في ظل أزمة النفايات التي راجت في كل من بيروت وضواحيها ، تظهر طرابلس للرائي على أنها بنعمة ، ولكن ما يخفى عن العين المجردة أن إقفال مطمر الناعمة يمهد لحلول جذرية ولو تأخرت (اللهم إلا إن تقاعس الشعب والحكومة ) ، بينما ترك جبل الزبالة بطرابلس "فاتح" ، يضع المدينة أمام أزمة حقيقية ...
هذا الجبل المهيمن على الواجهة البحرية لكل من طرابلس والميناء و الذي بلغ إرتفاعه أربعين متراً ، والذي تتساقط "أزوامه" في البحر الذي يسبح به المواطنون ، هو "مشكلة كبيرة " ...
فما بين تسكير وتمديد أكثر من مرة ، ما زالت شركة لافاجيت التابعة لصاحبها السيد قزعور المقرب من الوزير السابق جان عبيد ، تغذي هذا الجبل تحت ذريعة لا بديل ؟!
ولكن ماذا عن السكان ؟
وماذا عن الروائح الضارة التي تحيط بالساكنين هناك ....
والأمراض التي تتربص بهم والتي تتعدى العشر أنواع من الحساسية وغيره ، هذا ناهيك عن الضرر الإقتصادي للمؤسسات الموجودة في ذلك المحلات وعن الحشرات والبرغش ...
طرابلس التي فشل كل من نوابها و وزرائها و رجال أعمالها في تحقيق تنمية فعلية لها ، نراها قريباً على بوابة غينس في أكبر "جبل نفايات" ففي القمامة تمكن سياسو الشمال من تحقيق تنميتهم حيث أن أكثر من خمسة آلاف طن من النفايات يرمى يومياً بهذا المكب ...
وفي هذا المجال وفي واقع هذه الأزمة "المتجذرة" ، كان لموقع لبنان الجديد إتصال مع القاضي نبيل صاري ، وهو من الناشطين في قضايا البيئة وفي كل ما يتعلق بإنماء هذه المدينة لتبيان منه الصورة الفعلية لهذا الواقع ، وفي خلال إتصالنا أفادنا أنّ هذا الجبل هو ضرر متكامل للمدينة وأنه في حال وقوعه سيقضي على الثروة السمكية لمدة 40 عاماً .
إضافة إلى أنّ ما ينزل من هذه النفايات من كيمياوي وغيره يضر بالمواطنين وبالسمك الذي نأكله .
وأشار القاضي إلى أنّ التمديد يتم بلا حلول وبلا خطة لإعادة التدوير ، وبلا رؤيا لإنشاء معمل للفرز يخفف حقاً من هذا الضرر ...
البيئة في طرابلس هي في "خطر" هذا ما أوضحه له لنا حضرة القاضي ، كما ونوّه لنا عن مشكلة المسلخ الذي أقدم محافظ الشمال على إغلاقه نظراً لكونه غير صحي ودون بديل ، مشيراً إلى أنّ الغنم والبقر يذبح في الشوارع ، فمن 60% جراثيم داخل المسلخ أصبحت النسبة 100% في الشوارع ...
وهنا أتساءل ؟
ما هذا التراخي في صحة المواطن الطرابلسي ؟
وإلى متى ستظل شركة لافاجيت "فاتحة عحسابا" ، هذه الشركة التي تستعمل أرض البلدية وآلياتها ومعداتها ( أبواب سرقة وعلنية) دون خطة فعلية لإنقاذ بحر طرابلس والبيئة الطرابلسية عموماً ..