وأخيرا بدأنا نسمع بعض الأصوات تخرج من وسط جمهور الممانعة رفضا للتبعية الفكرية لرؤسائهم فعبروا عن رفضهم القاطع للمعاناة التي ألحقها بهم من إنتخبوهم من وزراء ونواب التابعين للثنائية الحزبية.
فالرفض الذي أطلقته هذه الأصوات الشيعية على السياسيين لم يولد من فراغ إنما الإهمال والحرمان اللذين طالما عاشتهما هذ الفئة دون أن تحاول يوما التمرد على الظلم جعلها اليوم ترفع صوتها رافضة هذا الواقع خصوصا بعد أن تبين للمواطنين أن من إختاروهم ليكونوا سندا وصوتا لهم في المجالس النيابية،إنقلبوا عليهم ونسوهم بمجرد أن حققوا مبتغاهم بالوصول إل الكراسي النيابية، وتعقيبا على هذا الأمر نشر أحد الناشطين على مواقع التواصل الإجتماعي تعليقا عبر فيه عن إمتعاضه من المسؤولين فقال "سؤال لنبيه بري ومحمد رعد، رئيسي الكتلتين يلي انتخبناهن بالبرلمان: انتو شايفين يلي عم يصير فينا اجتماعيا وانمائيا؟ بدي قص ايدي اذا حدا فيكن مهتم.
ملاحظة: ما حدا يقرطني دروس مقاومة وصمود."
هذا التعليق وحده كاف بأن يكشف خفايا كثيرة غير ظاهرة للعلن، حيث يظهر ما يتعرض له أبناء الشيعة من إستغلال قبيل إنتخاب الرؤساء والزعماء، ففي حين أنهم يقدمون لهم الوعود والآمال للمواطنين بحجة أنهم يهتمون بهم وبمصالحهم فإنهم ينسوا قطيعهم في المشاكل وخير دليل على ذلك ما حصل في الضاحية الجنوبية (تم تنظيف الشارع الذي يقطن فيه السيد نصرالله وتركت المناطق الأخرى تتخبط في نفاياتها والروائح الناتجة عنها دون أي سائل على السكان).
فإذاً وأخيرا إستفاق الشعب النائم من غيبوبته لكن هل ستكون هذه اليقظة الفكرية دائمة أم ستكون التعصبية بالمرصاد وقت الإنتخابات وسينسى المواطنون معاناتهم؟