أضفى عيد الفطر نهاية الأسبوع الماضي عطلة سياسية على المستوى الداخلي اللبناني، في ظلّ استمرار الخلاف بين القوى السياسية حول آلية عمل الحكومة وجدول أعمال مجلس الوزراء، فضلاً عن النقاش القديم ــ الجديد حول عقد جلسة استثنائية لمجلس النواب، وجدول أعمال الجلسة.

فبعد أن كان الانقسام داخل مجلس الوزراء بين التيار الوطني الحر ومعه حزب الله وعدد من قوى 8 آذار، وتيار المستقبل والقوى الأخرى حول ملفّ التعيينات الأمنية، تحوّل الخلاف في الجلسة الماضية، ومن المتوقّع أن يستمر في جلسة الخميس المقبلة، حول آلية عمل الحكومة، التي تنعكس بدورها على توقيع الوزراء على عقد الجلسة الاستثنائية لمجلس النواب، في الوقت الذي يسعى فيه حزب الله إلى إيجاد أرضية مشتركة بين عون والرئيس نبيه برّي.
مصادر وزارية متعدّدة تقاطعت على التأكيد لـ«الأخبار» أنه «لا جديد حتى الساعة حول مختلف الملفّات». وقالت مصادر مقرّبة من عون إنه «لا تزال الأمور غير محسومة، خصوصاً أن المفاوضات التي يتولاها حزب الله نيابة عن عون مع بري من جهة وتيار المستقبل من جهة أخرى حول آلية عمل الحكومة والجلسة الاستثنائية لم تتضح معالمها بعد». وتقول مصادر التيار إنه «لا إشارات إيجابية من بري أو المستقبل، بل كل الاشارات التي تصدر عنهما سلبية جداً».
وأكدت مصادر أخرى أن «مسألة فتح دورة استثنائية لمجلس النواب لن تمرّ دون توقيع 24 وزيراً»، أي بالتوافق والعودة إلى آلية العمل القديمة للحكومة، في ظلّ إصرار التيار الوطني الحر على الأمر مدعوماً ــ بحسب العونيين ــ من حزب الله، في ظلّ اعتبار برّي أن لا حاجة إلى توقيع الـ24 وزيراً. وفيما يؤكّد التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية تمسّكهما بأن يكون قانونا استعادة الجنسية والانتخاب البندين الأولين على جدول أعمال مجلس النواب، يبدي عون عدم ممانعة لتضمين جدول الأعمال بنوداً مالية ضرورية، وهو ما يصرّ عليه برّي خلف الدعوة إلى الجلسة الاستثنائية.


التيار: لن تنجح محاولة إحراجنا بملف النفايات لأن لا قرارات حكومية مطلوبة في هذا الشان

 


وأشارت مصادر وزارية مقرّبة من رئيس الحكومة إلى أن بند النفايات سيطرح على طاولة مجلس الوزراء الخميس، وهو ما اعتبرته مصادر التيار الوطني الحر «محاولة لإحراجنا وإظهارنا كمن يعرقل أمراً أساسياً وضرورياً لحياة المواطنين. لكنها محاولة لن تنفع، لأننا اتفقنا مع رئيس الحكومة على أن لا حديث في أي أمر سوى ما سمّاه مقاربة العمل الحكومي. أما موضوع النفايات فلا قرارات حكومية جديدة مطلوبة فيه، والملف عند وزير البيئة الذي وضع الخطة وحدّد التواريخ، وما من أمر مفاجئ في ما حصل».
وتعوّل مصادر التيار على الأيام الثلاثة المقبلة، خصوصاً أن «المفاوضات عُلقّت أثناء عيد الفطر وتستأنف اليوم»، وهو «ما يدفع بالجنرال فعلياً الى التمسك بخيار الشارع، كونه الخيار الوحيد المتبقي له، في ما لم تنجح مساعي حزب الله في إيجاد مخرج حكومي مربح للجميع».
الى ذلك، التقى رئيس حزب القوات سمير جعجع الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز في الرياض أمس «لبحث الاوضاع على الساحة اللبنانية». وشكر جعجع السعودية «لحرصها على أمن لبنان واستقراره».