قيل كثيراً عن جريمة الجميزة ، وكُتب كثيراً ، إلا أنّ ما لم يقال هو أنّ هذه الجريمة البشعة تشبه إلى حد كبير جداً واقع الحال عندنا ..
فالقاتل المجرم طارق يتيم إنّما يجسد بالحقيقة وبالفعل كل الطبقة السياسية الحاكمة في لبنان منذ عقود ، وأمّا الضحية جورج الريف فهو صورة طبق الأصل عن الدولة والوطن بكل متشعباته من الهيبة ، ووصولاً إلى أصغر مؤسسة فيه مروراً طبعاً بأمواله العامة .
أمّا المارّون، فهم بالدقة التشبيهية عبارة عن الشعب اللبناني ، بكامل جبنه ولا مبالاته وتذاكيه الأجوف وإدعاءاته الخرقاء وبكل ما يحمل من عفن الأنانية والتمذهب البغيض والشوفانية الحمقاء ونظرته البلهاء نحو وطنهم الذي ينحر أمام أعينهم كل يوم " كجورجهم " من قبل " طارقهم " ..
وهم ليسوا أكثر من مارّون أمام الجريمة، وبناءً على ما تقدم يكون السؤال الحقيقي هنا هو لماذا لم يصفّق هؤلاء للمجرم طارق اليتيم تماماً كما يفعلون لحكامهم ؟