تزايدت في الفترة الأخيرة ظاهرة التحرش بالأطفال ، وهي آفة سلبية ومريبة اقتحمت مجتمعاتنا العربية.ومن أسباب هذه الظاهرة إدمان الجيل الجديد المرضي على الإنترنت ، هذا الإدمان في عالم رقمي يعتمد على الجنس لإشهار مواقعه وعلى المواضيع الحسية الإلكترونية ، أدى إلى تضاعف تعرض الصغار لخطر الجنس بكل أشكاله لا سيما في ظل ضعف الرقابة او حتى انعدامها.
فالرقابة الغائبة على الطفل وإهماله دفعا به للتعويض عن نقص عائلي وإجتماعي إلى غرف الدردشة الخاصة ، وهذه الغرف التي تزدحم بالمرضى الجنسيين والمتحرشين الذين يتربصون بالأطفال للتأثير عليهم واستغلال أجسادهم بما لا يتصور عقل، فتبدأ اللعبة بجر الطفل لفتح الكاميرا والتعري وإلتقاط صور فاضحة له وهو بلا لباس وفي أوضاع مقززة ومن ثم إلتقاط فيديو مريب له أثناء الممارسة الإلكترونية وتسجيله و وحوش الانترنت لا تتوقف هنا بل تكمل اللعبة الدنيئة لأخذ الطفل لموعد حقيقي يوفر للمريض إفراغ شذوذه. فمن الإغراء بالهدايا والألعاب تكون الوسيلة لتحقيق الموعد الدنيء ، للتهديد بالصور والفيديوهات المصورة ان رفض الطفل ،الذي في حينها يذهب إليه خوفا من أن يعلم اهله بالذي صنع.
هذا وتدل الإحصاءات إلى أن واحداً من أصل 6 أطفال يتعرض للتحرش و 75% منهم يبقون الأمر سرً مكتوماً .بالتالي فإن غياب مادة التربية الجنسية عن المناهج التربوية أمر مؤسف، لأنها ضرورية جداً تنير الأطفال على أخطار إستغلالهم جنسياً سواء من خلال شبكة الإنترنت أو غيرها.
إنّ أطفالنا أمانة في أعناقنا ويجب أن نحافظ عليها ولا بد معالجة هذه الفجوة الخطيرة وخصوصاً أنهم يمضون معظم وقتهم على الإنترنت.