحرى السرقة بين الشركة وأقطاب سياسية مستفيدة ...
وها نحن اليوم في أزمة "نفايات سياسية" تمهد لتمديد لهذه الشركة التي احتكرت القمامة في لبنان !
تمويل سوكلين كان بداية من مجلس الإنماء والإعمار التابع مباشرة إلى رئاسة مجلس الوزراء، ثم إنتقل إلى الصندوق البلدي المستقل ، ولكن المفارقة أن أكلاف عقود «سوكلين» و«سوكومي» سدّدت من أموال صندوق البلديات بقرارات إدارية من دون موافقة البلديات ومن دون إطلاعها على الحسابات .
سوكلين ومن بعد مقارنة "بالأرقام " مع سائر الشركات هي الأغلى لبنانياً ، والعقد الموقع والممدد معها تشوبه العديد من الثغرات ، فالعقد مثلا احتسب على أساس الكمية (طن من النفايات) بدلاً من أن تكون على النسبة المئوية ..
ناهيك عن المخاطر البيئية إذ أنه فقط 10% من النفايات يعاد تدويرها ...
هذا فضلاً عن المخالفات التي تقوم بها الشركة حيث أن العقد ينصّ على أن تقوم «سوكومي» بمعالجة 850 طن نفايات يومياً للإستفادة من تسميدها، غير أن الشركة تعالج 300 طنّ فقط، وتطمر 550 طناً من المواد العضوية في مكب الناعمة من دون الإستفادة منها ...
وسوء الإدارة هذا يكلف لبنان سنوياً 15 مليون دولار ؟
ولكن يبقى السؤال من هو ميسرة سكر مالك هذه الشركة وما هو تاريخه؟
حسب ما ورد من معلومات فإنّ ميسرة سكر هو مهندس صناعي أسس عام ١٩٦٨ شركة Averdaلصناعة وصيانة العدة الصناعية، ثم سافر عام ١٩٧٦ الى السعودية ليعمل مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري في جمع بقايا الحيوانات المذبوحة في عيد الأضحى من مصارين ورؤوس والتخلص منها .
ثم التزم من حكومة الحريري في التسعينات تنظيف مدينة بيروت لأجل لبنان عبر تأسيس سوكلين (وسوكومي) بعد تجميد عمل البلديات وتحويل اموالها الى شركات سكر بموافقة قوى أمل وحزب الله والاشتراكي وحبيقة وخدام والشهابي والرئيس الخالد، وتوسعت أعمال Averda لتتولى لاحقا تنظيف ٢٨ مدينة في الشرق الاوسط وشمال افريقيا، ثم ليتولى رئاستها ولي العهد مالك سكر الذي تتم دعوته الى مؤتمر دافوس سنويا كما ان زوجته ماريا تعتبر اهم collector للاعمال الفنية المعاصرة في العالم ...
مالك وماريا تركا لبنان ليعيشا في لندن اما ميسرة فيعيش في قصر كبير في منطقة الجية توجد داخله بحيرة اصطناعية ضخمة موصولة بالبحر بطريقة غير شرعية .
ميسرة سكر الذي صرّح مؤخراً للمعنيين أنّ الشركة لن تتوقف عن العمل بالرغم من إنتهاء العقد معها ...
هل "إعلانه" وتصريحه هذا منّة على اللبنانيين الذين دفعوا من بلدياتهم "تكلفة الكنس والطمر" ، أم هو تهيئة لإعادة تمديد لهذه الشركة التي يبدو أنها مدعوماً سياسياً وأنه حتى القمامة في لبنان "ورتة"