حمّل رئيس "التنظيم الشعبي الناصري" النائب السابق أسامة سعد إمام مسجد بلال بن رباح في صيدا أحمد الأسير مسؤولية إراقة الدماء وهز الأمن والاستقرار في صيدا، متهما تيار "المستقبل" بتوفير الدعم السياسي والمادي للأسير، كاشفا في هذا السياق أنّ "المستقبل" أوكل إلى الأسير القيام بكل ما لا يرغب هذا التيار أن يقوم به بشكل معلن حفاظا على الصورة التي يحاول إيهام الناس بها عن ذاته، أي صورة الوسطية المزيفة والاعتدال المزعوم.
الأسير يتحمّل مسؤولية إراقة الدماء
وفي حديث لـ"النشرة"، شرح سعد تفاصيل ما شهدته صيدا مؤخرا، فقال: "لقد اقتحم الأسير على رأس مجموعات من أنصاره المسلحين منطقة التعمير في المدينة، واعتدى على سكانها الآمنين بذريعة رفع صور لشهداء مقاومين ضد إسرائيل فيها، ووجود أعلام للمقاومة الإسلامية، ويافطات تتعلق بذكرى عاشوراء. فاعترض شباب من الحي على هذا التصرف انطلاقا من تعلقهم بشهدائهم، وتعبيرا عن حقهم في التعبير عن تأييد المقاومة، وفي إحياء ذكرى دينية هامة. وانتفضوا ذوداً عن بيوتهم وكرامتهم. وحصل إشكال تدخل الشيخ زيد ضاهر لمعالجته فكان نصيبه إطلاق النيران عليه من قبل جماعة الأسير وإصابته بجروح، كما كان نصيب الفتى علي الشربيني رصاصة في الرأس فسقط صريعاً، كما سقط في الاشتباك ضحايا وجرحى آخرون".
وخلص إلى أنّ الأسير يتحمّل مسؤولية إراقة الدماء التي أهدرت عبثا للأسف خارج نطاق الصراع مع العدو الصهيوني.
الأسير ليس وحده المسؤول عما جرى
وشدّد سعد على أنّ "هذا الاعتداء على المواطنين من قبل أنصار الأسير ليس الاعتداء الأول، فقد سبقه قبل فترة إغلاق الطريق الدولية لمدة طويلة، والاعتداء على العابرين، ومن بينهم أبو علي السكافي، ومحمود الدندشلي وغيرهما"، ولفت إلى أنّ حملة مبرمجة من الاستفزاز والتوتير سبقت الاعتداء الأخير وشملت أيضا إنذارا بإزالة الشعارات واليافطات السياسية والدينية التي لا تعجب الأسير، معتبرا ذلك "سابقة خطيرة في مدينة صيدا التي تزخر بالتنوع السياسي والديني والمذهبي، وهي سابقة تتعارض مع الحريات السياسية والدينية التي يكفلها الدستور اللبناني والقوانين اللبنانية". ولاحظ أنه، وعلى الرغم من قيام الجهات المعنية بإزالة يافطاتها وشعاراتها تحت عنوان سحب الذرائع من الأسير، وتفويت الفرصة على مساعي تفجير الفتنة، إلا أن الأخير أصرّ على مواصلة السير في المخطط المرسوم له، "فكانت حادثة التعمير المؤسفة التي نأمل ألا تتكرر أبدا".
وأشار سعد الى أن "الأسير ليس هو المسؤول وحده عما جرى، بل تشاركه في تحمل المسؤولية كل الجهات التي وفرت له الأجواء الملائمة من خلال الشحن المذهبي الذي دأبت عليه منذ فترة طويلة، لافتا بذلك إلى تيار "المستقبل" بشكل رئيسي، وأيضاً إلى "أوساط في قمة السلطة غضت النظر عن كل ارتكاباته السابقة، كما غضت النظر عن خطابات الشحن والتحريض والشتائم والاستفزاز التي لم يتوقف عنها يوماً". ويضاف إلى هؤلاء، وفقا لسعد، الجهات المحلية والإقليمية التي توفر لظاهرة الأسير كل أشكال الدعم السياسي والمالي والتسليحي.
صيدا تحوّلت لغابة من المسلحين على مرأى القوى الأمنية
وطالب سعد أجهزة الدولة باتخاذ كل الإجراءات التي من شأنها إطفاء فتيل التفجير وقطع دابر الفتنة، وقال: "نحن مع الدولة لكي تبسط سلطتها كاملة، وتطبق القوانين والأنظمة. ونحن مع القضاء في اعتقال كل المرتكبين والمتجاوزين ومحاسبتهم كائناً من كانوا. غير أن الجميع قد لاحظوا، مع الأسف الشديد، أن هناك فرقاً شاسعاً بين كلام المسؤولين في الإعلام وممارساتهم على الأرض. فقد تحولت صيدا يوم تشييع الضحايا إلى غابة من السلاح والمسلحين تحت أنظار القوى الأمنية التي لم تحرك ساكناً!!! وجرى الاستيلاء على ملك عام وتحويله إلى مدفن خاص رغم أنف رئيس البلدية وسائر المعنيين، ولم تحرك الدولة ساكناً!!! وقوافل سيارات المسلحين لا تزال تتجول في المدينة، ولا تحرك الدولة ساكناً!!! فأين هي الإجراءات المشددة؟ وأين تطبيق القانون على الجميع؟"
مصممون على حماية السلم الأهلي مهما كلف ذلك من تضحيات
واعتبر سعد أن "هناك مخططات لتفجير الفتنة المذهبية بين السنة والشيعة تنطلق من واشنطن، مروراً بأنظمة الخليج، وصولاً إلى قوى" 14 آذار" في لبنان"، وقال: "أما نحن كقوى وطنية توحيدية تنتمي إلى تيار المقاومة فقد عقدنا العزم على إفشال هذه المخططات. ونحن مصممون على حماية السلم الأهلي مهما كلفنا ذلك من تضحيات. ونحن نرى أن السلاح الوحيد المشروع هو السلاح الموجه ضد العدو الصهيوني، عدو الشعب اللبناني والشعب الفلسطيني وسائر الشعوب العربية. وأي سلاح آخر غير موجه ضد العدو الصهيوني هو سلاح غايته إثارة الفتن في الداخل، ويخدم المخططات المعادية للبنان ووحدة أبنائه".
وإذ لفت سعد إلى أن "الحلف الأميركي الصهيوني يعمل منذ فترة طويلة للتضييق على المقاومة ونزع سلاحها"، حذر من أنّ "أيّ عمل سياسي أو عسكري يستهدف المقاومة، سواء جاء من الداخل أم من الخارج، هو عمل يخدم أهداف الحلف المعادي المشار إليه، ويندرج في إطاره مهما كانت الشعارات والذرائع التي يتلطى خلفها".
توهّموا أن "غزوة التعمير" ستعوّضهم عن "غزوة السراي"
ورأى سعد أن "التصعيد الأخير للأسير إنما يندرج في إطار الحرب المفتوحة التي أعلنها تيار "المستقبل"، وقوى 14 آذار عامة، ضد المقاومة، كما يندرج في إطار الضغوط الهادفة إلى إسقاط الحكومة عقابا لها على سياسة النأي بالنفس تجاه الصراع الدائر في سوريا، وهي الضغوط التي انطلقت مع "غزوة السراي الفاشلة"، ولم تحصد إلا الفشل، فتوهّم قادة "المستقبل" أن "غزوة التعمير" قد تعوضهم عن فشل الغزوة الأولى". واعتبر أنّ "المحاولات المستميتة لعائلة الحريري للتغطية على ارتكابات الأسير، عبر توجيه السهام ضد الحكومة والمقاومة، هي دليل إضافي على أن تيار المستقبل هو المسؤول الأصيل عما جرى في صيدا، وأن الأسير ليس سوى الغطاء الذي يختبئون خلفه".
وختم قائلا أنه "لا يخفى أن ما يجمع بين الطرفين المذكورين هو أكثر من أن يحصى، بدءاً بالشعارات السياسية والطائفية وصولاً إلى المرجعية الإقليمية الواحدة لكلا الجانبين".