في سياق التطمينات الأميركية للحلفاء قام وزير الدفاع الأميركي اشتون كارتر بجولة شرق أوسطية شملت عددا من دول المنطقة من بينها إسرائيل والأردن وختمها بزيارة المملكة العربية السعودية ، وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون أن كارتر اطلع حلفاء واشنطن في المنطقة على الضمانات التي ستحول دون حصول طهران على أسلحة نووية مؤكدا على ضمان الولايات المتحدة الأميركية لأمن دول الخليج من أي اعتداء عليها .
وكان كارتر وصل إلى جدة في السعودية يوم أمس قادما من الأردن بهدف تبريد مخاوف الرياض بشأن الاتفاق النووي الإيراني وتداعياته المحتملة على الأوضاع في المنطقة وستتناول المباحثات أيضا الحملة الدولية التي تقودها الولايات المتحدة وتشارك فيها السعودية ضد تنظيم الدولة الإسلامية داعش والصراع الدائر في اليمن.
وأفاد مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية بأن المناقشات تتناول مسائل تتعلق بالتعاون العسكري بين الجانبين لا سيما تلك المتعلقة بتدريب القوات الخاصه والأمن المعلوماتي والأنظمة الدفاعية المضادة للصواريخ وحرية الملاحة في البحر الأحمر والخليج العربي ، وقد التقى اشتون كارتر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في قصر السلام في جدة ، وحضر اللقاء عن الجانب السعودي ولي ولي العهد ووزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور مساعد بن محمد العيبان ووزير الخارجية عادل الجبير ووزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل الطريفي .
بينما حضره عن الجانب الأميركي إضافة إلى وزير الدفاع رئيس الأركان بمكتب وزير الدفاع اريك روزينباخ وكبير المساعدين العسكريين رونالد لويس والقائمة بأعمال مساعد وزير الدفاع لشؤون الأمن الدولي إليسا سلوتكين ونائب مساعد وزير الدفاع لشؤون الشرق الأوسط أندرو اكسوم .
وأكد كارتر للملك السعودي حرص بلاده على تعزيز السلام والإستقرار في المنطقة ، ونقل إلى الملك سلمان تحيات الرئيس الأميركي باراك أوباما .
من جهته ناقش العاهل السعودي الملك سلمان مستجدات الأوضاع في المنطقة واستعرض العلاقات بين البلدين وخصوصا في المجالات العسكرية .
وفي مكان آخر كان المرشد الأعلى للثورة الإسلامية الإيرانية السيد علي الخامنئي قد قال يوم السبت الماضي بعد أن ام صلاة عيد الفطر في طهران أن إيران لن تتخلى عن دعمها للحكومة السورية والأمم المقموعة في اليمن والبحرين والمقاتلين المخلصين في لبنان وفلسطين .
من الواضح أن المجتمع الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية له مشروعه الخاص في منطقة الشرق الأوسط ويهدف إلى حماية المصالح الإستراتيجية الأميركية أولا ومصالح الدول الغربية تاليا مع الأخذ بعين الإعتبار أمن ومصالح الدولة الإسرائيلية .
وكذلك فإن لإيران مشروعها الخاص في المنطقة والذي يعتمد على تصدير الثورة إلى دول الإقليم العربي وصولا إلى زعزعة الأمن والاستقرار من خلال إثارة الفتن المذهبية والطائفية التي تؤدي إلى إشعال الحروب الأهلية داخل الدولة الواحدة بهدف الامساك بقرارها السياسي .
أما العرب الذين فرقتهم النزاعات وشتتهم الخلافات والذين حكمتهم أنظمة ديكتاتورية بددت ثرواتهم وصادرت حرية شعوبهم ومزقت وحدتهم فإنهم يفتقدون إلى مشروع عروبي وحدوي وتنموي ، ويستنجدون بالاجنبي لحماية انظمتهم البالية ويتلطون بظلال القوى الخارجية حفاظا لعروشهم التي ينخرها سوس الاستبداد والظلم والاستعباد مما جعل منهم لقمة سائغة في فم كل طامع في خيرات أراضيهم الغنية بثروات هائلة من الموارد الطبيعية.